هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قفزت أسعار النفط، الخميس، مستجيبة لتدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالحديث مع الرياض، من أجل إحداث توازن بسوق الخام، الذي شهد انهيارا خلال الشهر الماضي.
وقال الرئيس الأمريكي إنه
تحدث إلى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وإنه يتوقع أن تخفض السعودية وروسيا
إنتاج النفط نحو عشرة ملايين برميل، حيث أبدى كلا البلدين استعداده لإبرام اتفاق.
وكتب ترامب: "تحدثت للتو مع صديقي (ولي العهد)
السعودي، الذي تحدث إلى الرئيس الروسي بوتين، وأتوقع وآمل أن يخفضا الإنتاج حوالي
عشرة ملايين برميل، وربما أكثر بكثير وهو ما، إذا حدث، سيكون شيئا عظيما لصناعة النفط
والغاز!".
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) April 2, 2020
وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس"، إن "ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بحث بالهاتف مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الخميس أسواق الطاقة العالمية".
وفي خطوة عملية، ردت السعودية على الاتصال الأمريكي، بالدعوة إلى عقد اجتماع طارئ لأوبك وروسيا
ومنتجي نفط آخرين، لتحقيق التوازن في سوق النفط.
وقالت "واس": "المملكة تدعو
لعقد اجتماع عاجل لمجموعة (أوبك +) ودول أخرى، بهدف التوصل إلى اتفاق عادل لاستعادة
التوازن المطلوب في أسواق النفط".
وبحسب وكالة الأنباء السعودية، تم استدعاء الاجتماع
"تقديرا" لطلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وطلب أصدقاء آخرين في الولايات
المتحدة.
اقرأ أيضا: النفط يصعد مع طلب واشنطن من الرياض وموسكو التهدئة
وكانت أسعار النفط قد تهاوت منذ انهيار
اتفاق بشأن تخفيضات الإنتاج بين السعودية وروسيا في السابع من آذار/مارس الماضي، أعقبته الرياض بضخ خام إضافي في سوق تعاني من فائض المعروض.
وعزز الإعلان السعودي أسعار النفط دافعا إياها لصعود كبير يصل إلى أكثر من 30 بالمئة، في ظل المؤشرات المتنامية على أن الرياض
وموسكو قد تكونان مستعدتين لإنهاء معركتهما على الحصص السوقية والتعاون من جديد.
وتتجه بذلك أسعار النفط إلى تحقيق أكبر مكسب ليوم واحد على الإطلاق.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 8.04 دولارات بما يوازي 33 بالمئة إلى 32.78 دولارا للبرميل، في حين زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 6.62 دولارات أو 33 بالمئة إلى 26.93 دولارات.
والأربعاء، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه أجرى محادثات مع قيادتي السعودية وروسيا، وأنه يعتقد أن البلدين سيبرمان اتفاقا
لدعم الأسعار التي مازالت، حتى بعد قفزة اليوم، دون نصف مستوياتها في بداية 2020 قبل
أن تضرب أزمة فيروس كورونا بمعولها.
وفي وقت سابق اليوم، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر
نوفاك لـ"رويترز" إن بلاده لا تعتزم زيادة إنتاجها النفطي.
وكان مصدر خليجي كبير مطلع على التفكير السعودي قال
لـ"رويترز" في وقت سابق إن المملكة تدعم التعاون بين منتجي النفط لتحقيق الاستقرار بالسوق.
وقال المصدر: "المملكة لا تزال متمسكة بموقفها
والمرحب بالتعاون العادل بين جميع المنتجين لتجاوز الأزمة الحالية والدفع باتجاه استقرار
السوق البترولية على أساس مبادئ العدالة والمساواة".
وتشهد أسعار النفط انخفاضا قياسيا على خلفية الصراع
في زيادة الإنتاج بين المملكة العربية السعودية وأوبك من جهة وروسيا من جهة أخرى، الأمر
الذي يثير مخاوف وصول أسعار برميل النفط إلى السالب وفقا لمراقبين.
لماذا تدخل ترامب؟
وحول أسباب التدخل الأمريكي للضغط باتجاه خفض إنتاج النفط، بعد نحو
قرابة شهر من انهيار الأسعار، يرى الباحث في شؤون الطاقة، حسن الشاغل أن "الولايات
المتحدة متضررة من استمرار الأزمة".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21" أن أمريكا تنتج يوميا نحو 10
ملايين برميل نفط صخري يوميا، بتكلفة إنتاج تصل إلى 40 دولارا للبرميل الواحد،
وبالتالي فإنها متضررة من وصول أسعار الخام إلى 20 دولار، على المدى الطويل.
وقال: "المصلحة الأمريكية تكمن في أن تستقر أسعار النفط فوق
الـ40 دولار إلى 50 دولار للبرميل".
وحول سبب تأخر تدخل واشنطن لنحو شهر، يعتقد الشاغل أن الولايات
المتحدة تكون استفادت خلال الفترة الماضية من أسعار الخام المنخفضة بتعبئة
مخزونها الاحتياطي من النفط البالغ نحو 180 مليون برميل.
أما عن مساهمة لوبيات النفط بأمريكا في الضغط على الرئيس الأمريكي
للتدخل، فأشار إلى أن هذه اللوبيات تقع في الدرجة السابعة أو الثامنة
بالتأثير على القرار بالسياسة الأمريكية.
وينوه إلى أن احتمال التصعيد العسكري بين واشنطن والمجموعات الشيعية
بالعراق الموالية لإيران، يقتضي أيضا الدفع باتجاه رفع الأسعار بعدما وصلت إلى
مستويات متدنية.
وتابع: "العراق ينتج كل يوم 4 مليون برميل، وإيرادات هذا المنتوج تتحول إلى البنوك الأمريكية، وهي من تستثمر هذه الأموال، وبالتالي يُحتمل أيضا أن واشنطن
ضغطت لرفع أسعار النفط، لزيادة مدخولات بنوكها".
وحول الاستجابة الفورية من الرياض لاتصال ترامب باتجاه تحقيق
"توازن في أسعار الخام"، قال الشاغل: "98 بالمئة من الميزانية
السعودية تغطيها إيرادات النفط، وبالتالي هي كانت متضررة من استمرار الأزمة".
وأضاف: "لكي تبقى الميزانية السعودية بوضعية قوية، يجب أن يكون
سعر برميل النفط فوق الـ50 دولارا".
وعلى الرغم من أن تكلفة إنتاج
البرميل الواحد في السعودية هي 9 دولار، في حين أن تكلفته بروسيا بين 18 إلى 20
دولار، وأن الرياض أقدر على المناورة في خفض
الأسعار، إلا أنه يجدر الانتباه إلى أن موسكو تناور من ناحية أنها "لا تعتمد في ميزانيتها على
النفط فقط، بخلاف الرياض". وفق ما قاله الباحث في شؤون الطاقة.