هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال مدير "برنامج برنستاين لشؤون
الخليج وسياسة الطاقة" في معهد واشنطن، سايمون هندرسون، إن روسيا والسعودية
لم تعودا قادرتين على الاتفاق حول تقاسم الفوائد، بعد أن تعاونتا سابقا للتأكد من
وصول إمدادات النفط إلى السوق العالمية.
وقال إن المعركة بين بوتين وابن سلمان
شرسة، وإن كلا الرجلين عديما الرحمة، لكن من ناحية الدهاء، ألمح إلى أن النصر في
المعركة سيكون للرئيس الروسي.
وفي تحليله المنشور على موقع المعهد،
أشار هندرسون إلى أن الرياض قررت قبل أيام رفع إنتاجها إلى مستوى قياسي غير أنها
لا تستطع فعليا رفع الإنتاج إلى 12.3 مليون برميل يوميا، فقد أنتجت الأسبوع الماضي
9.7 ملايين برميل، ولا يمكن فتح الصنابير لرفع الإنتاج إلى هذا الحد بشكل مفاجئ.
ولفت إلى أن الكمية الكبير ستأتي من
المخزون، على الأقل في المراحل الأولية، وعلى الأرجح من الناقلات الراسبة في دول
العالم قريبا من الأسواق المهمة.
اقرأ أيضا: WSJ: هذه خلفية قصة حرب محمد بن سلمان النفطية ضد روسيا
ولفت إلى أن حرب السعودية على النفط سيكون
لها ضحايا، وإن القطار على وشك التحطم.
وأكد أن روسيا بالمقابل ستعمل على زيادة
الإنتاج، في لعبة خداع وتحايل لمعرفة من سيصمد أطول، والعالم يتفرج.
وأشار إلى أن "لكل جانب نقاط ضعفه
وقوته. ففي حين تستطيع روسيا تلبية متطلبات الميزانية بسعر أقل للبرميل من
السعودية، إلا أن المملكة تستطيع إنتاج النفط بكلفة أقل بكثير من روسيا".
ولفت إلى أن انخفاض الأسعار سيؤثر على منتجي
الزيت الحجري، وستجد الشركات نفسها في مواجهة مرحلة غير مربحة.
ورغم أن السعودية حليفة للولايات
المتحدة الأمريكية، إلا أن وزارة الطاقة الأمريكية قالت في التاسع من آذار/ مارس
الجاري في بيان لها: "هذه المحاولات من جانب الجهات الفاعلة الحكومية للتلاعب
بأسواق النفط والتسبب بصدمة فيها...". قد تكون هذه اللغة طبيعية في التعامل
مع موسكو، ولكنها جديدة في التواصل مع الرياض - على الأقل علناً. وفي العاشر من
آذار/مارس قال البيت الأبيض أن الرئيس ترامب تحدث مع ولي العهد السعودي الأمير
محمد بن سلمان يوم الاثنين بشأن أسواق الطاقة العالمية، بحسب هندرسون.
وأضاف هندرسون بالقول إنه من الصعب
الإجابة على سؤال "متى تنتهي الأزمة؟" لكنها قد تنتهي مثلا إذا ما قررت
إيران مهاجمة منشآت أرامكو النفطية كما حدث في أيلول/ سبتمبر الماضي.
وختم: "لكن على افتراض أن تبقى
الأزمة مجرد صراع بين الطموحات المتنافسة للرئيس بوتين وطموحات الأمير محمد بن
سلمان الذي يعتبر الحاكم الفعلي للسعودية، فمن المتوقع أن تكون هذه معركة على حافة
السكين. فكلا الرجلين ثابت العزم وعديم الرحمة. يمكن للمرء أن يجادل من هو أكثر
دهاء منهما. شخصياً، أعرف على مَن سأضع رهاني".