بارونة بريطانية: من يحاسب المعتدين على "أبطال كورونا" بغزة؟

نشرت البارونة البريطانية، هيلينا كينيدي (محامية وعضو في مجلس اللوردات عن حزب العمال)، مقالا، سلّطت فيه الضوء على معاناة القطاع الطبي؛ في غزة، وسوريا، واليمن.

كينيدي في مقال نشرته صحيفة "ميديل إيست آي"، وترجمته "عربي21"، قالت إن المسعفين في قطاع غزة يخوضون معركة "كورونا" وهم في أخطر مكان بالعالم.

وذكّرت كينيدي بأنه في مثل هذا الشهر من العام الماضي، خلصت هيئة تحقيق مفوضة من قبل الأمم المتحدة إلى وجود أسباب كافية للاعتقاد بأن قناصي الجيش الإسرائيلي قتلوا عن عمد عاملين في قطاع الصحة وأطفالا وأشخاصا من ذوي الإعاقات وصحفيين في تظاهرات داخل غزة. 

وكان ثلاثة مسعفين من بين ما يزيد على 200 شخص استشهدوا على مدى عامين من استخدام إسرائيل للقوة ضد مظاهرات مسيرات العودة الكبرى. بالإضافة إلى ذلك أصيب 845 مسعفا آخرين بجروح.

وعلقت كينيدي: "لم يحاسب أحد حتى الآن على ذلك". 

ورأت كينيدي أن إسرائيل لديها "حصانة مزمنة من العقاب"، وأن "الحماية التي يضمنها القانون الدولي للمستشفيات والعاملين في القطاع الطبي لا تحترم". 

واستشهدت كينيدي بتصريح سابق لسفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، كارين بيرس، قالت فيه إن "المملكة المتحدة تعتقد أن المحاسبة القانونية على الجرائم التي ترتكب أثناء الصراعات تشكل رادعا وعقابا ومنهجا للدفاع عن حقوق الضحايا. ومن دون ذلك لا يمكن تحقيق لا مصالحة بين المجتمعات، ولا ثقة في المؤسسات التي يفترض فيها تفعيل مبدأ سيادة القانون، ولا احترام للنظام الدولي القائم على القواعد والأحكام".

وأضافت: "ما ذكرته السفيرة هو عين الصواب، إلا أنه لا يجوز السماح للوضع داخل المناطق الفلسطينية المحتلة بأن يتحول إلى استثناء أو إلى نقطة عمياء بالنسبة للحكومة البريطانية. إذا كانت الأمم، ومنها بريطانيا، تعير اهتماما للتعامل مع الاحتياجات الإنسانية واحترام القواعد الأساسية للقانون الدولي، فإنه يتوجب علينا أن نكون على استعداد للتنديد بالانتهاكات السافرة للقانون الدولي، وبالحصانة من العقاب أينما وجدت". 

وفي المقال ذاته، نوّهت كينيدي إلى أن "روسيا تقصف بشكل متعمد المستشفيات في كافة أرجاء سوريا في الصراع الدائر هناك الآن".

إضافة إلى "استهداف العاملين في القطاع الصحي في اليمن مرارا وتكرارا"، وعلقت: "كما أكد ائتلاف حماية الصحة في الصراعات، فإن ذلك يعكس نمطا متكررا من العدوان والحصانة من العقاب". 

وربطت هيلينا كينيدي مقالتها بتداعيات إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته للسلام، المعروفة بـ"صفقة القرن"، مضيفة: "ترسم رؤية تقوم على ديمومة التحكم الإسرائيلي بحياة الفلسطينيين اليومية، وهي الحياة التي لا وجود فيها لآلية يتمكن الفلسطينيون من خلالها من اللجوء إلى العدالة الدولية حينما ترتكب الجرائم ضدهم". 

وقالت كينيدي إن "الحصانة من العقاب جرثومة معدية، وما الصمت عليها إلا تواطؤ معها. وإذا ما أخفقت بريطانيا وغيرها في التصرف، فإنني أخشى أننا سنكون إزاء وضع يكون فيه السلام والعدل أيضا في وضع حرج جدا". 

وخلصت كينيدي إلى أنه "بينما يواجه العاملون في القطاع الصحي حول العالم تحديا مشتركا، يتمثل في مكافحة وباء فيروس كورونا، فهذا هو الوقت الذي ينبغي فيه توجيه رسالة واضحة، مفادها أن الاعتداء عليهم لن يتم التسامح معه في أي مكان".