هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "نيوزويك" مقالا للكاتبة رولا جبريل، تتساءل فيه عن العلاقة بين الرئيس دونالد ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وإن كانت ستنجو من حرب أسعار النفط بين السعودية وروسيا، بالإضافة إلى المؤامرة الانقلابية المزعومة.
وتقول جبريل في مقالها، الذي ترجمتها "عربي21"، إن "محمد بن سلمان عرف بأنه (ولي عهد البروباغندا)، وحاول متسلحا بوثائق استراتيجية مهمة أعدتها شركة (بوسطن كونسالتينغ غروب)، تحت عنوان (رؤية 2030)، مواجهة التداعيات السلبية المرتبطة بمذابح اليمن وجريمة قتل الصحافي في (واشنطن بوست) جمال خاشقجي، لكنه يتعلم أن حرب أسعار النفط مع روسيا والمؤامرة الانقلابية المزعومة في الرياض لا يمكن التغلب عليهما من خلال خبراء تخرجوا من جامعات النخبة (أيفي ليغ) الأمريكية".
وتشير الكاتبة إلى "انتشار شائعات حول الملك سلمان، الذي لا يزال الحاكم الاسمي، بأنه قد مات، وقد غذى هذه الشائعات حساب على (تويتر) يعرف بـ(مجتهد)، وبعد ذلك نشر موقع (ميدل إيست آي) في لندن تقريرا عن اعتقال الأمير محمد حوالي 20 أميرا لإحباط محاولة انقلابية، وقالت مصادر إن ولي العهد هندس عملية الاعتقال تحضيرا لإعلانه عن نفسه ملكا هذا العام، ولاغتصاب الحكم من والده البالغ من العمر 84 عاما، الذي يعاني من فقدان حاد في الذاكرة".
وتقول جبريل إن "محمد بن سلمان المتقلب يثير أعصاب المسؤولين في البنتاغون ولانغلي (مقر المخابرات الأمريكية)، التي كانت تفضل منافسه الأمير محمد بن نايف، وفي البيت الأبيض تم الدفاع عن وحشية محمد بن سلمان، بل تم الاحتفاء بها، فبعد مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول لانتقادات وجهها لولي العهد، دافع دونالد ترامب عن ولي العهد، واصفا حكمه بأنه (يشبه الثورة بالمعاني الإيجابية كلها)، ومنذ ذلك الوقت كانت الاستراتيجية واضحة تقوم على تشابك المصالح السياسية والتجارية بين آل سعود وآل ترامب والحفاظ على الأمير في السلطة وإثراء عائلته، ويمكننا وصف هذا بالمقايضة".
وتلفت الكاتبة إلى أن "ترامب يريد تجنب سيناريو كان سببا في حصول السعودية على ثروتها، فعندما كانت السعودية مستقلة نوعا ما وتبعت سياستها بدلا من الاعتماد على إسرائيل والإمارات لإصدار الأوامر، أعلنت عن وقف تصدير النفط للدول الغربية في أثناء حرب أكتوبر 1973، التي حاولت فيها مصر وسوريا استعادة الأراضي التي خسرتها قبل ستة أعوام، ومع أن الحظر لم يستمر سوى ستة أشهر، إلا أنه كان سببا في حصول السعودية على ثروتها، فراكمت 661 مليار دولار من مبيعات النفط التي ازدهرت".
وتقول جبريل: "أما اليوم فتنهار أسعار النفط بمعدلات سريعة لم نشهد مثلها قبل 30 عاما، في وقت يواصل فيه الاقتصاد السعودي تراجعه، واستراتيجية محمد بن سلمان الوحيدة لإنقاذه هي بيع حصص من جوهرة التاج السعودية، وهي شركة النفط (أرامكو)، التي خسرت أسهمها قيمتها بسبب الأزمة، إن ترامب يستخدم محمد بن سلمان والنفط السعودي سلاحا لشل الاقتصاديات الروسية والإيرانية والفنزويلية والتسبب بالمعاناة لملايين الناس".
وتنوه الكاتبة إلى أنه "في نهاية الأسبوع انهارت المحادثات بين روسيا والسعودية حول إمدادات النفط وأسعاره، وهناك طلب قليل على النفط بسبب تراجع أعداد المسافرين في العالم، والفزع الذي تسبب به فيروس كورونا المستجد، ولهذا السبب فإن الفشل في الاتفاق حول أسعار النفط يعد تهديدا للاقتصادين الروسي والسعودي، ويحتاج محمد بن سلمان سعر 83 دولارا للبرميل لتجنب العجز في الميزانية السعودية، ولم يستبعد المحللون هبوط الأسعار هذا العام إلى 20 دولارا للبرميل، وبدلا من تقييد الإنتاج فإن الأمير قام بإغراق الأسواق وتخفيض الأسعار بشكل حاد".
وترى جبريل أن "ما يقوم به هو بمثابة (انتحار اقتصادي)، لكن بيت آل ترامب لا يطالب بأكثر من هذا، فترامب هو العامل الوحيد الذي يحمي محمد بن سلمان وقبضته على السلطة في السعودية، ولهذا فإن الأمير القاسي يؤدي دور منفذ أوامر ترامب، من خلال حرق ميزانيته، في وقت يقوم فيه ترامب بخنق الاقتصاديات النفطية، والدفع بعملية تغيير النظام في طهران وكراكاس، وإشعال حرب اقتصادية خطيرة مع موسكو".
وتجد الكاتبة أن "محمد بن سلمان وبيت آل ترامب أصبحا يشتركان في الأعداء والحلفاء، ومن المقربين إليهما إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، وهما الدولتان التي تغذيان الحرب مع إيران، وتحاولان إبعاد الولايات المتحدة عن حليفتها في الخليج، دولة قطر، ولمحمد بن سلمان وترامب مصالح شخصية للهجوم على الملياردير جيف بيزوس، وهو مالك صحيفة (واشنطن بوست) التي كتب فيها خاشقجي بعضا من مقالاته الناقدة لابن سلمان، وطالما نظر ترامب إلى بيزوس على أنه تهديد على حملاته الانتخابية لإعادة انتخابه، وهدد مالك شركة (أمازون) باتخاذ إجراءات تنظيمية، وعلمنا هذا العام عن اختراق هاتف بيزوس، الذي تلقى على حسابه في (واتساب) رسالة جاءت على ما يبدو من حساب شخصي لابن سلمان، ونعلم أن محمد بن سلمان يتواصل مع جارد كوشنر عبر (واتساب)، وأنه تباهى قائلا إن صهر الرئيس ترامب مضمون و(في جيبه)، وهي طريقة ابن سلمان للقول إن لديه مماسك وقذارات عن كوشنر".
وتعلق جبريل قائلة إن "بيت آل ترامب يلعب بالنار، فقدم عددا من التفضيلات لمحمد بن سلمان منذ وصول ترامب إلى السلطة، وكانت أول زيارة له بعد انتخابه إلى الرياض، ودعم القوات السعودية ومحمد بن سلمان في الحرب على اليمن، التي أدت إلى أكبر كارثة إنسانية في العالم، بالإضافة إلى أنه استخدم الفيتو ضد قرار أجمع عليه الحزبان لوقف الدعم الأمريكي للحرب على اليمن، وصوت ضد ثلاثة قرارات في الكونغرس تقضي بمنع بيع أسلحة أمريكية دقيقة إلى المملكة، ودعم محمد بن سلمان لمواجهة الشجب الدولي الذي أعقب مقتل خاشقجي، ودعم حملة حصار قطر، رغم استقبالها لأكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط".
وتتساءل الكاتبة قائلة: "ما الذي حصل عليه آل ترامب في المقابل؟ بحسب ما قاله ترامب فإن (السعودية تدفع نقدا)، وذلك في معرض حديثه عن صفقات السلاح، لكننا نعلم أيضا أن الوفود السعودية وشركات العلاقات العامة التي تعمل لصالح السعودية دفعت فاتورة 350 ألف دولار في فنادق ترامب، وذلك في الفترة ما بين 2016- 2017، وفي الفترة الأخيرة عبر السعوديون عن دعمهم لخطة كوشنر، التي دعا فيها الفلسطينيون للتخلي عن سيادة وطنهم، التي تم تصويرها بأنها (خطة سلام)، وسنرى كيف سيتدخل السعوديون لصالح ترامب في انتخابات 2020".
وتختم جبريل مقالها بالقول إنه "وسط هذا كله فإنه تم الحديث عن محاولة انقلاب، ووضعت منطقة القطيف تحت ذريعة احتواء فيروس كورونا تحت الحجر، وهي المنطقة الشيعية في شرق السعودية التي شهدت احتجاجات ضد الحكومة، إلا أن الأمير محمد بن سلمان لم يعد رهانا مضمونا حتى لعائلة ترامب".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)