هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للصحافيين أوليفر هولمز وكويك كيرسزنبوم، يقولان فيه إن محامين متخصصين في حقوق الإنسان في القدس رفعوا قضية ضد تطبيق Gett لسيارات الأجرة؛ لتقديمه خدمة تضمن للزبائن بأن يكون السائق غير عربي.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن تطبيق Gett العالمي، الذي يستخدم أيضا في لندن لسيارات الأجرة السوداء، يوفر لمستخدميه في القدس اختيار سيارة أجرة لا يتم استخدامها يوم السبت، يوم العطلة الأسبوعي لدى اليهود، أو أيام العطل اليهودية الأخرى.
ويفيد الكاتبان بأنه بالإضافة إلى خدماته "السريعة" و"المتميزة"، فإن التطبيق يقدم خدمة تسمى "Mehadrin" (يعني أكثر من كوشر، أو حلال عند اليهود المتدينين)، وهي أعلى مستوى من مستويات الالتزام بالتعاليم اليهودية، مشيرين إلى أنه على عكس اليهود الملتزمين فإن سائقي سيارات الأجرة الفلسطينيين، من مسلمين ومسيحيين، يعملون عادة في أيام السبت.
وتورد الصحيفة نقلا عن شركة Gett، قولها إن أي سائق يمكنه التسجيل لهذه الخدمة إن استطاع التأكيد أن سيارته تطابق المواصفات، مستدركة بأنه بحسب القضية المرفوعة، فإن خدمة Gett Mehadrin هي مجرد غطاء لخدمة تقوم على التمييز.
وينقل التقرير عن آساف بينك، وهو محام يعمل في القضية، قوله: "يعطونها عنوانا دينيا، لكن في الواقع هذه خدمة عنصرية توفر سيارات الأجرة التي يقودها يهود.. بالطبع لا يستطيعون القول: (لا نريد عربا)".
ويلفت الكاتبان إلى أن المحامين يسعون للحصول على 150 مليون شيكل (حوالي 37 مليون جنيه إسترليني) تعويضا لأصحاب سيارات الأجرة العرب وعشرات آلاف السكان في القدس من المسلمين والمسيحيين واليهود الذين يجدون التطبيق عنصريا، مشيرين إلى أن القضية مرفوعة على المدير التنفيذي والمؤسس، ديف ويزر، ومدير الشركة في إسرائيل، مارك عون.
وتذكر الصحيفة أنه قبل رفع القضية، قامت جمعية بينك وجمعية حقوق إنسان محلية هي Israel Religious Action Center بإجراء تحقيق خاص، قالوا إن الخدمة مصممة لتكون تمييزية.
وينوه التقرير إلى أنه بحسب التقرير الناتج عن التحقيق الخاص، فإن شخصين التقيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2018 بممثل شركة Gett في القدس، هيرزل موشي، بصفتهما سائقين يريدان الانضمام للخدمة، وقال لهما موشي إنه لن يسجل عربيا في خدمة Mehadrin حتى لو وافق على شروطها، وقال لهما في تعليق مسجل: "دعوني أقول لكم سرا.. إن خدمة Gett Mehadrin ليست لليهود المتدينين، إنها للناس الذين لا يريدون سائقا عربيا، عندما تريد ابنتي السفر، أطلب لها Gett Mehadrin ولا يهمها إن كان السائق متدينا أم لا فهي تريد سائقا يهوديا فقط".
ويشير الكاتبان إلى أن شركة التحقيق الخاص قامت بعدها بإرسال رجل عربي لينضم للخدمة لكن تم رفضه، بحسب ما ذكرت في التقرير، لافتين إلى أن الرجل يزعم بأن موشي قال له: "لدي 1500 سائق عربي مسجلين، ولا يعمل أي منهم لخدمة Mehadrin؛ ولن يعملوا".
وتكشف الصحيفة عن القضية ستناقش بأنه ليست هناك حاجة دينية لهذه الخدمة كما تدعي شركة Gett، فكثير من اليهود المتدينين ينزعجون من اليهود الذين يعملون يوم السبت، وليس من المسيحيين أو المسلمين، بل إن بعض اليهود يرتبون مع أشخاص غير يهود ويطلقون عليهم "shabbos goy" للقيام بأعمال لا يستطيع اليهود القيام بها يوم السبت، مثل تشغيل التدفئة، أو نقلهم بالسيارة للمستشفى، إن كانت هناك حاجة.
ويورد التقرير نقلا عن المديرة التنفيذية لمؤسسة Israel Religious Action Center، أنات هوفمان، قولها بأن خدمة Mehadrin تغطي على التمييز العنصري بحجة الدين اليهودي، وقالت: "إن استخدام اليهودية لتبرير التمييز العنصري ليس من الدين اليهودي، والعنصرية تحت أي اسم آخر هي كريهة بالمقدار ذاته".
وينقل الكاتبان عن متحدث باسم شركة Gett، قوله بأن "أي سائق، بغض النظر عن معتقده الديني، يمكنه القيادة في هذه الخدمة، ونحن نعتقد أن الخدمة التي نقدمها تتماشى مع القوانين الإسرائيلية المتعلقة بها"، لكنه لم يقدم أي تفاصيل عن عدد السائقين العرب المسجلين في خدمة Mehadrin.
وتقول الصحيفة إن للقوانين التي تقوم على الدين بخصوص المواصلات الإسرائيلية تاريخا مثيرا للجدل، ففي عام 2011 كانت هناك خدمة حافلات عامة أطلق عليها صفة Mehadrin لكن ليست لها علاقة بخدمة التطبيق، وحكمت عليها المحكمة العليا بأنها غير قانونية.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن الخدمة التي عملت بين مناطق اليهود الأرثودوكس كانت تطلب من النساء لبس ملابس محتشمة والجلوس في آخر الحافلة.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)