هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا للصحافي كونراد دنكان، يقول فيه إن البعض شبه القائم بأعمال رئيس المخابرات الجديد الذي عينه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"ضابط احتلال يميني متطرف"، وقالوا إنه سعى لـ"تمكين" اليمين الأوروبي عندما عمل سفيرا.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه تم الإعلان عن السفير الأمريكي الحالي لألمانيا ريتشارد غرينيل، قائما بأعمال المدير القومي للمخابرات يوم الأربعاء، في مؤشر على أن الرئيس قد يكون يخطط لفرض آرائه السياسية الشخصية على مؤسسات المخابرات الأمريكية.
ويقول دنكان إنه مع أن الرئيس ترامب يصف السفير بأنه مثل أمريكا بشكل "جيد للغاية"، إلا أن غرينيل يبدو غير محبوب أبدا في ألمانيا بعد مقابلات مثيرة للجدل مع "فوكس نيوز"، والموقع اليميني المتطرف "بريتبارت".
وتلفت الصحيفة إلى أن السفير أغضب في عام 2018 السياسيين خلال أسابيع من تسلمه للعمل، بعد أن قال إنه يريد "تمكين المحافظين الآخرين في أنحاء أوروبا"، وحذر الشركات الألمانية من التعامل تجاريا مع إيران.
وينقل التقرير عن الزعيم السابق للحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني مارتين شولز، قوله ردا على تلك التعليقات، إن "غرينيل لا يتصرف بصفته دبلوماسيا، لكنه يتصرف بصفته ضابط احتلال يمينيا متطرفا"، وأضاف شولز: "ما يفعله هذا الشخص فريد في تاريخ الدبلوماسية.. ولو قال السفير الألماني في واشنطن إنه هناك ليقوي الديمقراطيين، فسوف يتم طرده مباشرة".
ويفيد الكاتب بأن غرينيل واجه الانتقاد لأنه وصف المستشار النمساوي سباستيان كورز، الذي شكل ائتلافا مع حزب الحرية اليميني المتطرف بأنه "نجم موسيقى الروك"، مشيرا إلى أنه يتوقع من السفراء بشكل عام البقاء محايدين في البلدان التي يخدمون فيها.
وتذكر الصحيفة أن مصادر شجبت في مقال نشر في الصحيفة الألمانية "دير شبيغل"، غرينيل الموالي لترامب؛ بسبب علاقته السيئة مع ألمانيا، مشيرة إلى أنه مع أن حوالي 30 مصدرا تعاملوا مع غرينيل لم يكونوا مستعدين لنقل تعليقات عنهم بالاسم، إلا أن معظمهم وصفوه بأنه "شخص تافه ونرجسي ويوزع (الانتقادات) بعدوانية، لكنه بالكاد يتحمل أي انتقاد".
ويورد التقرير نقلا عن المقال، قوله: "إنهم أيضا يقولون إن غرينيل يعرف القليل عن ألمانيا وعن أوروبا، بحيث يهمل معظم الملفات التي يقدمها له زملاؤه في السفارة، ومعلوماته حول الموضوع سطحية".
وينوه دنكان إلى أن غرينيل بصفته قائما بأعمال مدير المخابرات القومية، فإنه سيكون مسؤولا عن الإشراف على مجتمع المخابرات الأمريكي وتوحيده، وسيقدم الاستشارة فيما يتعلق بأمور الأمن القومي، لافتا إلى أن السفير، الذي يعتقد بأنه أول رجل مثلي يشغل هذا المنصب، لم يعمل في حياته مع أي وكالة استخباراتية.
وتفيد الصحيفة بأن عددا من خبراء الأمن القومي انتقدوا قرار تعيين غرينيل في هذا المنصب، وكتب نيد برايس، الذي عمل مساعدا خاصا لباراك أوباما، على "تويتر": "سمى (ترامب) للتو أكثر السفراء الأمريكيين تسييسا ووقاحة لمنصب يجب أن يكون هو الأقل تسييسا، ودون شك هو دور حساس"، وأضاف: "كما أنه لم يعد يتظاهر بأنه يحترم القانون، تخلى ترامب عن التمثيلية بأن لديه أي استخدام للمعلومات الاستخباراتية".
ويشير التقرير إلى أن برايس ترك العمل مع وكالة الاستخبارات المركزية بعد خدمة أكثر من عشر سنوات عام 2017؛ احتجاجا على إدارة ترامب.
ويلفت الكاتب إلى أن سوزان هينيسي، وهي زميلة متخصصة في الأمن القومي في معهد بروكنغز، حذرت من أن غرينيل "غير مؤهل تماما".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول هينيسي: "هذا الأمر يجب أن يخيفك؛ ليس فقط لكونه تسييسا وقحا للمخابرات، لكن أيضا لكونه شخصا غير مؤهل تماما في دور أمني مهم، لقد انهارت الأسوار الواقية".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)