هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن استمرار دور قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني في المشهد السياسي الإيراني حتى بعد اغتياله من طرف الولايات المتحدة الأمريكية في العراق.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن صورة الجنرال سليماني برزت أكثر من غيرها بين الملصقات الانتخابية المنتشرة في طهران في إطار الانتخابات التشريعية التي سيكون موعدها يوم الجمعة المقبل. وبطبيعة الحال، إن الجنرال الذي اغتيل في بداية السنة ليس واحدا من بين المرشحين في الانتخابات.
وأشارت الصحيفة إلى أن النظام الإيراني يحاول الاستفادة من الدعم الشعبي للجيش من أجل تهدئة روع السكان الذين يشعرون بنوع من الإحباط ويوجهون أصابع الاتهام نحو القادة بالسعي للحصول على الشرعية من خلال تصويتهم، ولكنهم يتجاهلون في الآن نفسه احتياجات الشعب وتطلعاته.
اقرأ أيضا: خامنئي يؤكد أهمية الانتخابات ويدعو الإيرانيين للمشاركة
وأوردت الصحيفة أن المرشد الأعلى خامنئي أكّد يوم الثلاثاء الماضي أن الذهاب إلى صناديق الاقتراع "واجب ديني" على الإيرانيين القيام به. وحيال هذا الشأن، قالت ناهد، وهي مواطنة إيرانية تدير إحدى الشركات الصغرى، إن "التصويت على أي من القوائم يعني جعل الناخب شريكًا لنظام أسفر عن مقتل المئات من المتظاهرين في السنة الماضية، واستغرق منه تأكيد إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية خلال شهر كانون الثاني/ يناير ثلاثة أيام".
وأفادت الصحيفة بأن احتمال مقاطعة الانتخابات أصبح مطروحا بجدية بين صفوف الشعب الإيراني بغض النظر عن المستوى الاجتماعي والعلمي. وقد أكد مراسل الصحيفة أنه سمع قرار المقاطعة من قبل طبيب وأستاذ جامعي وعدة طلاب وفنان وأحد الموظفين المتقاعدين، وهم يمثلون أشخاصا من مختلف الأعمار يدركون أن لا أحد في بيئتهم المباشرة ينوي المشاركة في الانتخابات.
ونقلت الصحيفة عن محسن رفسنجاني، نجل الرئيس السابق الراحل علي أكبر هاشمي رفسنجاني، قوله إن "الجزء الجمهوري من النظام الإسلامي في إيران لم يضعف قط كما هو اليوم. وإذا لم يشارك الناس في الانتخابات، سنفقد هذه المساحة الصغيرة لإجراء تغييرات من أجل الشعب".
ولعل الأمر الذي يجلب الانتباه في ظل التحضيرات لتنظيم الانتخابات صورة الجنرال سليماني بجانب صور الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية، وخامنئي ورفسنجاني.
اقرأ أيضا: واشنطن: الضربة التي قتلت سليماني جاءت ردا على هجمات
وعلى الرغم من أن الطبقة السياسية الإيرانية شهدت بعض التنوع، إلا أن المعسكر المحافظ المؤلف من رجال الدين والحرس الثوري الإيراني والقضاء دائما ما يحتكر السلطة ويبسط نفوذه على مؤسسات الدولة. وقد استغلت هذه الفئة الآن ضعف القطاعات الأكثر براغماتية في النظام، وهشاشة موقع أنصار النهج الذي يدعو إلى الانفتاح على الغرب وعلى الصعيد الاجتماعي، بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات على إيران.
ونوّهت الصحيفة إلى أن هذه الأطراف شجعت الاستجابة الشعبية لمقتل سليماني، الذي يعد من أبرز القادة لديهم، حيث حضر جنازته حسب السلطات مئات الآلاف من الإيرانيين أو عدة ملايين من مختلف الطبقات الاجتماعية. وعلى الرغم من أنه من المفترض أن البرلمان يملك سلطة السيطرة على الحكومة ويمكنه عدم إعطائها الثقة من خلال التصويت، إلا أنه غالبًا ما يكون بمثابة مرآة لسياسة النظام.
وخلصت الصحيفة إلى أن نتائج الانتخابات لن يكون لها تأثير ملحوظ على السياسة الخارجية لدولة إيران أو على الملف النووي، لأن هاتين المسألتين من صلاحيات المرشد الأعلى. ومع ذلك، من المرجح أن يفتح المحافظون الطريق أمام القطاع الأكثر تشددًا لتولي الرئاسة السنة المقبلة واحتكار جميع السلطات.