هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وجّه
صحفيون وإعلاميون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي انتقادات لقناة العربية
السعودية، وذلك على خلفية بثها تقريرا، من داخل سجن طرة، لمراسلتها في القاهرة، رندة
أبو العزم، مع الصحفي بقناة الجزيرة القطرية، محمود حسين، والمعتقل منذ أكثر من 3 سنوات،
مؤكدين أن ما فعلته قناة العربية يُعد "جريمة بحق الإنسانية، ويفتقد لأبسط المعايير
المهنية".
وكانت
وزارة الداخلية المصرية قد نظمت، الثلاثاء، زيارة لمراسلي "العربية"، و"روسيا
اليوم"، و"الإذاعة الألمانية"، و"وكالة الأنباء الفرنسية"،
إلى منطقة سجون طرة، للاطلاع على حياة المحبوسين، ولنقل الأوضاع داخل السجون التي قالت
إنها تخضع لمعايير حقوق الإنسان.
وفي
تقرير قناة العربية، قال محمود حسين إنه تتم معاملته بشكل جيد داخل السجون، وإنه يأخذ
كل حقوقه بشكل مستمر، ويتلقى الرعاية الطبية اللازمة، حيث يتم عرضه على العيادات بشكل
مستمر ودائم، وأنه يوجد زيارات لأهله بشكل أسبوعي، والأمن يتعامل معهم بشكل جيد.
وظهر
محمود حسين، في تقرير قناة العربية، وهو يتلقى العلاج من كسر في الذراع يعاني منه منذ
سنتين.
اقرأ أيضا: منع صحفي "الجزيرة" محمود حسين من تلقي عزاء والده
وفي
مُداخلة لها مع المذيع المُقرب من الجهات الأمنية، أحمد موسى، حاولت مراسلة قناة
العربية، رندة أبو العزم، تجميل صورة النظام، نافية وجود أية انتهاكات داخل
السجون، قائلة إن ما رأوه بأعينهم يثبت عدم صحة ما يتردد عن وجود انتهاكات، نافية وجود تعذيب داخل السجون، على حد قولها.
من
جهته، قال المدير العام السابق لقناة الجزيرة القطرية، ياسر أبو هلالة، في تغريدة
على "تويتر": "هذه المقابلة تدرس في أخلاقيات الصحافة، مختطف بلا محاكمة
يشيد بمعاملة الخاطفين. كان الله في عون الزميل محمود حسين على جلاديه من المخبرين،
والصحفيين المخبرين".
— ياسر أبوهلالة (@abuhilalah) February 12, 2020
وأكد
الإعلامي اللبناني جلال شهدا، في تغريدة على "تويتر"، أن "هذا التقرير
يعتبر جريمة بحق الإنسانية ويفتقد لأبسط المعايير المهنية وأخلاقية الصحافة. فضلا عن
قلب الحقائق وإعطاء صورة مغايرة لما يتعرض له زميلنا محمود حسين، فات المراسلة أن تسأل
لماذا تواصل السلطات المصرية اعتقاله منذ ثلاثة أعوام من دون تقديمه لأي محاكمة؟ وبطريقة
غير قانونية".
— Jalal Chahda جلال شهدا (@ChahdaJalal) February 12, 2020
وأكد
الكاتب الصحفي المصري، سمير العركي، أن "قمة الوضاعة والنذالة أن تذهب قناة
العربية إلى السجون المصرية، وتسجل مع الزميل محمود حسين، وهي تعلم أنه مُكره على
مدح سجانيه والإشادة بهم"، متسائلا: "كيف تنظر مندوبتهم في القاهرة رندة
أبو العزم إلى نفسها الآن؟ وقد أجبرت زميلا لها على ذلك الكلام بدلا من التضامن معه".
— سمير العركى (@s_alaraki) February 12, 2020
وتؤكد
تقارير حقوقية دولية أن السجون ومقار الاحتجاز في مصر، منذ انقلاب 3 تموز/ يوليو
2013، تحولت إلى ما يشبه المقابر الجماعية بالنظر إلى المعاملة غير الآدمية والتعذيب
البدني والنفسي غير المسبوقين ضد المعارضين من مختلف الأطياف السياسية.
ومن
بين الممارسات التي تقوم بها السلطات المصرية للتغلب على آثار وتداعيات تلك التقارير
هي القيام بتصوير بعض المعتقلين على أنهم يتلقون الرعاية الصحية والخدمات الطبية في
مستشفيات السجن.
وفي
13 كانون الثاني/ يناير الماضي، جددت السلطات المصرية حبس الزميل الصحفي محمود حسين
45 يوما، من دون تقديمه لأي محاكمة، رغم تجاوزه مدة الـ 24 شهرا التي يحددها القانون
المصري كحد أقصى للحبس الاحتياطي.
واعتقل
محمود حسين أثناء زيارة اعتيادية لعائلته في مصر، ولم يكن حينها مكلفا بمهمة عمل أو
تغطية صحفية، وذلك في 20 كانون الأول/ ديسمبر 2016، ومنذ إيقافه جدّدت النيابة حبسه
احتياطيا أكثر من عشرين مرة، دون محاكمة.
وكانت
محكمة مصرية قد قررت في 23 أيار/ مايو الماضي إخلاء سبيل حسين، لكن السلطات أدرجته
في قضية جديدة وقررت حبسه على ذمتها.
ودأبت
شبكة الجزيرة الإعلامية على مطالبة السلطات المصرية بالإفراج فورا عن الزميل محمود
حسين، محمّلة النظام المصري المسؤولية الكاملة عن سلامته، وعن مخالفة مبادئ حقوق الإنسان
والقوانين المصرية في معاملة السجناء والمعتقلين.