هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
* لست عضوا بـ "مجموعة العمل الوطني المصري" وأرحب بتدشين كيانات جادة وحقيقية
* السيسي يحاول كسب ولاء وثقة الجيش مرة أخرى ويحاول إصلاح علاقاته مع القيادات السابقة خوفا من حدوث انقلاب عسكري ضده
* حراك يناير مُنظم وممنهج وتشارك فيه قوى وتيارات وطنية كثيرة بعكس حراك سبتمبر
* إعلام السيسي يتجاهل الحديث عن "محمد علي" اليوم لكني سأجعلهم يتحدثون عني ليل نهار خلال الأيام المقبلة
* السيسي لم يعد لديه أي شيء يستند عليه إلا الجيش والشرطة وبعض المؤسسات وشعبيته انهارت لدى المصريين
* قد نرى مفاجآت غير متوقعة من ضباط بالجيش خلال نهاية الشهر الجاري
* بعض قيادات الصف الأول في الجيش تكره السيسي ولا تود العمل معه وأنا أعرفهم جيدا
* لا أستطيع الكشف عن ضباط الجيش المناوئين للسيسي كي لا يتم إعدامهم رميا بالرصاص أو اعتقالهم والتنكيل بهم
* السيسي يحاول تغيير استراتيجيته بعد ظهوري لكن لصالح مؤسسات الدولة وليس من أجل صالح الشعب
* الأيام المقبلة حُبلى بالمزيد من الأحداث والمفاجآت.. وسحر السيسي قد ينقلب عليه في أية لحظة
قال
الفنان والمقاول المصري محمد علي إن "بعض قيادات الصف الأول في الجيش تكره
السيسي ولا تود العمل معه، وأنا أعرف بعض هؤلاء جيدا، لكني لا أستطيع الكشف عنهم،
كي لا يتم إعدامهم رميا بالرصاص أو اعتقالهم والتنكيل بهم بمجرد الإفصاح عن
أسمائهم".
وأكد
أن "ضباط الجيش، الذين يمثلون الجسم الرئيسي للقوات المسلحة - ومنهم القيادات
الوسطى- كثير منهم مؤيدون وداعمون لنا وغير راضين عن الأوضاع الراهنة، ويعيشون
حالة تململ حقيقي مما يحدث، لكن ليست لديهم قدرة كبيرة على إحداث تغيير بارز
وملموس، ومع ذلك أتوقع أن يفعلوا شيئا ما خلال نهاية الشهر الجاري، وقد يقومون بمفاجآت غير متوقعة لنا وللعالم أجمع، ومن المحتمل أن نجدا تحركا ملموسا
لهم".
وأضاف
"علي"، في الحلقة الثانية من مقابلته الخاصة مع "عربي21"، أن
الأفكار والرؤى التي يطرحها لمرحلة ما بعد السيسي ليست خاصة به فقط، بل تُعبر عن
كل القوى الوطنية المصرية التي تعمل معه، مضيفا: "نحن نتوافق عليها وعلى
صياغته الأخيرة، وأنا فقط أعلن ما يتفقون عليه".
وأشار
"علي" إلى أنه يخطط حاليا لزيارة النمسا وأمريكا وبريطانيا ودول أخرى
خلال الأسابيع المقبلة، مضيفا بأنه سيشارك قريبا في مؤتمر كبير بجامعة هارفارد
الأمريكية، مؤكدا أنه يحارب السيسي ويسعى لفضحه والقضاء عليه داخليا وخارجيا.
وتاليا نص الحلقة الثانية من المقابلة الخاصة:
لماذا حددت يوم 25 كانون الثاني/ يناير الجاري موعدا للحراك المقبل؟
لأن
السيسي يحتفل بهذا اليوم به كعيد لثورة المصريين وكعيد للشرطة، وهو خاص بكل الشعب
المصريين ولا علاقة له بمحمد علي، وبالتالي فيجب عليه أن يسمح للمصريين بالنزول إلى ميدان التحرير للاحتفال بهذا اليوم كي نُعبر له عن مشاعرنا الجيّاشة تجاهه، وندعوه
لتصوير الحشود الغفيرة التي ستنزل تأييدا له وتُعبر عن حبها الكبير لنظامه، وإن لم
يفتح الميادين للشعب في هذا اليوم فسيتضح للجميع أن السيسي جبان وأننا
انتصرنا عليه، خاصة أنه لا يوجد مبرر منطقي لغلق الميادين في يوم 25 يناير، لأن
تلك الميادين في السنوات الماضية كانت مفتوحة احتفالا بثورة يناير، ونحن لم ندع
لحراك في يوم آخر بخلاف 25، كي يكون لديه المبرر لغلق تلك الميادين في هذا اليوم.
هل ما تطرحه من أفكار وتصورات بخصوص مرحلة ما بعد السيسي من انتخابات للبرلمان والحكومة.. هل هي خاصة بك فقط أم أنها تعبر عن القوى والتيارات السياسية التي تتحالف معك؟
هذه
الأفكار والرؤى ليست خاصة بي فقط، بل تُعبر عن كل القوى الوطنية المصرية التي تعمل
معي، ونحن نتوافق عليها وعلى صياغتها الأخيرة، وأنا فقط أعلن ما يتفقون عليه.
هناك كيان جديد تم تأسيسيه قبل أيام باسم "مجموعة العمل الوطني المصري"، وهو يضم شخصيات معارضة في الداخل والخارج.. هل أنت عضو بهذا الكيان؟
بداية
أرحب بكل التحركات الوطنية التي تهدف للصالح العام ومن أجل العمل على أرض الواقع،
سواء تأسيس كيانات أو أحزاب أو طرح أفكار ورؤى مختلفة، وأرى أنها ظاهرة صحية، لكني
لست موجودا داخل هذا الكيان، ولن أنضم له أو لغيره، لأنني حريص كل الحرص على أن
أعمل بشكل مستقل بعيدا عن كل الأحزاب والتيارات والكيانات السياسية والحزبية. وما
أود قوله في هذا الصدد إنه لابد أن تكون هذه الكيانات الجديدة أو القديمة فاعلة
ولها وزن وثقل حقيقي في الشارع وليست مجرد أسماء أو حبر على ورق أو شو إعلامي ليس
إلا، لأننا أحوج ما نكون للعمل الجاد والمخلص والحقيقي.
البعض يرى أن السيسي لأول مرة يتراجع خطوة للوراء بعد إفراجه عن الفريق سامي عنان وعودة الفريق أسامة عسكر واللواء محمد رأفت الدش وتفعيل دور الفريق صدقي صبحي والفريق محمود حجازي وإبعاد ابنه محمود لروسيا.. ما دلالة ذلك؟ وهل كنت سببا في تلك الخطوة التي أخذها السيسي للخلف؟
نعم.
لقد كنت سببا رئيسيا في تلك التفاعلات، وفي إجبار السيسي على أخذ تلك الخطوة
النادرة التي لأول مرة يأخذها للوراء، وقد كنت داخل المنظومة وأدرك جيدا طبيعة
وأبعاد مثل هذه الخطوات، وأعلم كيف يفكرون بحكم معرفتي السابقة بهم.
والسيسي
حاليا يحاول جاهدا كسب ولاء وثقة الجيش مرة أخرى بعدما خسر شعبيته أمام الشعب،
والمؤسسة العسكرية تدرك أن شعبية السيسي انهارت لدى المصريين، وهو ما أتضح في
أحداث 20 أيلول/ سبتمبر وغيرها، وتدرك أنها في حال رفعها يدها عن دعم السيسي سيسقط
في لمح البصر، ويمكن القول إن السيسي لم يعد لديه أي شيء يستند عليه إلا الجيش
والشرطة وبعض الأجهزة والمؤسسات، وهم جميعا سينفضون من حوله وسيبيعونه بكل سهولة –
كما أقول دائما- مع خروج ونزول ملايين المصريين للميادين، وهو يسعى بكل ما أؤتى من
قوة لشراء ولاءات قيادات الجيش ويحاول إصلاح علاقاته مع القيادات السابقة لترضيتهم
بكل السبل المتاحة، خوفا من حدوث انقلاب عسكري ضده.
وإلى أي مدى تعتقد أن ما يُعرف بالمعسكر المناوئ للسيسي داخل الجيش سيقبل بالإجراءات الأخيرة التي يقوم بها السيسي؟ وهل هي كافية بالنسبة لهم؟
معظم
القيادات العسكرية الكبيرة قد تتمسك بالسيسي إلى حد بعيد، من أجل الحفاظ على
سلطانهم ونفوذهم ومصالحهم والأموال الطائلة التي ينهبونها من خيرات البلاد، ولن
يقبلوا بإنهاء تواجد الجيش في الحياة السياسية أو الاقتصادية بسهولة، لكن باقي
ضباط الجيش، والذين يمثلون الجسم الرئيسي للقوات المسلحة - ومنهم القيادات الوسطى-
كثير منهم مؤيدون وداعمون لنا وغير راضين عن الأوضاع الراهنة، ويعيشون حالة تململ
حقيقي مما يحدث، لكن ليست لديهم قدرة كبيرة على إحداث تغيير بارز وملموس، ومع ذلك أتوقع
أن يفلعوا شيئا ما خلال نهاية الشهر الجاري أو بالتزامن مع الحراك الكبير الذي دعونا
له، خاصة أنهم مؤيدون لما نقوم به، وقد يقومون بمفاجآت غير متوقعة لنا وللعالم
أجمع، فأنا شخصيا أعرف أن الكثير من قيادات الجيش تكره السيسي تماما وتنتظر أي
فرصة للتخلص منه أو محاولة الانقلاب عليه، لكن الأيام وحدها هي التي ستكشف عن مدى
قدرة هؤلاء وما الذي يمكنهم فعله بالتحديد، لكني أدرك أنهم لن يستسلموا بسهولة على
الإطلاق.
وهناك
بعض قيادات الصف الأول في الجيش تكره السيسي ولا تود العمل معه، وأنا أعرف بعض
هؤلاء جيدا، لكني لا أستطيع الكشف عنهم، كي لا يتم إعدامهم رميا بالرصاص أو
اعتقالهم والتنكيل بهم بمجرد الإفصاح عن أسمائهم، وعقب الإعلان عن وثيقة
"التوافق المصري" تواصلت مع بعض القيادات الوسطى بالجيش وأبلغوني عن
تضامنهم معي، ولهذا فمن المحتمل أن نجد تحركا ملموسا لهؤلاء في المستقبل.
وما هي قراءتك تحديدا لموقف وزير الدفاع الفريق محمد زكي من دعم السيسي؟
موقفه
سلبي بشكل واضح، لأنه داعم للسيسي إلى حد بعيد، ورغم أنني حاولت سابقا استمالته
لتأييد الثورة، إلا أن الواقع يقول إنه لا ينبغي التعويل عليه.
هل غيّر السيسي استراتيجيته بعد أزمة محمد علي؟
بالفعل،
السيسي يحاول ويجتهد في تغيير استراتيجيته، لكن لصالح مؤسسات الدولة، وخاصة الجيش
والشرطة، وليس من أجل صالح الشعب، وذلك كي يضمن ولاء تلك المؤسسات له بشكل دائم،
إلا أنه لم ينجح في تلك الاستراتيجية الجديدة حتى الآن بنسبة 100%، فبعض تلك
التفاعلات الجديدة التي تحدث داخل النظام قد لا تصب في صالح السيسي نفسه، وقد
تنقلب ضده في أية لحظة، فالسحر أحيانا ينقلب على الساحر، والأيام المقبلة حُبلى
بالمزيد من الأحداث والمفاجآت.
وأود
التأكيد أن ما يفعله السيسي لا علاقة له مطلقا بالشعب الذي فشل تماما في إرضائه،
حتى أن مسكناته لا قيمة لها على الإطلاق ولن تنطلي على أي أحد.
هل محمد علي لايزال يتمتع بشعبية وزخم كبير ومتابعة كبيرة مثلما كان الوضع خلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضي؟
شعبيتي
حاليا أكبر بكثير مما كانت عليه خلال شهر أيلول/ سبتمبر، ومعظم شعوب الدول العربية
باتت تعرفني جيدا الآن، ولم أكن أتمتع بكل هذه المحبة وحالة الزخم الواسعة جدا،
ونزول المصريين في السابق تلبية لدعوتي هو سر تلك الشعبية التي أحظى بها بفضل
الله.
قلت سابقا إنك مُطارد ومُستهدف ومُعرض للاغتيال من قبل النظام بينما أنت سافرت أكثر من مرة وتتحرك بكل سهولة دون تعرضك لأي خطر.. فهل كان ذلك مبالغة مُتعمدة منك؟
محاولات
اغتيالي وتهديدي كانت جدية وحقيقية بكل تأكيد في بداية الأزمة، خاصة أنني لم أكن
معروفا بالقدر الكافي، إلا أنه مع تزايد شعبيتي، وحديث الكثير من وسائل الإعلام
العالمية عني وإجرائي لمقابلات صحفية وتلفزيونية معهم، جعل من فكرة اغتيالي داخل
أي دولة أوروبية أمرا صعبا للغاية، ومن هنا بدأت أشعر بالاطمئنان بعدما أصبحت شخصية
عامة يصعب اغتيالها أو اعتقالها أو التنكيل بها في الخارج، ولذلك بدأت أتحرك عقب
هذا.
هل من جديد بخصوص الجولة التي قلت إنك ستقوم بها لفضح النظام في بعض الدول الأوروبية؟
أخطط
حاليا لزيارة النمسا وأمريكا وبريطانيا ودول أخرى، وسأشارك قريبا في مؤتمر كبير في
جامعة هارفارد الأمريكية، وقد تكون تلك الجولات خلال الأسابيع المقبلة، فأنا أحارب
السيسي وأسعى لفضحه والقضاء عليه داخليا وخارجيا.
لكن ما ردك على قول البعض بأن محمد أفلس ولم يعد لديه أي جديد بعدما فقد جزءا كبيرا من مصداقيته وشعبيته التي كان يحظى بها؟
من يقول هذا فهو حر فيما يرى بطبيعة الحال. والسيسي ظل 6
سنوات كاملة يدعي أن جماعة الإخوان تريد العودة للحكم، وأن تكون الشرعية لها فقط،
وتسعى لأن تكون مصر دولة خلافة إسلامية، لكن الإخوان معي أكدوا أن الشرعية تؤول
إلى الشعب المصري، ووافقوا على وثيقتي التي تدعو إلى أن تكون مصر دولة مدنية حديثة
عصرية على غرار الدول الأوروبية، وقد فشل السيسي أمام العالم أجمع في الحصول على
تلك الأمور من الإخوان، بينما نجحتُ في ذلك.
وبالتالي كيف يتحدث البعض عن إفلاسي أو فشلي، بينما
الواقع يقول إن هذا نجاح مبهر لم يستطع فعله رئيس دولة بحجم مصر، ويكفيني فخرا
وشرفا قول الجميع أن مصر بعد أيلول/ سبتمبر ليست تماما كما كانت قبلها.
وأنا لم أفرض شيئا على الإخوان، لأنه ليس لي سلطان
عليهم، بل هم أعلنوا ذلك بمحض إرادتهم ومن تلقاء أنفسهم، وهذا يدحض تماما كل مزاعم
السيسي ونظامه بأن الإخوان جماعة إرهابية لا تريد سوى الحكم والانتقام وإقامة
خلافة إسلامية، وهو ما سيساهم بقوة في تغيير المعادلة التي يحرص السيسي على بقائها
دون أي تغيير.
وأرى أن مشاركة الإخوان في الثورة المقبلة ستكون إضافة
هامة ومؤثرة، فأنا مع نزول جميع المصريين على اختلاف أطيافهم، ونحن جميعا أبناء
البلد ولا يجب السماح لأحد بأن يرسخ للفرقة والكراهية.
لماذا لم تعد تتحدث عن الفساد داخل النظام وأصبح كل حديثك عن الثورة والسياسة والانتخابات؟
لأن الشعب المصري ذكي جدا، وأصبح يدرك أبعاد الفساد
جيدا، والجميع الآن أدركوا أن السيسي شخص فاسد تماما، ولن نظل إلى أبد الدهر نتحدث
عن الفساد وفقط، لابد من اتخاذ خطوات عميلة على الأرض لإنهاء الكوارث التي تشهدها
الدولة المصرية، وهناك آلاف المعتقلين يموتون يوميا داخل أقبية السجون، خاصة أن
مصر في طريقها للانهيار.
هل هناك أي تواصل بينك وبين النظام أم لا؟
لا
يوجد تواصل بيني وبين النظام، وقد كنت على تواصل معهم حتى بعد خروجي من مصر إلى أن
تحدثت في أول مقطع فيديو لي، ثم انقطع التواصل بعدها.
ما موقفكم من العمل والتنسيق مع الدولة العميقة وخاصة مؤيدي الرئيس المخلوع حسني مبارك؟
لا
يوجد لدينا أي مانع من التعاون أو التحالف معهم طالما أننا سنعمل جميعا ضد السيسي،
وقد تعاملت معهم سابقا، وكان لي تواصل مع بعضهم، وأرى أنه لابد أن يكون الجميع على
اختلاف أطيافهم ومشاربهم على قلب رجل واحد ضد السيسي وعصابته فقط، وكلنا جميعا
أصبحنا في عهد عبدالفتاح السيسي "فلول"، وبعد إجراء الانتخابات عقب رحيل
السيسي وتشكيل البرلمان والحكومة سيتم القضاء على الدولة العميقة، وسيأخذ الجميع
مكانه الذي يستحقه، وسيحدث إعادة تموضع لكل المكونات السياسية والاجتماعية بالشكل
العادل والمناسب. ونحن لن نقوم بإدخال تعديلات شكلية أو طفيفة على النظام القائم
ومنظومة الدولة العميقة الراهنة، بل سنجري تغييرات جوهرية وشاملة على غرار النموذج
الأوروبي.
البعض يقول إن قوة محمد علي خلال شهر أيلول/ سبتمبر كانت في استقلاله بعيدا عن قوى المعارضة التقليدية.. فهل وجودك في القلب من مشهد المعارضة يضعف من قوتك؟
على
العكس تماما، فقوى المعارضة الوطنية هي التي جعلت محمد علي شخصا سياسيا، وقد دخلت
العمل السياسي المباشر بعد تواصلي المباشر معهم، وبالتأكيد هم أضافوا لي الكثير،
وهذا ما سيثقل ويقوي الحراك الذي دعوت له في 25 يناير، وبالتأكيد بعض تلك القوى
الوطنية لها امتدادات داخل مصر وسيكون لها دور ملموس في الشارع.
إذن، لماذا لم تتحد مع المعارضة قبل حراك 20 أيلول/ سبتمبر؟ وهل لجأت لها اليوم بعد فشل الحراك السابق؟
ببساطة
لأنني لم أكن أعرف المعارضة، ولم أكن على تواصل معها قبل حراك 20 و27 أيلول/
سبتمبر، فضلا عن تشكك وقلق بعضهم بأنني تابع للجيش أو المخابرات، أما بعد يوم 27
أيلول/ سبتمبر فنحن على تواصل دائم ومباشر. وأنا أرفض وصف حراك أيلول/ سبتمبر
بالفاشل، لأنه هو من أوصلنا إلى تلك اللحظة التي اقتربنا فيها من الإطاحة بالسيسي،
وهو الذي أجبر السيسي على اتخاذ خطوات نادرة للوراء.
هل كنت السبب الوحيد في الحراك الذي حدث في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي أم أن هذا الحراك كان نتاج تراكم لتحركات ودعوات أخرى سابقة؟
ما
أعلمه جيدا أنني كنت الوحيد الذي دعوت للحراك في أيلول/ سبتمبر، والعالم كله يعرف
ذلك، وبالتالي فقد كان هذا الحراك خاصا بي فقط ولم يكن نتاجا لتراكم تحركات أو
دعوات أخرى، وأعتقد أن أي منصب ينبغي له القول إن الحراك الذي أحدثه محمد علي حينها
أكبر بكثير مما فعلته المعارضة المصرية على مدار 6 سنوات ماضية، وهذا ليس تقليلا من
شأنهم أو دورهم بل هو إقرار بالواقع الذي رآه الشعب المصري وغيره.
ما الفرق بين الحراك القادم في شهر كانون الثاني/ يناير الجاري وبين حراك 20 أيلول/ سبتمبر الماضي؟
حراك
أيلول/ سبتمبر غير مقصود وغير منظم وغير ممنهج، لأنني دعوت إليه في لحظة انفعال
ودون تخطيط أو ترتيب، بل إنني كنت أتوقع ألا يشارك فيه أحد، وذلك لعدم لعبي أي دور
سياسي في السابق ولم يكن يعرفني الكثير، ولم أشارك في أي حراك سابقا، أما الحراك
المرتقب فهو حراك مُنظم وممنهج وبه تيارات وقوى وطنية كثيرة، وأنا لم أعد لوحدي
اليوم صاحب الدعوة للحراك، بل أصبحت كل القوى والأحزاب والشخصيات الوطنية المختلفة
هي صاحبة الدعوة مع محمد علي، وهذا ما يعزز كثيرا من فرص نجاح هذا الحراك وبنسبة
كبيرة جدا.
قلت إن معظم الأحزاب والجماعات والتيارات الوطنية في حالة إنهاك شديد بسبب استهداف النظام لهم بشكل مستمر.. فكيف تقيم أداء المعارضة؟
في حالة صعبة جدا ويرثى لها، فقد تم اعتقال وقتل ومطاردة
معظم المعارضين بالداخل ويُنكل بمن هم في الخارج، وأنا أتفهم الأوضاع التي تعيشها
المعارضة في الداخل والخارج، بعد الضربات الموجعة والقاتلة التي تعرضت لها
المعارضة التي تحاول استجماع قواها واستعادة حيويتها.
البعض يقول إن هناك شخصيات معارضة تتخفى وراء محمد علي وتتخذه ستارا لها.. هل هذا صحيح؟
بالفعل
تردد هذا الكلام من قبل البعض، وأنا أطالب هؤلاء بأن يتصدوا للحراك بدلا من محمد
علي ومن هم وراءه، لكن كون المعارضة الآن تتعاون وتصدرك للمشهد وهم يقفون معك أو
وراءك، ويصطف الجميع صفا واحد، فما المانع أو الأزمة في ذلك، علينا جميعا أن نكمل
بعضنا بعضا ونتشارك معا.
إعلام النظام في الوقت الراهن يتجاهل تماما الحديث عن محمد علي.. ما دلالة ذلك؟
يبدو
أنهم أدركوا أن كثرة الهجوم على محمد علي يثبت ويفضح قلقهم وخوفهم، ويساهم في
الترويج والدعاية لمحمد علي، وقد تيقنوا من ذلك بعد حديث السيسي عني، لأن حديثهم
السابق عني كان له تأثير معاكس تماما، واستراتيجية التجاهل التام التي لجأوا إليها
هي محاولة منهم للتقليل من شأني ومن دعواتي، إلا أن ما سيرونه خلال الأيام المقبلة
سيجعلهم يتحدثون عن "محمد علي" ليل نهار، فضلا عن أن تجاهلهم لي دليل
واضح على عجزهم عن الرد على "محمد علي"، ولذلك السيسي في حالة غضب شديدة
من الإعلام.
ما هي طبيعة الدور الذي سيلعبه محمد علي في مرحلة "ما بعد السيسي" وحال نجاح الحراك الجديد؟
سأكون
بمثابة ضامن لتحقيق أهداف الشعب التي أشارت إليها وثيقة "التوافق المصري"،
فأنا أمثل ضمير الثورة وصوت الشعب ولست رئيس الشعب، وذلك كي لا يتم الالتفاف أو
الانقلاب على مطالب الجماهير من قبل أي جهة. ولو استدعاني الشعب لخوض انتخابات
الرئاسة، فلن أرفض أي طلب لشعبي وأهلي، وبالتالي فمن المستحيل أن أتخلى عن الشعب -
حال طلبه مني الترشح في الانتخابات الرئاسية- بل سأكون مقاتلا ومدافعا عنهم من أي
موقع أو أي دور يمكنني تأديته، ولن أتأخر عن تلبية ندائه لحظة واحدة.
للاطلاع على الحلقة الأولى من مقابلة محمد علي مع "عربي21" اضغط (هنا)