هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بدأت السلطات العراقية خلال اليومين الماضيين، باتخاذ تدابير أمنية عدة تحسبا لأي طارئ، وذلك قبل انطلاق مظاهرات "25 أكتوبر" يوم الجمعة المقبل، في بغداد وعدد من محافظات الوسط والجنوب.
ورصد مراسل "عربي21" في بغداد، إجراءات عدة اتخذتها السلطات العراقية، والتي انعكست بطبيعة الحال على حياة المواطنين اليومية، وسط حالة من الترقب لما سيحدث في يوم 25 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
إخلاء مبنى البرلمان
على صعيد البرلمان، فقد كشفت مصادر خاصة لـ"عربي21" أن "رئاسة البرلمان وجهت بإخلاء المبنى من محتوياته المهمة، إضافة إلى منح الموظفين إجازة منذ اليوم الأربعاء، إلى حين معرفة ما سيجري في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري".
المصادر البرلمانية، أكدت أن "التدابير التي اتخذها البرلمان، تأتي خشية اقتحام المتظاهرين للمبنى كما حصل في أيار/مايو 2015، لأن مقر البرلمان قريب من مكان الاحتجاجات وسط بغداد".
وبخصوص تواري أغلب أعضاء البرلمان عن وسائل الإعلام، قالت المصادر إن "أغلبهم سافر إلى خارج البلد، خشية انفلات الأوضاع وتعرضهم لأي أذى على يد المتظاهرين، وأنهم يتجنبون الظهور في الإعلام للإدلاء بأي آراء حول الأزمة الحالية".
وعلى صعيد آخر، كشفت المصادر ذاتها أن "السلطات العراقية، أخلت المباني المرتفعة القريبة من ساحة التحرير وسط بغداد، تمهيدا لشغلها من القوات الأمنية التي دخلت في أقصى درجات الاستنفار الأمني منذ أيام".
اقرأ أيضا: مقرب من الصدر يكشف ملف فساد خطير في العراق.. لماذا الآن؟
وأظهرت وثيقة تناقلتها وسائل إعلام محلية، دخول وزارة الداخلية في حالة الإنذار القصوى فئة "ج" اعتبارا من صباح يوم الخميس المقبل، أي قبل يوم من موعد انطلاق المظاهرات الشعبية.
وبحسب الوثيقة، فإن وزير الداخلية وجه جميع مفاصل الوزارة بدخول حالة الانذار القصوى "ج" 100 بالمئة اعتبارا من الساعة الثامنة من صباح يوم الخميس الموافق 24 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، وحتى إشعار آخر.
تحصين منشآت النفط
وبخصوص المنشآت النفطية، قال أحمد الحسين الموظف في مصفاة الدورة جنوب بغداد في حديث لـ"عربي21" إن "الوزارة وجهت بالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة، بإحاطة جميع مقار الشركات والمنشآت النفطية بالكتل الكونكريتية".
وأوضح، أن "مصافي النفط والشركات النفطية ببغداد خاصة، وفي باقي المحافظات، أحيطت مبانيها بكتل كونكريتية ضخمة، ومنع الدخول والخروج منها إلا من منفذ واحد خصص لذلك".
وأشار الحسن إلى أن "آليات مدرعة وقوات أمنية إضافية دخلت إلى مقار الشركات النفطية، وتمركزت في نقاط على المداخل وأطراف المباني، خوفا من تعرضها لأي خرق أو هجوم أثناء المظاهرات الشعبية".
ولفت الموظف النفطي إلى أن "الإجراءات الحالية غير مسبوقة، والكل يخشى من حالة الفوضى والانهيار الأمني في البلد، وخصوصا أن الشركات النفطية والمصافي عملها لا يتوقف فنحن نعمل على مدار 24 ساعة".
ارتفاع أسعار السلع
ومن الناحية الاقتصادية، فقد سجل الدولار الأمريكي ارتفاعا ملحوظا أمام الدينار العراقي، إذ وصل إلى 1208 دينار للدولار الواحد بعدما كان مستقرا يوم أمس على 1202 دينار للدولار الواحد، بحسب صيرفيين.
وقال إبراهيم سعيد صاحب شركة صرافة في بغداد، أن أسعار الدولار أمام الدينار شهدت قفزة غير طبيعية، جراء الأخبار المتضاربة حول الأوضاع الأمنية، وما إذا كان حظر التجوال سيطبق خلال الأيام المقبلة أم لا؟
وأوضح سعيد، أن "عددا من البنوك بدأت بوقف استلام الصكوك، وسط حالة من تضارب الأنباء حول موضوع استمرار خدمة الإنترنت، أم أنه قد يعود إلى الانقطاع مجددا كما حصل في مظاهرات 1 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري".
وتوقع صاحب شركة الصرافة، أن يشهد الدينار العراقي انهيارا جديدا أمام الدولار يوم غد الخميس، مع قرب موعد المظاهرات الشعبية في بغداد وعدد من المحافظات.
انعكست حالة التأهب الأمني والتذبذب في سعر صرف الدينار العراقي، على أسعار السلع والمواد الغذائية في المحال التجارية، وأماكن بيع الخضار التي شهدت اكتظاظا ملحوظا.
اقرأ أيضا: فورين بوليسي: هل هزمت الثورات الشعبية إيران بالشرق الأوسط؟
على الرغم من ارتفاع الأسعار في جميع السلع والمواد الغذائية، إلا أن العراقيون يقبلون على الأسواق التجارية وأماكن بيع الخضار، لغرض تخزين ما يمكن تخزينه تحسبا لأي طارئ مثل حظر التجوال وشحة البضائع.
ويحشّد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي للخروج بمظاهرات شعبية يوم الجمعة المقبل، تطالب بإسقاط الحكومة، لأنها عجزت عن إنهاء البطالة ومحاربة الفساد، والقضاء على المحاصصة الحزبية والطائفية.
ويتوقع مراقبون، أن تكون المظاهرات أشد وأوسع من سابقاتها، ولا سيما بعد دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنصاره لتلبية دعوات استئناف الاحتجاجات "السلمية" الجمعة.
وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت أنها توصلت إلى اتفاق مع تنسيقيات المظاهرات على تأجيل الاحتجاجات إلى ما بعد انتهاء زيارة "أربعينية الحسين" الخاصة بالشيعة التي انتهت يوم السبت الماضي في مدينة كربلاء.
وسقط خلال الاحتجاجات الشعبية العراقية، التي انطلقت في 1 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، نحو 150 شخصا وإصابة أكثر من 6 آلاف آخرين، جراء استخدام القوات الأمنية الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين.