هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تناولت صحف إيرانية الأحد الاحتجاجات التي يشهدها لبنان منذ ثلاثة أيام، واعتبرت ما يجري "امتدادا للمؤامرة التي شهدها العراق"، في إشارة للمظاهرات التي شهدتها بغداد والمدن العراقية مؤخرا.
صحيفة "آفتاب يزد" الإيرانية القريبة من تيار الإصلاحيين، عقلت في عنوانها الرئيسي على المظاهرات والحراك اللبناني بالقول إنه "مؤامرة خارجية لإضعاف تحالف 8 آذار الموالي لإيران في لبنان".
وقال المحلل حسن هاني زادة للصحيفة إن "الشيء الواحد الذي لا ينبغي التغاضي عنه هو أنه يبدو إلى جانب التطورات السياسية داخل لبنان هناك دول بالمنطقة وأخرى خارج المنطقة لديهم دور مؤثر في الاحتجاجات اللبنانية".
وأضاف هاني زادة: "رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بسبب ولائه للسعودية والولايات المتحدة الأمريكية يحاول أن يتهم بعض أعضاء مجلس الوزراء والرئيس اللبناني ميشال عون على أنهم غير مؤهلين".
"عدة رؤوس"
وتابع بأنه "خلال السنوات الماضية قطعت السعودية والولايات المتحدة مساعداتهم عن لبنان بهدف إثارة الفوضى في لبنان وللضغط على الحريري لطرد بعض أعضاء حكومته الذين ينتمون لفريق 8 آذار".
وحول مستقبل حكومة الحريري، يرى هاني زادة أن "الاحتجاجات ستجبر الحريري على إعلان استقالته، أو أن يقوم باستبدال وزراء يكون ولاؤهم للسعودية والولايات المتحدة بأعضاء حكومته الذين ينتمون لفريق 8 آذار، وسيكون الرئيس اللبناني مجبرا على تقديم مرشح جديد وسيرشح الحريري مرة أخرى".
وتابع بأن "لهذه الاحتجاجات عدة رؤوس مرتبطة بدول المنطقة ودول غير إقليمية"، على حد تعبيره.
وقارن هاني زادة بين احتجاجات لبنان والعراق، وقال: "الغالبية العظمى التي تشارك في الاحتجاجات اللبنانية تنتمي لفريق 14 آذار بعكس العراق الذي تشارك فيه عدة أطراف، ولكن نستطيع القول إن الهدف والوجه المشترك للمتظاهرين بلبنان والعراق هو إضعاف محور المقاومة عبر الاحتجاجات الشعبية، وحتى إيران التي تقود هذا المحور تفقد تياراتها السياسية في العراق ولبنان".
وأكد المحلل الإيراني "تدخل السعودية وأمريكا في المظاهرات اللبنانية"، وقال: "أغلب المشاركين بالاحتجاجات هم من أنصار فريق 14 آذار المدعوم أمريكيا وسعوديا، وفي حال تم تغيير وزراء الحكومة اللبنانية الحالية لصالح فريق 14 آذار فستنتهي الاحتجاجات في لبنان".
"مؤامرة أمريكية"
بدورها، حمّلت صحيفة جوان القريبة من تيار المحافظين، رئيس وزراء اللبناني سعد الحريري مسؤولية ما يحدث في لبنان"، وقالت إنه "شخصيا المسؤول عن الأزمة اللبنانية بينما يتهم مرة أخرى التيارات السياسية الأخرى بعرقلة الإصلاح الاقتصادي في لبنان".
واعتبرت صحيفة رسالت التابعة لتيار المحافظين الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بأنه "سيد المقاومة وروح لبنان وما يحدث في لبنان مؤامرة أمريكية سعودية".
ونقلت الصحيفة عن الخبير والمحلل سيد رضا صدر الحسيني قوله إن "ما يحدث في لبنان منذ الخميس هو برنامج عمل ممنهج ينفذ من قبل السعوديين والأمريكيين في دولة المقاومة لبنان" على حد وصفه".
وربط صدر الحسيني ما يحدث في لبنان بأحداث العراق في تعليقه، وقال: "هناك أوجه تشابه بين الأحداث الأخيرة في لبنان وأحداث الأسبوعين الماضيين في العراق، والشيء المهم الذي رأينا في هذه الاحتجاجات هو تغيير الشعارات من المطالب الاقتصادية إلى القضايا السياسية والأمنية".
واعتبر أن ما يحدث في لبنان "مؤامرة مدعومة أمريكيا وسعوديا لضرب المقاومة ويجب توجيه الأصابع في سوء إدارة الحكومة إلى الحريري"، مضيفا أنه "بالطبع هناك تيارات مختلفة بما في ذلك التقدمي الاشتراكي بقيادة جنبلاط والقوات اللبنانية بقيادة جعجع وبعض أعضاء تيار المستقبل يعملون على تنفيذ أوامر السعودية والولايات المتحدة لضرب المقاومة وحلفائها والدولة الشرعية في لبنان".