هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعا أنور الغربي مستشار الرئيس التونسي السابق للشؤون الدولية، السلطات الرسمية في تونس، إلى الحذر من السقوط في ردود الأفعال والذهاب إلى وجهات مجهولة، على خلفية تنامي المطالب بإعادة العلاقات الديبلوماسية مع النظام السوري، مؤكدا أن الفطن هو من لا يلعن المستقبل، الذي هو مع الشعوب والتمسك بالمبادئ دون السقوط في الشعبوية والمجازفة الخطيرة.
وأوضح الغربي في حديث مع "عربي21"، أن الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي لم يقطع علاقات تونس مع سوريا، وقال: "في العرف الديبلوماسي ما تم إسمه طرد سفير لنظام متهم بارتكاب جرائم إبادة ضد جزء من شعبه وتدمير ممنهج لأجزاء كبيرة من البلاد".
وأضاف: "قلنا وقتها بأن النظام الذي لا يحترم شعبه ولا يبني بل يدمر لا يمكن مواصلة البناء معه خاصة بعد ثورة أخذت عناوين الحرية والكرامة".
وأكد الغربي أن "ما أقدمت عليه تونس يومها كان لخدمة قضايا الحرية والدفاع عن الشعوب دون المساس بالسيادة الوطنية لكل بلاد، وهي مواقف شهد بها الأحرار في العالم كله ومنها الشعب السوري".
وقال: "نعم دافعنا عن حق الشعب السوري في الحرية وكنا ندعم المبادرات في اتجاه مخرج سياسي لا عسكري، نعم نددنا بممارسات النظام الوحشية ولكننا رفضنا أن يتم الالتفاف على حقوق الشعب عبر التدخلات الخارجية ودعم الجماعات المشبوهة والخطيرة، نعم نظمنا مؤتمر أصدقاء سوريا ولكننا رفضنا تسليح المعارضة حينها ودفعنا ثمن هذه المواقف، نعم اعترفنا بالإتلاف السوري كممثل للشعب السوري في القمة-المؤتمر الذي عقد في الرباط المغرب ولكننا جددنا رفضنا للتدخل الخارجي في سوريا".
وذكر الغربي أن الديبلوماسية التونسية، سعت لإيجاد قنوات تواصل عبر طرف ثالث لحماية مصالح الجالية التونسية في سوريا وفي نفس الوقت كان طاقم السفارة في بيروت على تواصل دائم لمساعدة الراغبين في العودة.
وقال: "نعم أوجدنا مكتب اتصال لحماية مصالح من بقي من أبناء وطننا هناك، نعم أرسلنا مساعدات غذائية وطبية إلى اللاجئين السوريين في تركيا والأردن ولكننا رفضنا الدخول إلى داخل الأراضي السورية احتراما للسيادة الوطنية، نعم سعينا إلى إيجاد حلول إلى الأجئين السوريين في تونس وخاصة في ما يخص الإقامة المؤقتة وإيواء العائلات وعلاج المرضى وتدريس الأطفال وكل هذا بالتعاون مع الوزارات المعنية".
وأشار الغربي إلى أن الانقلاب العسكري في مصر أجهض جهدا عربيا ـ إيرانيا لحل الأزمة السورية، وقال: "كنا مؤمنين بدور عربي وقدمنا مصر حينها وتم الاشتغال على خارطة طريق بين مصر وإيران لحل المشكلة السورية في إطارها الطبيعي، ولما حصل الانقلاب في مصر انهارت العملية بالكامل ولازال أحد مستشاري الرئيس مرسي الذي أشرف على التفاوض من الجانب المصري يقبع في السجون إلى اليوم".
إقرأ أيضا: وصول أول رحلة من دمشق نحو تونس والرئاسة تثمن الخطوة
وشدد الغربي في نهاية حديثه لـ "عربي21"، على أن مفتاح حل الأزمة السورية داخلي بامتياز، حين ينصت النظام لمطالب شعبه، وقال: "للتاريخ والأمانة كنت التقيت وفي مناسبات عدة بسفراء سوريين معتمدين في أوروبا وعدد من أصدقاء النظام وشركاء وكانت رسالتنا اليهم هي أن يستمعوا الى مطالب شعبهم ونحن معهم عوض أن يأتي يوم ويتحكم الأجنبي في قرارهم وقرارنا وساعتها سيجدون آخرين جنبهم وسيبحثون عن قواسم مشتركة تحكمها المصالح المعادية لثوابتنا وقيمنا وهذا ما يحدث اليوم مع الاسف الشديد"، على حد تعبيره.
وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2011، قررت الجامعة العربية تجميد مقعد سوريا، على خلفية لجوء نظام بشار الأسد إلى الخيار العسكري، لإخماد الثورة الشعبية المناهضة لحكمه.
وفي 4 شباط (فبراير) 2012، أعلن الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي، في بيان صادر عن مؤسسة الرئاسة، طرد السفير السوري بتونس، وسحب أي اعتراف بالنظام الحاكم في دمشق، داعيا الأسد للتنحي عن السلطة.
لكن منذ الانتخابات الرئاسية والتشريعية نهاية العام 2014 عاد مطلب إعلادة العلاقات التونسية ـ السورية إلى الساحة السياسية عبر تحركات بعض المنظمات والأحزاب اليسارية والقومية. وقد ظهر هذا المطلب من جديد بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي أفرزت صعود أستاذ جامعي مستقل لرئاسة البلاد من طرف أحزاب قومية وليبرالية زاد موقعها داخل البرلمان.
إقرأ أيضا: سوريون يتفاعلون مع فوز سعيّد بتونس.. توق للديمقراطية