هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
علق موقع "فايس نيوز" الكندي على تطورات الأحداث الجارية في مصر "التي هزت أركان السلطة"، قائلا، إن حالة من السخط والغضب تسود الشارع المصري، على خلفية انتشار الفساد، وسوء الإدارة.
وأضاف الموقع في تقرير للصحفي دافيد غيلبرت، ترجمته "عربي21"، أن التغريدات الأعلى تداولا عبر تويتر في مصر، تدلك على كل شيء تحتاج لمعرفته عن المزاج السائد في البلاد في هذه اللحظة، مشيرا إلى أن قائمة "التريندات" يوم الجمعة جاء على رأسها شعارات "ارحل" و"الشعب يريد إسقاط النظام" و"ارحل يا سيسي"، الأمر الذي يشير إلى بعض من أشد الضغوط السياسية التي يتعرض لها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أن استولى على السلطة في انقلاب عسكري في عام 2013.
وأشار الموقع إلى أن المصريين يندفعون الآن نحو السوشال ميديا (مواقع التواصل الاجتماعي) ليصبوا جام غضبهم على حكومة السيسي، التي شهدت أعواماً من الفساد وسوء الإدارة المالية، لدرجة أن البنك الدولي قال في وقت مبكر من هذا العام إن ما يقرب من ستين بالمائة من السكان باتوا إما فقراء أو على وشك السقوط في الفقر.
اقرأ أيضا: قوى معارضة تعلن دعمها للحراك الثوري لإسقاط السيسي
ولفت إلى أن موجة تأييد تغيير النظام أخذت بالارتفاع في وقت مبكر من هذا الشهر، بعد انتشار هائل وسريع لسلسلة من الفيديوهات التي بثها محمد علي، المقاول السابق مع الجيش المصري، واحتوت على مزاعم ساحقة ماحقة حول استشراء الفساد في أعلى مستويات الحكومة والجيش في مصر، وموجهاً أصابع الاتهام بشكل خاص إلى السيسي وزوجته وابنه.
وقال الموقع: "ما فعله هذا المقاول العسكري السابق، والذي عمل جنباً إلى جنب مع قيادة الجيش لما يقرب من خمسة عشر عاماً، هو فتح نافذة أمام المصريين ليطلوا منها على حقائق بعض مشاريع السيسي المثيرة لكثير من الشقاق والجدل، مزوداً إياهم في بعض الأوقات بأرقام وبيانات محددة لإثبات صحة مزاعمه.
وفيما يأتي نص التقرير:
تدلك توجهات (تريندات) التغريد عبر تويتر في مصر على كل شيء تحتاج لمعرفته عن المزاج السائد في البلاد في هذه اللحظة.
جاءت في رأس قائمة التريندات يوم الجمعة شعارات "ارحل" و "الشعب يريد إسقاط النظام" و"ارحل يا سيسي"، الأمر الذي يشير إلى بعض من أشد الضغوط السياسية التي يتعرض لها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أن استولى على السلطة في انقلاب عسكري في عام 2013. والآن يندفع المصريون نحو السوشال ميديا (مواقع التواصل الاجتماعي) ليصبوا جام غضبهم على حكومة السيسي، التي شهدت أعواماً من الفساد وسوء الإدارة المالية، لدرجة أن البنك الدولي قال في وقت مبكر من هذا العام إن ما يقرب من ستين بالمائة من السكان باتوا إما فقراء أو على وشك السقوط في الفقر.
اقرأ أيضا: تظاهرات عارمة بمدن مصرية عدة تطالب برحيل السيسي (شاهد)
بدأت موجة تأييد تغيير النظام بالارتفاع في وقت مبكر من هذا الشهر بعد انتشار هائل وسريع لسلسلة من الفيديوهات التي بثها محمد علي، المقاول السابق مع الجيش المصري، واحتوت على مزاعم ساحقة ماحقة حول استشراء الفساد في أعلى مستويات الحكومة والجيش في مصر، وموجهاً أصابع الاتهام بشكل خاص إلى السيسي وزوجته وابنه.
ما فعله هذا المقاول العسكري السابق، والذي عمل جنباً إلى جنب مع قيادة الجيش لما يقرب من خمسة عشر عاماً، هو فتح نافذة أمام المصريين ليطلوا منها على حقائق بعض مشاريع السيسي المثيرة لكثير من الشقاق والجدل، مزوداً إياهم في بعض الأوقات بأرقام وبيانات محددة لإثبات صحة مزاعمه.
حاول السيسي الأسبوع في الماضي الطعن في هذه الفيديوهات واصفاً إياها بالافتراءات المحضة وذلك أثناء حديث له أمام مؤتمر الشباب في القاهرة، وأمر بشن حملة من الدعاية الناعمة للنيل من محمد علي وتكذيبه.
إلا أن مساعي السيسي لم تفلح. وبدلاً من ذلك ازداد محمد علي، الذي يسجل الفيديوهات ويبثها من منفاه الاختياري في إسبانيا، جرأة في الهجوم والإلحاح على إزاحة السيسي من السلطة، وأطلق هذا الأسبوع سلسلة من الهاشتاغات ما لبثت أن أصبحت تريندات عالمية.
وها هو محمد علي الآن يطالب الناس بالخروج إلى الشوارع في كل أرجاء مصر ليعبروا عن معارضتهم للنظام. ولكن أخذاً بالاعتبار أن الجيش كان يبطش بقوة بأي مظاهر من المعارضة الشعبية أثناء حكم السيسي، فليس واضحاً مدى ما سيكون عليه تجاوب المواطنين مع هذه الدعوات وكم منهم سيتجرأون على الخروج إلى الشوارع.
أياً كان الأمر، فإن الخبراء يرون أن الحملة ضد السيسي من شأنها أن تسبب له مأزقاً عسيراً.
في تصريح لموقع فايس الإخباري، قال حسين بيومي، الباحث في حقوق الإنسان لدى منظمة العفو الدولية: "لا يمكن إنكار وجود كم هائل من الغضب الذي يبدو أنه هز أركان السلطة في مصر، ولا أدل على ذلك من الأسلوب الذي انتهجوه في الرد حيث لجأوا إلى الاعتقال الاستباقي وفرض الرقابة على النشر وشن الحملات الدعائية".
الممارسات القمعية
يرصد بيومي ومنظمة العفو الدولية الاعتقالات التي تجري في صفوف النشطاء وأفراد عائلاتهم في مصر، ويقولون إن ثلاثة أشخاص تم اعتقالهم لعلاقة مباشرة لهم بفيديو محمد علي والدعوات للاحتجاج.
يقول بيومي إن أعداد المعتقلين قد تكون أكبر من ذلك بكثير، ويضيف: "كثيرون تم توقيفهم ولكنهم لم يعرضوا بعد على النيابة العامة، ولذلك فإنه ليس بإمكاننا معرفة لماذا تم توقيفهم بالضبط".
واحد من الذين تم إلقاء القبض عليهم حازم غنيم، شقيق المعارض المصري الشهير وائل غنيم، والذي ادعى في تغريدة له عبر تويتر مساء الخميس أن شقيقه تم إيقافه لأنه رفض الانصياع إلى طلب من السفارة المصرية بأن يتوقف عن الكلام ضد الحكومة.
وقد بادر غنيم، الذي يعيش في منفاه الاختياري في كاليفورنيا، إلى مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتدخل لإطلاق سراح شقيقه.
إضافة إلى الاعتقالات، يتهم النشطاء الحكومة بفرض رقابة مشددة على مواقع التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت للحيلولة دون تواصل المطالبين بالاحتجاج وحجب مواقع الأخبار المستقلة، بينما تغرق مواقع التواصل الاجتماعي بما ينتجه الذباب الإلكتروني المدار من قبلها.
في وقت مبكر من هذا الأسبوع اختفى فجأة تريند "كفاية بقى يا سيسي" والذي أطلقه بادئ ذي بدء محمد علي مساء الأحد وسرعان ما أصبح أعلى التريندات في مصر حيث زادت نسبة المشاركة (الشير) له على مليون. وقد دفع ذلك كثيراً من النشطاء في مصر إلى الظن بأن الحكومة المصرية تمارس ضغوطاً على تويتر. وكانت مصر قد تعرضت لانتقادات عديدة في الماضي بسبب محاولاتها إسكات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، بما في ذلك عبر سن قوانين تسمح لها بالتحكم بما يصدر عن المدونين والمغردين عبر فيسبوك وتويتر.
وفي تصريح لموقع فايس، قال ناطق باسم تويتر إن الهاشتاغ توقف لأسباب عضوية، وقال إن تويتر لم يتعرض لأي ضغوط خارجية حتى يزيله.
رأس الجبل الجليدي
يبدو أن حملة فيديوهات محمد علي لمست عصباً حساساً وذلك جزئياً لأنها وصلت إلى صميم ما كان يخشاه كثير من المصريين من استشراء الفساد وسوء الإدارة المالية في كل أرجاء حكومة السيسي والمؤسسة العسكرية المصرية.
بينما ينفق السيسي وحكومته بسرف على بناء القصور والفنادق، يعاني المواطنون من صعوبات اقتصادية بالغة منذ سنوات. وفي هذه الأثناء ارتفع الدين الخارجي أثناء فترة حكم السيسي من ستة وأربعين مليار دولار إلى مائة وستة مليارات دولار. وبين ذلك وما ترتكبه السلطات من انتهاكات لحقوق الإنسان، فقد فقد المواطنون منذ وقت طويل الثقة برئيسهم.
في تصريح لموقع فايس الإخباري، يقول يحيى حامد، وزير الاستثمار السابق والذي يعيش حالياً في تركيا: "كانت فيديوهات محمد علي هي القشة التي قصمت ظهر البعير".
ويضيف: "هذا تراكم لما كان الناس يعانونه منذ سنوات. ليس واضحاً بعد كل ما عمله السيسي، فما يراه الناس لا يتعدى كونه رأس الجبل الجليدي فقط لا غير. أما الكم الهائل من الفساد ومن سوء الإدارة المالية، فهذا ما سندفع ثمنه جميعاً".