هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال خبير عسكري إسرائيلي إن "استمرار الهجمات الإسرائيلية داخل العراق أثارت عاصفة في أوساط الخبراء العسكريين، سواء بالنسبة للتسريبات الأمريكية حول الهجمات، أو حول التنسيق بين واشنطن وتل أبيب بشأنها، مع أن هناك من يحذر من تبعات هذه الهجمات الإسرائيلية، لأنها قد تعرض حياة الجنود الأمريكيين المنتشرين في العراق للخطر، وقد تدفع القوات الأمريكية للانسحاب من هناك، وجلب قوات معادية بدلا منها".
وأضاف
جيكوب ماغيد في تقريره على موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21" أن "التقدير الإسرائيلي بأن
المليشيات التابعة لإيران سترد على هذه الهجمات بنسبة مئة بالمئة، لأنه بعد
مرور قرابة شهر على آخر ضربة جوية لأحد مخازن الأسلحة في بغداد حافظت الولايات
المتحدة على صمت مطبق، في ظل وجود خمسة آلاف من جنودها منتشرين في بلاد الرافدين".
وأشار إلى أن "الأيام الأخيرة شهدت كشف عدد من كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية عن وقوف إسرائيل
خلف هذه الضربات، مما قد يشير لحالة من الإحباط الأمريكي من استمرار الضربات الإسرائيلية
في العراق خشية تعريض جنودها للخطر، ويؤكد وجود تباين أمريكي تجاه هذه الضربات بين
قادة الجيش المتحفظين عليها، والبيت الأبيض الداعم لأي جهد عسكري ضد طهران".
وأوضح
أن "الخشية الأمريكية تكمن في أن العراق ليس سوريا، فإسرائيل تهاجم الأخيرة بمئات
الضربات الجوية لأهداف إيرانية منذ 2011، في حين أن الجنود الأمريكيين قد يتحولون أهدافا
سهلة للمليشيات التابعة لإيران التي يتم استهدافها من الضربات الإسرائيلية، وفي
حال تحولت هذه القوات لهدف مفضل، وقررت إدارة ترامب الانسحاب من العراق، فسينجم
فراغ أمني قد تملؤه قوات أقل حرصا على إسرائيل".
وأكد
أننا "أمام أول عمل عسكري إسرائيلي في العراق منذ مهاجمة مفاعله النووي
العراقي في 1981، وقد شملت الضربات الأخيرة منذ أسابيع؛ مخيم أشرف شمال شرق بغداد،
وقاعدة صقر في بغداد، والقاعدة الجوية في محافظة صلاح الدين ومدينة القائم، وكان
اللافت أن البنتاغون أصدر بيانا غير معهود يدعم فيه حق بغداد في الدفاع عن نفسها
من أي هجمات خارجية".
كاسنيا
سيفاتلوفا الخبيرة الإسرائيلية لشؤون الشرق الأوسط، قالت إنها "لا تتأثر
كثيرا ببيانات الإدانة الأمريكية تجاه الضربات الإسرائيلية في العراق، الأمريكان
يحاولون تهدئة العراقيين، في حين أنهم يفهمون جيدا مخاوف الإسرائيليين من الوجود
الإيراني في المنطقة، ولذلك فإن البيان الأمريكي رسالة سطحية تريد امتصاص غضب
العراقيين، دون إدانة جدية على الأرض".
أما
إليزابيث تسوركوف الباحثة في معهد السياسات الخارجية في فيلادلفيا فقالت، إن "بيان
البنتاغون يقدم دليلا جديدا على خلافات داخل الإدارة الأمريكية حول الضربات الإسرائيلية،
فالقيادة العسكرية الأمريكية الوسطى تحتفظ بقوات لها في العراق، وتخشى على حياتهم،
لأن أي معارك قد تنشأ بين القوات الامريكية والمليشيات العراقية التابعة لإيران،
قد تحولها إلى هدف سهل متاح".
دان
شابيرو السفير الأمريكي السابق في إسرائيل أعرب عن قلقه من مواقف البنتاغون
والبيت الأبيض، لأنها تزيد تعقيدا إضافيا للوضع المعقد أصلا في المنطقة، والرغبة
الإسرائيلية بمنع أي وجود إيراني في العراق من جهة، والرغبة الأمريكية بالعمل مع
الحكومة العراقية المعتدلة من جهة أخرى، تتطلب تنسيقا عالي المستوى بين تل أبيب
وواشنطن.