هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلنت الحكومة الأفغانية، الأحد، السيطرة على مدينة "قندوز" الاستراتيجية، بعد يوم من الهجمات والاشتباكات، وطرد مقاتلي حركة "طالبان" منها، إلا أن الأخيرة نفت وأكدت مواصلة السيطرة على مواقعها.
وأطلقت الحركة هجمات من جهات عدة ليل الجمعة- السبت، لمحاولة السيطرة على قندوز، القريبة من الحدود مع طاجيكستان، بالتزامن مع استمرار مفاوضات مع الجانب الأمريكي، بالعاصمة القطرية الدوحة، للتوصل إلى اتفاق سلام.
ونقلت وكالة "فرانس برس"، الأحد، عن المتحدث باسم وزارة الداخلية نصرت رحيمي، أن معارك عنيفة دارت في قندوز السبت، حصل الجيش الأفغاني خلالها على دعم جوي أميركي.
وأضاف: "تم تطهير مدينة قندوز وطرد طالبان من المناطق التي كانوا سيطروا عليها" بحلول ظهر الاحد، مشيرا إلى مقتل 56 "إرهابيا".
إلا أن المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، نفى ما ورد في التصريح مؤكدا أن المتمردين لا يزالون يسيطرون على مواقعهم.
وقال للصحفيين: "دعاية العدو التي تفيد بأن المجاهدين طردوا أو قتلوا خاطئة".
اقرأ أيضا: يد تحاور وأخرى تضرب..كيف فرضت طالبان معادلتها على أمريكا ؟
وفي إحدى المواجهات، فجّر انتحاري نفسه فيما كان المتحدث باسم الشرطة سيد سارورا حسيني يتحدث للصحافيين.
وقتل حسيني، الذي ظهر في بث حيّ في وقت سابق من اليوم من المكان ذاته، مع نحو عشرة أشخاص آخرين. وكان حسيني، المعارض الشديد لطالبان، يحظى باحترام وتقدير على نطاق واسع في المدينة.
ولم يتضح على الفور إذا كان هناك صحافيون ضمن حصيلة القتلى.
واندلع قتال أيضا في مدينة بول -اي خمري عاصمة ولاية بغلان المجاورة، لكن مسؤولين قالوا إن الوضع "تحت السيطرة".
اقرأ أيضا: قتلى لدى طالبان والحكومة الأفغانية في قصف واشتباكات
وكان متمردو طالبان سيطروا لفترة وجيزة على قندوز في أيلول/سبتمبر 2015 قبل أن يُطردوا منها خصوصاً بفضل دعم جوّي أميركي مكثّف.
وأظهر سقوط قندوز حينها ضعف القوات الأفغانية ولعب دورا في وقف انسحاب القوات الأميركية في عهد الرئيس السابق باراك اوباما.
وفي حين كانت المعارك مستعرة، قصفت طائرة حربية أميركية مستشفى لمنظمة "أطباء بلا حدود" في قندوز ما أسفر عن 42 قتيلاً بينهم 24 مريضاً و14 فرداً من طاقم المنظمة غير الحكومية.
وقام مسلحو الحركة بمحاولات عدة منذ أيار/مايو لكنهم لم يتمكنوا من السيطرة مجدداً على المدينة بكاملها.
وأكد المبعوث الأميركي الخاص زلماي خليل زاد في وقت مبكر الأحد على تويتر أن الطرفين "على وشك إبرام اتفاق من شأنه أن يخفض العنف ويفتح الباب للأفغان من أجل الجلوس معا للتفاوض على سلام دائم".
ومن المقرر أن يصل زاد ذو الاصول الأفغانية إلى كابول في وقت لاحق الأحد.