هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أطلق رئيس الحكومة السابق، وأمين عام حزب العدالة والتنمية السابق، النار على موقف حزبه من تمرير قانون فرنسة التعليم، وهاجم عددا من قيادات الأحزاب السياسية، وبعض الوزراء والمسؤولين بسبب ما سماه تهجمهم الدائم على حزب العدالة والتنمية.
كلام عبد الإله بن كيران جاء خلال مشاركته في فعاليات الدورة الـ15 من الملتقى الوطني لشبيبة العدالة والتنمية الذي يعقد خلال الأسبوع الجاري بمدينة القنيطرة (شمال الرباط).
توسلني من أجل وزارة
عاد عبد الإله بن كيران، ليهاجم وزير الشباب والرياضة في الحكومة الحالية، رشيد الطالبي العلمي، بعد قراراه منع مخيم للأطفال، وقال: "اسمح لي إن قلت لك في وقت سابق بأنك وضيع.. أنت لست كذلك بل أنت حقير".
وانتقد ابن كيران بشدة قرار وزارة الشبيبة والرياضة منع 250 من الأطفال من التخييم في البحر، وقال: "لم تجد من تغلب، فغلبت هؤلاء الأطفال".
ورد على ادعاءات العلمي، بأن حزب العدالة والتنمية يأتي بتمويلات خارجية، "تريد أن تعرف من أين يأتي الحزب بتمويلاته.. تعال وفتش.. واطلب من وكيل الملك أن يحقق في ذلك".
وكشف ابن كيران، أن رشيد الطالبي العلمي، سبق أن "توسل إلي ليكون وزيرا عندما كلف بتشكيل الحكومة، أتذكر يوم التقينا في البرلمان، وقلت لي: لماذا لم ترد أن أكون وزيرا في حكومتك؟".
وزاد ابن كيران "العلمي فعلا كان مرشحا ليكون وزيرا وأخبرته بأنني اتفقت مع رئيس حزبه كي يكون رئيسا للبرلمان، وقلت لي: أنا لا أثق فيك وحدك".
وأوضح أن الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار سابقا صلاح الدين مزوار أخفى عن العلمي اتفاقا جعله رئيسا لمجلس النواب، "وأخبرتك بتمسكي بك رئيسا للمجلس ولو على حساب سقوط الحكومة".
وشدد: "إياك أن تعتقد ـن حزب العدالة والتنمية، حائط قصير، فلو كان أعضاء الحزب في الحكومة يراعون لك اجتهادا، فإن ابن كيران ما زال حيا، وفي هذا الحزب رجال ونساء مستعدون أن يقولوا الحق والصراحة".
الاتحاد الاشتراكي
شن ابن كيران هجوما ضد رئيس مجلس النواب بسبب مساره الالتفافي نحو قيادة المجلس، مطالبا إياه بـتوخي "الحياء"، باعتبار أن الاتحاد الاشتراكي لم يحصل إلا على 20 مقعدا بصعوبة كبيرة، ورئاسته لمجلس توجد فيه فرق عندها 125 عضوا في إشارة لفريق العدالة والتنمية، و102 في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة وغيرها من الأحزاب الأكبر".
وانتقص ابن كيران من القيادة الحالية لحزب الاتحاد الاشتراكي، موضحا أنه "كان في السابق حزب رجال أمثال بوعبيد والمهدي وبنجلون، فهؤلاء عانوا أكثر مما عانى حزبنا".
وزاد أن "الاتحاد الاشتراكي قام بتنازلات في غير محلها فوصل لهذا المصير".
وقال: "لقد منعت تعيين رئيس الاتحاد الاشتراكي في الحكومة، وهو اليوم يعض الأنامل من الغيظ، ويبكي ويولول ويقول: ماذا استفدت من كل هذا؟ فلا يمكن لمثله أن يكون وزيرا في الحكومة".
ذبح اللغة العربية
جدد ابن كيران، رفضه موقف حزبه من "فرنسة التعليم"، وما سماه بـ"ذبح" اللغة العربية لصالح اللغة الفرنسية.
وأكد ابن كيران أنه "لم يسبق في التاريخ أن تراجعت دولة من الدول عن لغتها الوطنية لصالح لغات دول أخرى إلا ما حدث في المغرب، واللغة العبرية نهض بها أهلها وجعلوها لغة لتدريس العلوم رغم تراجعها، والإبقاء على اللغة العربية تدخل في باب مصلحة الشعب والهوية الوطنية".
وأوضح ابن كيران أنه ليس ضد العلاقات مع فرنسا باعتبار العلاقات المتميزة بينها وبين المغرب، ولا ضد الفرنسية ولكنه يرفض التخلي عن العربية لصالح الفرنسة، مشددا على أنه مع تحسين إتقان الفرنسية، موضحا أن أبناء المغاربة يتلقون 2000 ساعة من اللغة الفرنسية طيلة مسارهم الدراسي دون التمكن منها.
وأضاف أن ما "وقع هو أول خطأ جسيم يرتكبه الحزب منذ توليه رئاسة الحكومة في 2011".
حماية وحدة الحزب
وقال ابن كيران: "لا نريد أن نذهب للانشقاق، وأمنع نفسي عن الكلام بصعوبة مرات متعددة، لكني لا أقدر على السكوت في أحيان أخرى".
وزاد: "ما بيني وبين الإخوان خلاف وليس عداوة، وسأمنع انشقاق هذا الحزب، كما فعلت دائما، وبالمناسبة إدريس الأزمي الإدريسي أقرب إلي قلبا ومنطقا من سعد الدين العثماني، وألم أرجح كفة الأزمي في انتخابات الأمانة العامة للحزب؟ وفهم الإخوان أني ادعم العثماني وهذا صحيح".
وأوضح ابن كيران أن "الخلاف الذي وقع بينه وبين قيادة الحزب حول مشروع القانون الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي لا ينبع من عداوة".