هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تصادف الذكرى السادسة لـ"30 يونيو"، لتؤكد أن ما جرى كان خسارة كبيرة لمصر وللديمقراطية الحقيقة، بحسب ما أقر به عدد من السياسيين والنشطاء الذين شاركوا في هذا اليوم.
وأشار هؤلاء إلى أن "30 يونيو
لم يبق منها سوى اسمها، وأن كل الأحلام التي صاحبتها تبخرت وتم تجريف كل الطموحات
والآمال التي بنيت عليها، وأن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل وصل إلى حد القمع والسجن
والتضييق على الجميع، ما أدى إلى نشر روح الإحباط واليأس لدى الكثيرين".
وطالب هؤلاء بضرورة استيعاب الدرس
من قبل الجميع، ودراسة ما جرى والاستفادة منه واستعادة الصف الثوري واللحمة
الثورية، في مواجهة السلطة التي عصفت بالجميع سواء الإخوان أو التيار المدني،
مؤكدين أن "هذا يحتم على الجميع مواجهة ما يجري على الأرض، باستعادة روح ثورة
يناير باعتبارها الثورة الحقيقية".
من جانبه، قال جورج إسحاق عضو مجلس
حقوق الإنسان وأحد رموز 30 يونيو، في تصريحات خاصة لـ"عربي21": "للأسف
معظم من شارك في 30 يونيو من رموز التيار
المدني والثوري، صاروا في السجون أو تم إقصاؤهم ومنهم من التزم بيته خوفا من السجن
والقمع، وحتى لو كانت هناك محاولات للحراك واستعادة الأمور مرة أخرى، يقابل ذلك بقسوة
وشدة من جانب السلطة، وكل هذه الأشياء تدعو إلى الإحباط بالتأكيد".
اقرأ أيضا: مصر.. كيف أصبحت 30 يونيو حدثا لا صاحب له؟
وحول الدرس المستفاد من 30 يونيو، أكد
إسحاق أنه "على الجميع أن يستفيد من هذا الدرس، سواء التيار المدني أو الإخوان ويستوعبوا ما حدث، لأن السجن والقمع
طال الجميع، وإنْ كان أداء الإخوان رديئا في تعاملهم مع القوى المدنية، لكن على
التيار المدني أن يستفيد من هذا الدرس أيضا، بعدما انتهت الأمور إلى ما انتهت إليه".
وأشار إلى "إمكانية استعادة
اللحمة الثورية بين صفوف القوى الثورية"، لكنه استبعد أن "يشمل الاصطفاف
الثوري الإخوان أو رموز نظام مبارك".
أما الكاتب الصحفي قطب العربي
الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للصحافة سابقا فيقول: "لا يمكن القول إن
التيار المدني في مجمله استوعب الدرس، وإن كان البعض استوعب ووصل الأمر به إلى أن
يضرب نفسه بالحذاء، لكن هناك من لا يزال يماري، ويجد لنفسه مبررا، وهناك اتجاه
للنزول بـ30 يونيو من مستوى الثورة إلى الانتفاضة، وأن الثورة الحقيقية هي ثورة
يناير، ويجب البناء على هذا التوجه الأخير، لأن يناير هي الأصل وإن كل ما جرى من
قبل الثورة المضادة كان هدفه، إنهاء ثورة يناير والقضاء عليها، وبالتالي فكرة الانتباه
لهذا الأمر والبناء عليه شيء مهم ومطلوب"، وفق قوله.
وحول إمكانية استعادة الصف الثوري،
قال العربي لـ"عربي21" إنه "يمكن ذلك إذا توافرت النوايا الحسنة
والإرادة والإخلاص لثورة يناير، وهناك عدة محاولات جرت في هذا السياق، وحتى وإن لم
يكتب لها النجاح، إلا أنه كان هناك حماس لهذه المحاولات من كافة التيارات
والفصائل الثورية، وكان هناك تفهم للظرف الذي تمر به مصر، وأعلنت هذه المبادرات
وتم التفاعل معها من جانب البعض ورفضها البعض الأخر".
اقرأ أيضا: في ذكرى "30 يونيو".. كيف اختفى الثوار وأغلق الميدان؟
واستدرك قائلا: "يمكن القول، إن
هناك حجرا في المياه الراكدة، وإنه كلما مرت الأيام أثبتت ممارسات سلطة الانقلاب،
أنه لا خلاص لمصر، إلا بتوحد الصف الثوري، وهذا ما يجب أن يدركه ويستوعبه الجميع".
من جهته، يرى نائب مدير مركز
الأهرام للدراسات السياسية عمرو هاشم أن "30 يونيو لم يعد منها سوى اسمها
فقط، وتم تجريف كل الآمال والطموحات التي بناها الناس عليها، وتم تغييب الأحلام
التي كانت تراود من شارك فيها، وصرنا إلى ما نحن فيه اليوم من تشتت في الصف الثوري
بشكل عام والمدني بشكل خاص، وما جرى من سجن وإقصاء لرموز وشباب شاركوا في هذا
اليوم، وكان لهم دور فاعل".
وأضاف هاشم لـ"عربي21" أن
"الحركة المدنية دفعت الثمن"، ويمكن القول إن "الشعب كله يدفع
الثمن عندما يحدث الصراع بين المؤسسة العسكرية والإخوان، وهذا ما جرى في فترات
زمنية طويلة ومناسبات عديدة ومنها 30 يونيو".
وتابع قائلا: "حتى الذين
ثاروا ضد الإخوان وساندتهم المؤسسة العسكرية، تم سجنهم وإقصاؤهم لاحقا وعقابهم، وبالتالي فإن على الجميع أن يستوعبوا الدرس ويعيدوا النظر في ما جرى، وليس بالضرورة أن تكون مراجعات
شاملة بالنسبة للتيار المدني، ولكن على الأقل إعادة النظر حتى لو على مستوى
الأشخاص، وأعتقد أن هذا ما جرى، حيث راجع عدد من رموز 30 يونيو مواقفهم بالطبع، بعد ما تعرض له من شاركوا في هذا اليوم".
وحول استعادة الصف الثوري، رأى
هاشم أن "هذا ممكن وليس بالأمر الصعب، إذا توفرت الإرادة والعزيمة من جانب
الجميع، ولكن هناك إشكالية كبيرة، تتمثل في استمرار الصراع بين السلطة والإخوان، وهذا
يلقي بظلاله على الأرض"، وفق رأيه.
اقرأ أيضا: "الإخوان المسلمون-المكتب العام" يعلن استراتيجيته الجديدة
أما المحلل السياسي خالد الشريف، فأكد
أن ذكرى 30 يونيو "أليمة ومحزنة على الثورة المصرية"، معتبرا أن
"رفاق الثورة من القوى المدنية ضلوا الطريق، واصطفوا مع الدولة العميقة
والمعادية للثورة، وعرفوا ذلك بعد فوات الأوان، بعد هدمهم للديمقراطية وإزاحة
الرئيس المنتخب محمد مرسي".
وأضاف الشريف لـ"عربي21"
أن "القوى المدنية أدركت الكارثة، لكن بعد أن ملئت شوارع وميادين مصر بدماء الثوار والأحرار، بداية
من مذبحة رابعة، مرورا بتسببها بتقديم محمد البرادعي استقالته وسفر عمرو حمزاوي، وصولا
لاعتقال مئات الإعلاميين والسياسيين، مثل حازم عبد العظيم وغيره.
وختم الشريف بقوله إن "الجميع
أدركوا الآن أن المعركة ليست بين الإخوان والعسكر، بل المعركة بين الحرية
والاستبداد، وأن جميع القوى السياسية في مرمى الانتقام من جانب نظام السيسي،
المتجرد من الإنسانية والقانون والدستور"، مؤكدا أنه "لا خلاص من حالة
التردي التي تعيشها مصر إلا بالاصطفاف والتعاون في مواجهة الاستبداد".