هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تنطلق بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة في مصر الجمعة المقبلة، بحضور جماهيري وتأمين أمني غير مسبوق، وتقام البطولة في الفترة ما بين 21 حزيران/ يونيو و19 تموز/ يوليو 2019، بمشاركة 24 منتخبا.
وبالتزامن مع انطلاق البطولة، دشن
نشطاء وحقوقيون مصريون حملات إعلامية تستهدف كشف انتهاكات حقوق الإنسان من قبل
السلطات المصرية، وتدعو إلى الإفراج عن المعتقلين، وتسعى هذه الحملات إلى استغلال
الزخم الحقوقي العالمي الذي أثير في أعقاب وفاة الرئيس الراحل محمد مرسي أثناء
محاكمته الاثنين الماضي، نتيجة الإهمال الطبي بالسجون.
انزل شجع مصر
ودعت منظمات حقوقية قبل أيام،
الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "الكاف"، والاتحاد الدولي لكرة القدم
"الفيفا" إلى مطالبة مصر بالإفراج عن كل مشجعي الكرة المصرية
"الذين تم إلقاء القبض عليهم أثناء مشاركتهم في فاعليات كروية لأنديتهم
الرياضية".
ودشن نشطاء صفحة (انزل شجع مصر) على
موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بهدف كشف ممارسات نظام السيسي خلال
وجود الصحافة العالمية، والاتحاد الأفريقي لكرة القدم، وجماهير عربية وإفريقية في
مصر طوال أيام البطولة التي تستمر أربعة أسابيع.
وكشف بعض النشطاء الذين يديرون
الصفحة الرسمية للحملة في تصريحات لـ"عربي21" أنهم "ملتزمون بفضح
نظام السيسي، من خلال إرسال خطابات لاتحادات الكرة المعنية بالبطولة لإحاطتهم
بالوضع الحقوقي بمصر"، مضيفين أنهم أرسلوا قائمة "بأسماء المعتقلين من
مشجعي الكرة، وطالبنا بمتابعة الحالة الأمنية أثناء البطولة".
"اطمن أنت مش لوحدك"
كما دعت حملة "اطمن أنت مش
لوحدك"، التي أطلقها الإعلامي المصري معتز مطر في شباط/ فبراير الماضي، إلى
فعاليات جديدة بالتزامن مع بطولة كأس أمم أفريقيا.
وأطلقت الحملة أغنية جديدة حملت اسم
"الأغنية الرسمية لكأس الأمم الأفريقية.. يا سامع كلامنا يا الله"،
والتي تدعو الشعب المصري لاستغلال البطولة الإفريقية للتعبير عن رفضهم لحكم
السيسي.
وأشارت حملة "اطمن انت مش
لوحدك" إلى أن "البطولة هي فرصة تاريخية هامة لا يجب أن تضيع؛ فالبطولة
الأفريقية تحظى بمتابعة عالمية وأفريقية وعربية من وكالات أنباء ومحطات فضائية
ومواقع عالمية".
خوف النظام
ورأى الناقد الرياضي أحمد سعد، أن
تلك الحملات "تكشف حالة الغضب الموجودة في الشارع المصري، وأن العسكر طوال
فترة حكمه لم يستتب له الأمر، وأن الناس لم ينسوا أنه انقلب على ثورتهم وعلى
رئيسهم المنتخب، ولم ينسوا عمليات الاعتقال والقتل، وأنهم يتحينون الفرص
لاستغلالها".
وأضاف سعد لـ"عربي21" أن "شعبية
كرة القدم كبيرة، ومحاولة استثمارها بشكل ناجح سيكون لها أثر كبير جدا على الوضع
في مصر، وأي خروج أو مواجهة للأمن ضد الناس لن تكون في صالحه، خاصة أن ثورات الدول
المجاورة تمضي في طريقها قدما".
وتوقع أن "تلقى تلك الدعوات صدى
عند جماهير الكرة بعد ارتفاع أسعار تذاكر المباريات؛ ما أدى إلى حرمان بعضهم من تشجيع
منتخبهم في البطولة، وأنديتها في الدوري، وتعرضت لظلم كبير عندما قتل بعضهم في
أحداث استاد بورسعيد والدفاع الجوي، وحرموا من دخول الملاعب".
دعم حقوقي وسياسي
من جهته، أعرب الباحث الحقوقي أحمد
العطار عن تضامنه مع الحملات الحقوقية التي سبقت البطولة الأممية، قائلا:
"نحن ندعمها ونلتف حولها؛ فأي حملة تعمل على رفع الظلم والقهر عن المعتقل
المظلوم، والمهاجر المطارد، ندعمها طالما أنها لا تخالف القانون ولا الدستور الذي
كفل حرية الرأي والتعبير".
وتابع العطار لـ"عربي21":
"أي حملات من شأنها إنهاء حالة الاعتقال التعسفي، والاختفاء القسري، وتوقف
تنفيذ وإصدار أحكام الإعدامات ندعمها ونقف معها بقوة".
اقرأ أيضا: مطالبات بالإفراج عن مشجعي كرة القدم المعتقلين بمصر
وفي السياق ذاته، دعا المحلل السياسي
محمد السيد إلى استغلال ذلك الحدث الكروي، قائلا: "بعد أن وصلت البلاد إلى
حافة الهاوية وامتلاء المعتقلات بأكثر من 60 ألف معتقل، وبعد مقتل الرئيس محمد
مرسي، فقد حان وقت الخروج من هذه الغمة واستغلال الحدث الرياضي الكبير بطولة أفريقيا".
وأكد السيد في حديثه
لـ"عربي21" أن "الحملات التي انطلقت من قبل مجموعة من أبناء مصر
لاستغلال الحدث الكروي في فضح نظام السيسي، فرصة رائعة لإرسال صوت المصريين للعالم
الذي سيتابع الحدث باهتمام بالغ في ظل الأوضاع المتردية والهشة بمصر".
ووصف الحدث الكروي الكبير بأنه
"الفرصة الآمنة التي ستكشف الوجه الحقيقي للنظام المجرم؛ فلن يستطيع منعها
بقانون التظاهر الظالم، أو استخدام الآليات العسكرية لأنها ستخرج من وسط الجماهير،
وسيتابعها الإعلام المحلي والأفريقي والدولي".