هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "نيوز ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن تكثيف منظمة حزب الله اللبنانية من تواجدها في الجانب السوري من مرتفعات الجولان، وإرساء بنية تحتية في مواقع تمكنها من مراقبة تحركات الجيش الإسرائيلي والتحضير لشن هجمات، وهو ما دفع بإسرائيل للتحرك والتنسيق - بحسب الموقع - مع سوريا للتعامل مع هذه التطورات.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة خلال هذا الشهر التي استهدفت نقاطا رئيسية في مرتفعات الجولان مثل تل الحارة، تؤكد زيادة نشاط حزب الله اللبناني التابع لإيران في هذه المنطقة.
وأضاف الموقع أن الصحافة الإسرائيلية كشفت عن بيانات حول نشاط حزب الله، الذي أنشأ مركز عمليات في منطقة الجولان السورية، وزاد من نفوذه في الجنوب لدرجة أنه أصبح يصدر الأوامر لقوات نظام بشار الأسد، ويرسل عناصره لجمع المعلومات، بحسب الموقع.
وهي وضعية يفترض أن تثير قلق موسكو، التي أشرفت على اتفاق في وقت سابق، لتنظيم الوضع في هذه المنطقة.
وأوضح الموقع أنه بعد سيطرة قوات النظام السوري على تل الحارة في سنة 2018، وعلى الرغم من كل التأكيدات الروسية على أن الجانب السوري من هذه المنطقة الحدودية مع إسرائيل سيبقى آمنا، إلا أن القوات التابعة لإيران بدأت في نشر معداتها في هذا المكان.
وقد أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن طبيعة العلاقة بين وحدات الجيش السوري وحزب الله لا يمكن وصفها تماما بأنها تعاون وتفاعل، بل في الحقيقة لقد باتت القوات النظامية خاضعة للحزب الشيعي.
وأضاف الموقع أن جنود القوات النظامية باتوا يستخدمون لجمع المعلومات الاستخباراتية، والتدريب على احتمال اندلاع قتال مع الجيش الإسرائيلي.
كما أن المركز الجنوبي لعمليات حزب الله يتواجد في منطقة حوران، ويتم فيه تنسيق كل التحركات. وقد نجح حزب الله في تجنيد بعض السكان المحليين، من أجل إعداد الأرضية الملائمة لأي مواجهات مع الجانب الإسرائيلي.
وأورد الموقع أن المسؤول عن وضع البنية التحتية العسكرية لحزب الله في المحافظة الجنوبية في سوريا، هو القائد منير علي نعيم الشيتي، المعروف باسم الحاج هاشم.
اقرا أيضا : قمة أمنية بإسرائيل تقر طرد إيران من سوريا.. ما موقف روسيا؟
وبعد حادثة الوفاة الغامضة التي تعرض لها الجنرال السوري جمال الأحمد خلال هذا الشهر، أصبح هذا الرجل هو المسؤول عن الاتصال بين قوات الجيش السوري الموجودة في هذه المنطقة وقيادة حزب الله. ولطالما كان اسم الشيتي مرتبطا بالتخطيط لشن هجمات ضخمة على إسرائيل.
وحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن القوات السورية النظامية والميليشيات الموالية لإيران في مرتفعات الجولان تقوم منذ حوالي سنة بالتركيز على الاستعداد لعمليات قتالية ضد المعارضة. ولكن الآن انتقل التركيز إلى محاربة التهديدات الخارجية، والمقصود هنا هو إسرائيل.
وذكر الموقع أن قوات حزب الله في هذه المنطقة تمتلك صواريخ مضادة للدبابات، وصواريخ قصيرة المدى ذات تأثير كبير، يمكنها إصابة أهدافها من مسافة 4 كيلومترات.
ويتم في المنطقة الجنوبية جمع المعلومات الاستخباراتية حول الجيش الإسرائيلي، في عمليات تتم تحت السرية المطلقة لتجنب الغضب الروسي.
وأشار الموقع إلى أن تل الحارة هو أعلى نقطة في الجولان، بارتفاع 1.1 كيلومتر، وهو ما يسمح بالمراقبة البصرية والإلكترونية لنقاط بعيدة في الأراضي المحتلة بفلسطين.
وعلى مدى عقود، كانت هذه النقطة التي تمثل بركانا سابقا، قاعدة مغلقة للجيش السوري والقوات غير النظامية.
وحسب الاتفاقات المبرمة بين روسيا وإسرائيل حول إبعاد المجموعات غير السورية عن الحدود الإسرائيلية، فإن الجنود السوريين فقط هم من يمكنهم البقاء في تل الحارة.
اقرأ أيضا : نتنياهو يطلق اسم ترامب على مستوطنة جديدة بالجولان
وبموجب هذا الاتفاق، كان من المفترض أن تبقى ميليشيات حزب الله بعيدة مسافة 80 كيلومترا شرقي الطريق السريع الرابط بين دمشق ودرعا.
ونوه الموقع بأن إسرائيل تخشى من أن تكون القوات التابعة لإيران في مرتفعات الجولان تقوم بالتحضير لعمليات توغل محتملة في الأراضي الإسرائيلية، والإعداد لهجمات ضد أهداف مدنية وعسكرية.
كما أن الطبيعة الجغرافية لتل الحارة تسمح بالقيام بمراقبة انتشار الجيش الإسرائيلي، وبالتالي معرفة ما إذا كان يخطط لشن عمليات عسكرية.
كما تخشى إسرائيل من أن هذه المرتفعات التي تكتسي أهمية استراتيجية كبرى، ستبقى دائما تحت سيطرة حزب الله، خاصة بعد أن تمكن الحزب الشيعي من تشكيل خلية كاملة في الجولان تضم السكان المحليين، وهو ما دفع بالجيش الإسرائيلي لطلب المساعدة من الجانب الروسي، حتى تقوم قوات الشرطة العسكرية الروسية المتواجدة في المنطقة بالتثبت من وجود قوات موالية لإيران.
وفي الختام، اعتبر الموقع أنه في ظل الخلافات المتزايدة بين موسكو وطهران حول الانتشار العسكري في سوريا، فإن موسكو على الأرجح سوف تحرص أكثر على إخلاء منطقة تل الحارة من أي قوات موالية لإيران.