هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "نيوز. ري" الروسي تقريرا تحدث فيه أن القوات المسلحة الكردية في منطقة الشرق الأوسط، سواء العراق أو سوريا، باتت تجذب انتباه إسرائيل خلال السنوات الأخيرة.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن مصادر مطلعة على برنامج الموساد المخصص لتدريب المقاتلين من كردستان سوريا نقلت معلومات متعلقة بعلاقة إسرائيل بالأكراد، وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل كانت مهتمة بتدريب الأكراد العراقيين، ما يعني أن علاقة المخابرات الإسرائيلية مع أكراد سوريا قد تكون حقيقية.
وأكد الموقع أن انتشار هذه المزاعم له علاقة بتطور الأوضاع في سوريا، حيث تعمل إيران على إنشاء ممر بحري على سواحلها يوصلها إلى البحر الأبيض المتوسط. وقد كُشفت التقارير الأولى حول تدريب مقاتلين أكراد من قبل عملاء موساد من قبل وسائل الإعلام الإيرانية، التي تلقت هذه المعلومات من مصادر قريبة من الأكراد.
وبحسب ما ورد في بعض التقارير، سيتم إرسال أكثر من 20 مقاتلا من كردستان سوريا إلى فلسطين، مارين عبر أربيل العراقية.
وأشار الموقع إلى أن هذا الأمر يتعلق بممثلي حزب "الاتحاد الديمقراطي"، الذي يمثل القوة السياسية المهيمنة في المناطق الكردية في سوريا.
اقرأ أيضا: مصادر تكشف لـ"عربي21" تفاصيل الحوار بين أكراد سوريا
ويقال إن البرنامج الإسرائيلي المتعلق بالأكراد يسمى "الموساد الكردستاني"، وهو يهدف إلى تعليم المدافعين عن روجافا الكردية (منطقة الإدارة الكردية) كيفية القيام بعمليات التجسس ضد القوى الإقليمية التي لها تأثير مزعزع للاستقرار، مثل إيران.
وأضاف الموقع أن الدلائل التي تشير إلى أن الدولة اليهودية تبدي اهتماما كبيرا بتدريب الأكراد، ظهرت بعد الغزو الأمريكي للعراق. وفي سنة 2005، تبادلت الصحافة الإقليمية البيانات التي تفيد بأن عشرات ضباط المخابرات الإسرائيلية السابقين شاركوا في تدريب الأكراد العراقيين.
وأفاد الموقع بأنه يشتبه في قيام الشركات الإسرائيلية بالترويج لمشاريع البنية التحتية في كردستان العراق، مثل مشروع بناء مطار في أربيل، وفي سنة 2006، تلقت الـ"بي بي سي" أدلة تؤكد أن الإسرائيليين يشرفون على تدريب القوات الكردية شمال العراق، علما بأن إسرائيل وكردستان العراق تعملان على تطوير تعاون مستدام في مجال النفط.
وأورد الموقع أن إسرائيل تجمعها علاقات عسكرية وتجارية واستخباراتية مع الأكراد منذ ستينيات القرن الماضي، مع العلم أن إسرائيل تعتبر الأكراد المنتشرين في جميع أنحاء المنطقة (العراق، تركيا، سوريا، إيران) مجموعة عرقية لا تملك دولة خاصة بها، إلا أنها قوة عازلة ضد الدول الإسلامية.
وخلال السنوات الأخيرة، أظهرت القيادة الأمريكية ميلا نحو كردستان السورية. ومنذ تسعينات القرن الماضي، حافظت منظمة لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) على مستوى جيد من العلاقات مع ممثلي بعض القبائل الكردية، خاصة أن لديهم وجهة نظر مشتركة فيما يتعلق بالأحداث التي تجري في المنطقة.
وأضاف الموقع أنه في الوقت الراهن، ومع اقتراب الصراع الأهلي في سوريا من نهايته واقتراب إيران أكثر من أي وقت مضى من تشكيل ممر في البحر الأبيض المتوسط، يبدو أن توطيد إسرائيل لعلاقتها مع الأكراد يمثل الخيار الأنسب لمواجهة القوة العسكرية الإيرانية، لاسيما أن السلطات الأمريكية لا تنوي مواصلة الاستثمار في شمال شرق سوريا.
اقرأ أيضا: أكراد سوريا يعيدون تشكيل المنطقة بالكتب والمدارس
وأفاد الموقع بأن إسرائيل تخشى وجود قوات موالية لإيران على حدودها، من البر والبحر. ويعتقد المحلل السياسي السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، الخبير العسكري كينيث بولاك، أن الأكراد هم الحليف الأكثر وثوقا بالنسبة للدولة اليهودية في مواجهتها لإيران.
وأوضح الموقع أن الأكراد العراقيين والإيرانيين لهم صلات عميقة، لذلك يكفي تشجيع أكراد إيران على الاستقلال لزعزعة الاستقرار في إيران وخلق موجة من التوتر، ولا تمنح القوات الكردية إسرائيل مزايا استراتيجية فحسب، وإنما مزايا اقتصادية أيضا، ذلك أن الموارد الطبيعية التي تزخر بها روجافا قادرة على تلبية احتياجات إسرائيل من الطاقة.
وفي الختام، نوه الموقع بأنه من غير المؤكد ما إذا كانت إسرائيل مستعدة لإنشاء علاقات جدية مع كردستان السورية. وعلى العموم، إن هذه الخطط والنوايا الإسرائيلية لن ترضي القيادة العسكرية الروسية في سوريا.