هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "هآرتس" العبرية الجمعة، إن المسار الإيراني في سوريا هو التهديد الاستراتيجي لكل من إسرائيل وأمريكا وروسيا أيضا، مشيرة إلى أن "هناك مواجهات محلية بين مليشيات تؤيد طهران بسوريا وأخرى تحظى برعاية موسكو".
وأضافت
الصحيفة في مقال نشرته للكاتب تسفي برئيل أن الصراع المتزايد بين طهران وموسكو،
ظهر خلال المواجهات التي جرت في شهر آذار/ مارس الماضي بمدينة بوكمال على الحدود
مع العراق، بين مليشيات المخابرات الجوية السورية ومليشيات تؤيد إيران.
وأشارت
إلى أن "روسيا تدرب وتسلح مليشيات محلية عن طريق شركات روسية خاصة"،
موضحة أن "موسكو أمرت الأسد بإقالة ضباط وجنود يؤيدون إيران من الجيش"،
مؤكدة في الوقت ذاته أنه "على رأس الجيش السوري يقف ضباط روس".
ورأت
الصحيفة الإسرائيلية أن "إيران تلقت صفعتين من روسيا، الأولى عندما رفضت
الأخيرة طلب بيعها أنظمة صواريخ مضادة للطائرات من طراز إس400، والثانية أنها
تواصل السماح لإسرائيل بمهاجمة أهداف إيرانية في سوريا".
اقرأ أيضا: هل ستقبل موسكو عقد صفقة حول سوريا مع تل أبيب وواشنطن؟
وذكرت
أن "طهران تفسر قرار روسيا كرسالة بأنها لن تقف إلى جانبها إذا هوجمت من قبل
الولايات المتحدة أو إسرائيل"، مضيفة أن "مصلحة موسكو تتمثل في إبقاء
إيران معزولة"، على حد قول "هآرتس".
وتابعت:
"يوجد شركاء في الغرب يعتقدون أن دعم روسيا لقرار إيران تقليل التزامها
بالاتفاق النووي، ينبع من الرغبة في الحفاظ على التوتر بين طهران وواشنطن، كجزء من
لعبة موسكو الاستراتيجية"، مشيرة إلى أن "المصالح المشتركة بين روسيا
وأمريكا وإسرائيل في موضوع إيران، أوجدت فكرة عقد قمة المستشارين للأمن القومي
للبلدان الثلاثة في إسرائيل".
وأردفت:
"حسب التقديرات غير المؤكدة، فإن روسيا تطمح إلى اعتراف أمريكا بنظام الأسد
ورفع العقوبات عن سوريا، مقابل سحب القوات الإيرانية من دمشق"، مبينة أن
"اللقاء الاستثنائي لمستشاري الأمن القومي الثلاثة، جاء لبحث التطورات
الإقليمية كشركاء متساوين وليس حول مواضيع ثنائية".
وأكدت
"هآرتس" أن "هذه القمة حتى ولو لم تثمر عن نتائج فورية، إلا أنها
توضح لإيران ودول المنطقة بأن محور روسيا أمريكا إسرائيل، هو العرض الجديد والرسمي
الذي يمكنه تحديد خارطة الطريق الجديدة في الشرق الأوسط".
واستدركت
بقولها: "لكن التطلع لنتائج عسكرية وسياسية فورية يمكن أن يكون أمنية
فقط"، موضحة أن روسيا لن تقوم بصد قوة إيران في سوريا، ولن تفيَ أيضا بوعدها
بإبعاد القوات الإيرانية إلى أبعد من 80 كيلومترا عن حدود إسرائيل في هضبة
الجولان".
وختمت
الصحيفة بقولها إن "الأسد أيضا سيضطر إلى الاعتماد على أمريكا وإسرائيل
وروسيا، التي في أكثر من مناسبة أوضحت بأن مصالحها في سوريا غير متعلقة بنظام هذا
الشخص أو ذاك، أي إن الأسد بالنسبة لها يمكن أن يذهب"، وفق "هآرتس".
وكانت الولايات المتحدة أعلنت الأسبوع الماضي أن مستشارها للأمن القومي جون بولتون، سيلتقي بنظيريه الإسرائيلي والروسي بمدينة القدس المحتلة في حزيران/ يونيو الجاري، دون ذكر تفاصيل عن الاجتماع، الذي يأتي في وقت يتصاعد فيه التوتر بين واشنطن وطهران.