هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تناولت صحيفة
إسرائيلية، الأزمة التي تعصف بإيران والخليج العربي بسبب العقوبات الأمريكية
"الحادة" التي تسعى طهران للتخلص منها.
وأكدت صحيفة
"يديعوت أحرنوت" في افتتاحيتها التي كتبها معلقها العسكري، أليكس
فيشمان، أن "إيران ليست دولة انتحارية"، موضحة أنه "من خلف كل خطوة
يتخذها النظام الإيراني تقف حسابات الربح والخسارة، وبالتالي فان هذه الأزمة
ستنتهي بالحوار".
وأضافت: "ومع
ذلك، فلا أحد في الغرب يفهم بالضبط ما الذي يدور في رؤى آيات الله وإلى أي نقطة
تصعيد ستكون إيران مستعدة أن تصل"، منوهة أنه "لدى الاستخبارات الغربية
أكثر من طرف خيط حول نوايا الإيرانيين عندما ينشرون صواريخ بحر بحر على سفن الحرس
الثوري وصواريخ أرض بحر على طول الخليج بهدف خلق أزمة عسكرية في الخليج، ولا سيما
في مضيق هرمز".
ورأت الصحيفة، أن
"الخطوة الأمريكية الحالية هي خطوة ردعية، كما أن حشد القوة الأمريكية في
الخليج لا يدل على نية لاجتياح إيران بل على الإشارة لها بأن تتراجع عن فكرة
ممارسة ضغط عسكري على مسارات النفط، مما من شأنه أن يحدث أزمة طاقة عالمية ويضغط
على الولايات المتحدة لإلغاء العقوبات".
وبناء على
"المعلومات الاستخبارية الأمريكية تجري واشنطن من خلف الكواليس في الأيام
الأخيرة حوارا مكثفا مع حلفائها، الذين من شأنهم أن يتضرروا من ارتفاع أسعار
النفط"، وفق "يديعوت" التي قالت: "ينشأ تلميح بهذه الاتصالات
مثلا من بيان حكومة فرنسا الذي يؤيد الموقف الأمريكي، كما أن وزير الخارجية الروسي
لافروف أعلن الأسبوع الماضي بأن التهديدات الإيرانية غير معقولة".
وأوضحت الصحيفة، أنه
"من المعقول جدا الافتراض بأن إسرائيل توجد في دائرة المشاورات ولا سيما في
كل ما يتعلق بالحالات وردود الأفعال؛ أي هل ستحول طهران الأزمة إلى أزمة عسكرية
إقليمية أم سيكتفون بأزمة محدودة في الخليج".
إقرأ أيضا: عشية لقاء مع بومبيو.. قادة أوروبيون يحذرون من نزاع مع إيران
وأكدت أنه "في
حال تجاوزت الأزمة الإيرانية هذه الحدود، فإن ما لا يبدو معقولا في الوضع الحالي،
من شأنه أن ينزلق إلى عنف في المنطقة".
وذكرت أن "إيران
في الأزمة الحالية تجد نفسها معزولة، وأوروبا التي تقرأ الخريطة الاقتصادية خانتها
منذ الآن؛ فحجم التجارة بين أوروبا والولايات المتحدة يصل إلى تريليون دولار في
العام، أما مع إيران فإن حجم تجارتهم يصل لنحو 30 مليار دولار في العام، وهنا يتضح
استنتاج أن أوروبا؛ ستلقي بإيران جانبا".
ونبهت
"يديعوت" أن "الوثيقة رقم 12 لوزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو،
تطالب بمعالجة شاملة لإيران كدولة لا تبني فقط قوة نووية بل تدعم الإرهاب بما يخلق
عدم استقرار في كل الشرق الأوسط".
وبينت أن الهدف من
وراء "العقوبات الأمريكية الحادة" على إيران، هو "بناء اتفاق
جديد"، معتبرة أن الضغط الأمريكي يفعل فعله بسرعة؛ فـ 40 في المئة نسبة
التضخم المالي في إيران، وانهيار العملة المحلية، بنسبة هوبط نحو 60 في
المئة".
وأفادت بأن
"إسرائيل تحافظ على الصمت، باستثناء قول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل
بضعة أيام؛ أن إسرائيل لن تسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي".
ولفتت إلى أنه
"أثناء المهلة الإيرانية التي حددت بـ 60 يوما، من الممكن أن تقع في الشرق
الأوسط خطوة دراماتيكية أخرى في شكل مبادرة أمريكية لتسوية فلسطينية - إسرائيلية،
بتعاون مع العالم العربي (صفقة القرن)"، مؤكدة أنه "سيكون لهذه الخطوة
السياسية تأثير على سلوك واشنطن تجاه طهران".
وقدرت الصحيفة
العبرية، أن "إيران في ورطة؛ فهي لن تخرج عن الاتفاق لنزع السلاح النووي، لأن
هذا يعد بمثابة إعلان حرب، كما أنها لن تخرج من الاتفاق النووي، لأن هذه هي
الوثيقة الوحيدة التي لا تزال تعترف بحقيقة أنه بوسع إيران في المستقبل أن تتسلح
بسلاح نووي".
وخلصت الصحيفة، إلى أن
"إيران ستقوم على مدى 60 يوما باستعراض للعضلات، وفي النهاية سيتعين عليهم أن
ترفع الهاتف للبيت الأبيض؛ إلا إذا فقد آيات الله عقله.