هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت مستشرقة إسرائيلية إن "المساعي الأمريكية لإعلان جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي يتطلب منا التذكر دائما أن هذه الجماعة هي الجد والجدة لتنظيمات القاعدة والدولة، وهو التنظيم الذي أنجب محمد مرسي الرئيس المصري السابق خلال حقبة الربيع العربي في عام 2011، حيث تحوز الجماعة على نصيب وافر من الاهتمام في العالم العربي".
وأضافت شمريت مائير، الخبيرة الإسرائيلية في الشؤون العربية، في مقابلة مع صحيفة معاريف، ترجمتها "عربي21"، أن "الدعوات الأخيرة في الولايات المتحدة للإعلان عن الإخوان المسلمين جماعة إرهابية تعبير عن وجود شخصيات في الإدارة الأمريكية لا تحب هذه الجماعة، كما أنها ليست دعوات طارئة جديدة".
وأوضحت مائير، رئيسة تحرير موقع المصدر الإسرائيلي الناطق بالعربية، أن "المراجعة الإسرائيلية لحقبة الرئيس السابق باراك أوباما شهدت علو الصوت داخل الإدارة الأمريكية في بحث هذه الجماعة، وتصنيفها، على اعتبار أنها ظهرت آنذاك حركة معتدلة تمثل ظاهرة الإسلام السياسي التي ترحب بإجراء الانتخابات، بعكس توجهات تنظيمات القاعدة وداعش".
وأشارت إلى أن "وزير الخارجية السعودي عادل الجبير كان الأكثر دقة في توصيف هذه الجماعة، حين قال حرفيا أن الإخوان المسلمين هم الأجداد المؤسسون لتنظيمات داعش والقاعدة، مع أن هناك شخصيات بارزة من الإخوان المسلمين يظهرون بصورة دائما في أوساط الرأي العام الأمريكي".
وأضافت أن "الإخوان المسلمين ينطلقون من فرضية مفادها أن الإسلام هو الحل لكل مشاكل الحياة، خاصة في القضايا الاجتماعية، والجماعة تقترب جدا من الطبقات الاجتماعية الضعيفة، وتنجح في توفير الحلول والإجابات لكل مشاكلهم الحياتية".
وأشارت إلى أن "النقاش الدائر في واشنطن اليوم حول تصنيف الجماعة مرتبط بنقاش مثيل في الشرق الأوسط، ومن أجل الوصول إلى حسم للنقاش بأنها تنظيم إرهابي أم لا، يجب أن تمر هذه العملية القانونية بمراحل دستورية وإجرائية، سواء بمرورها عبر الكونغرس أو مجلس الشيوخ، ثم تصل أخيرا إلى المحكمة والمنظومة القضائية، وهذه عملية معقدة جدا".
وكشفت أن "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يضغط على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ لأنه يرى أنه بعد كل ما قام به خلال السنوات الماضية، فما زال الإخوان المسلمون يشكلون تهديدا عليه، ويعتبرون ظاهرة قوية في مصر، وكذلك السعوديون يرون أنهم مهددون من هذه الجماعة".
وختمت بالقول إنه "في حال دخل أفراد وعناصر الإخوان المسلمين أي عملية انتخابية، فإنهم يفوزون فيها، ولذلك فإن النقاش حول تصنيف الإخوان المسلمين يحوز على نصيب وافر من مداولات الرأي العام الأمريكي، فالليبراليون يدينون الجماعة، وهناك الجانب الثاني من الخارطة الحزبية ممن يدعمون الجماعة، مع العلم أنه لا أحد يملك عقلا يمكن أن يدافع عن الإخوان المسلمين".