هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طالب نشطاء وخبراء استراتيجيون رئيس نظام الانقلاب العسكري بمصر عبد الفتاح السيسي، بالإعلان عن نتائج العملية العسكرية سيناء 2018، التي بدأت قبل 14 شهرا، وما زالت نتائجها غامضة، مثل أهدافها، مؤكدين أن السيسي يستخدم سيناء لتنفيذ مخططات خاصة به، على الصعيدين الدولي والمحلي.
وأكد المختصون الذين تحدثوا لـ "عربي21" أن يوم الخامس والعشرين من نيسان/ إبريل الجاري، يوافق الذكرى 37 على تحرير سيناء من المحتل الإسرائيلي، إلا أنها أصبحت تحت احتلال جديد، لكنه هذه المرة لم يكن خارجيا، وإنما كان من الداخل نتيجة التدمير الذي لحق بمدن وقرى شمال سيناء على يد الجيش المصري.
وأكد الخبراء أن عملية سيناء 2018 كانت مناسبة جيدة للسيسي للتخلص من زملائه العسكريين، الذين شاركوه في الانقلاب العسكري ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي، كما كانت العملية سببا في التقارب الكبير بين السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي ترامب، وهي العلاقات التي تطورت على حساب أبناء سيناء.
ويأتي احتفال سيناء بالذكرى 37 من تحرير كامل أراضيها من الاحتلال الإسرائيلي، في وقت أكد فيه نشطاء سيناويون أن العملية العسكرية "سيناء 2018" التي بدأت في 9 شباط/ فبراير 2018، ما زالت تعزل المحافظة عن الدولة الأم، نتيجة القيود الصارمة على عمليات السفر منها وإليها.
سجن مفتوح
ويؤكد الناشط السيناوي فراج العريشي لـ "عربي21"، أن سيناء تحولت لسجن مفتوح يقبع تحت قبضة المخابرات الحربية والأمن الوطني، وأن كل ما يردده إعلام السيسي، بحدوث تنمية اقتصادية وحدوث استقرار الأمني، غير حقيقي، حيث تعاني المحافظة من شلل واضح في كل أوجه الحياة.
ويوضح العريشي أن حدوث عمليات ضد قوات الجيش والشرطة، ليس بالضرورة أن يكون من أتباع ولاية سيناء، وإنما في بعض الأحيان يكون من العائلات التي تعرضت لظلم كبير، نتيجة الاعتقالات والقتل العشوائي الذي حدث لأبنائها، ما جعل العلاقة سيئة للغاية بين المواطنين وقوات الجيش والشرطة، على عكس الوضع في الماضي، حيث كانت العلاقة متوترة مع الشرطة وجيدة مع الجيش.
وعن عمليات التهجير، يضيف الناشط السيناوي قائلا: "عمليات التهجير كانت مخططة ومدروسة، والهدف منها عمل سياج طبيعي لحماية إسرائيل، وضمان قطع خطوط الاتصال الخاصة بالمقاومة الفلسطينية عن طريق الدروب والأنفاق، من وإلى قطاع غزة، وهي الإجراءات التي تؤكد أن عودة أهالي المناطق التي تم إخلائها في رفح والشيخ زويد والقرى المحيطة بها، أصبح مستحيلا".
تصفية حسابات
وعلى الصعيد العسكري، يؤكد الخبير الاستراتيجي اللواء عادل الحوبي لـ "عربي21"، أن الحكم بنجاح أو فشل العملية العسكرية بسيناء لن يكون دقيقا في ظل المعلومات والبيانات العسكرية التي يصدرها المتحدث العسكري، لأنها في النهاية تعبر عن وجهة نظر واحدة، نتيجة عزل سيناء عن العالم الخارجي لأكثر من عام ونصف، كما أن أهداف العملية نفسها لم يتم الإعلان عنها في البداية، وبالتالي فإن الحكم على نجاح العملية أو فشلها دون مقارنتها بالأهداف التي تم وضعها في البداية لن يكون دقيقا.
ويرى الحوبي أن السيسي استخدم عملية سيناء في تصفية زملائه بالمجلس العسكري، الذين شاركوه في تنفيذ الانقلاب ضد الرئيس مرسي، خاصة الذين كانوا يتولون قيادة الجيوش والأسلحة الهامة، وبمن فيهم وزير الدفاع صدقي صبحي، مشيرا إلى أن السبب الذي تم الترويج له داخل صفوف الجيش عن عزلهم أنهم فشلوا في العملية العسكرية بسيناء، وبالتالي تم التخلص منهم الواحد تلو الآخر.
وعن وضع سيناء بعد 37 عاما من تحريرها، يؤكد الحوبي أن نظام السيسي لعب في سيناء لصالح إسرائيل، واستغل سيناء في توطيد علاقته بنتنياهو، وحقق له الكثير من الإنجازات التي لم يكن يحلم بها، هو ما دفع الأخير للقيام بدور بارز في توثيق العلاقة بين السيسي وترامب، الذي دعمه بشكل واضح في التعديلات الدستورية الأخيرة، ومنحه مساحة حركة كبيرة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ويضيف الخبير الاستراتيجي قائلا: "تعامل السيسي مع أبناء سيناء لم يختلف عن تعامله مع باقي أطياف الشعب المصري المخالفة له في التوجه، وما قام به في مجزرة رابعة العدوية وغيرها تم تكراره بأشكال مختلفة في سيناء طوال الأعوام التي أعقبت الانقلاب، وإن كانت حدتها زادت بشكل كبير مع العملية التأديبية وليست العسكرية، التي استخدم فيها السيسي أكثر من ثلث قوات الجيش بحجة محاربة الإرهاب".
وعن ارتباط العملية العسكرية بصفقة القرن، يوضح الحوبي أن المعلومات المتداولة بأن سيناء خارج الصفقة ليس معناه أنها لم تكن ضمن الصفقة، وأن استبعادها -وفق التسريبات الأخيرة- لا يعني أنها ليست ضمن سيناريوهات أخري مرتبطة بالصفقة، موضحا أن الجانب المصري عرض بالفعل على الفلسطينيين تصورا لعملية تبديل الأراضي مع غزة، وهو ما كان سببا في أن يصرح رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، قبل أيام برفضهم لهذه الأطروحات.