هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال خبير عسكري إسرائيلي إن "الحرب القادمة مع حزب الله ستشهد إخلاء تجمعات استيطانية، لا سيما تلك المحاذية للحدود اللبنانية؛ لأن ذلك يوفر لحماية للإسرائيليين من جهة، ومن جهة أخرى يفسح المجال أمام الجيش لتنفيذ عملياته بأريحية عسكرية وميدانية كاملة".
وكشف
أمير بوخبوط في مقابلة مع الجنرال يوآل ستريك قائد المنطقة الشمالية بالجيش
الإسرائيلي، أن "حزب الله بنى ثلاثة أركان للحرب القادمة ضد إسرائيل: أولها خلايا
دفاعية من مئة قرية وبلدة لبنانية في جنوب لبنان قريبة جدا من الحدود الإسرائيلية،
لمهاجمة الجيش الإسرائيلي في حال تعمق داخل الأراضي اللبنانية".
وأضاف
أن "الركن الثاني في استعدادات الحزب للحرب المقبلة تشمل منظومة نارية تقدر
بمئة ألف صاروخ وقذيفة بمديات مختلفة قادرة على استهداف مواقع إستراتيجية في قلب
الجبهة الداخلية، وثالثها القدرات الهجومية المتطورة للحزب بهدف احتلال مناطق من الجليل
شمال إسرائيل".
وأضاف
ستريك الذي يستعد لإنهاء مهامه، والانتقال لقيادة سلاح المشاة، في حواره مع موقع
ويللا الإخباري، وترجمتها "عربي21"، أن
"رئاسة هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي ما زالت تعتبر التهديد القادم من
بلاد الأرز خلال العقدين الأخيرين هو الأكثر خطورة وتدميرا من بين التهديدات
القادمة من الجبهات الأخرى في ضوء تنامي قدرات حزب الله العسكرية".
وأحصى
ستريك قدرات حزب الله بالقول إنها "تتركز في تحديه للتفوق الاستخباري الذي
يحوزه الجيش الإسرائيلي، والتشويش على العمليات البرية للجيش، وافتتاح حرب السايبر
ضد المنظومة التكنولوجية الإسرائيلية، وتوسيع رقعة تهديدات القذائف الصاروخية
المتقدمة، وتحسين قدراته الدفاعية الجوية".
وأضاف
أن "الحزب يسعى لزيادة استخدام الطائرات المسيرة دون طيار التي تخترق
الأجواء الإسرائيلية قد تحمل انتحاريين، وزيادة الاستثمار في قدراته البحرية، كما يسعى
الحزب لإرسال 400-500 مقاتل من صفوفه لمفاجأة الجيش الإسرائيلي لمنطقة المطلة
الحدودية مع لبنان، والمس ببنى تحتية إستراتيجية، ورموز الدولة الإسرائيلية".
وأوضح
أن "الحرب القادمة مع لبنان ستكون دامية، ليس لدي شكوك بأن الجبهة الشمالية
ستتلقى ضربات نارية هائلة، خاصة في المناطق الحدودية من التجمعات الاستيطانية
والمواقع العسكرية والبنى التحتية، انطلاقا من قرار الحزب بتفعيل قوة وكثافة نارية
غير مسبوقة، بما سيكون مختلفا عما عاشته الجبهة الجنوبية في حرب الجرف الصامد في
غزة 2014".
وأشار إلى أنه "ليس مفيدا الدخول بتفاصيل حرب لبنان الثالثة؛ لأنه يجب الاحتفاظ بمفاجآت،
فالحزب تنظيم جدي يقرأ كل شيء، لكن الحرب القادمة ستكون مختلفة كليا في استهداف
البنى التحتية اللبنانية السياسية التي تدعم الحزب، صحيح لن نقصف المستشفيات أو
التجمعات السكانية، وإنما مقار إعلامية وكهرباء وجسورا، وعدم التفريق بين الحزب والدولة
اللبنانية، إستراتيجيتنا في 2006 كانت خاطئة لأننا فرقنا بين الجانبين".
وأكد
أن "إخلاء التجمعات الاستيطانية بحاجة لقرار مهني موضوعي، رغم أن السياسيين الإسرائيليين
سينظرون لهذه الخطوة على أنها خسارة أمام العدو، لكن يجب تحضير خطط معدة سلفا قبل اندلاع
الحرب، خطط واسعة النطاق، على أن يتم اتخاذ هذا القرار الحرج والخطير في لحظة بدء
المعركة، عبر منظومة تنسيقية بين قيادة الجبهتين الشمالية والداخلية التي تسمح
للقائد العسكري بإخلاء ما يراه مناسبا من التجمعات الاستيطانية".
وختم
بالقول إنه "ليس هناك من سبب في الوقت الذي يتحضر فيه العدو لاحتلال مناطق من
إسرائيل نواصل إبقاء المستوطنين في خط الدفاع الأمامي، هذا ليس صحيحا، ولذلك فإن الخطوة
الأولى هي الانسحاب إلى الخلف خلال وقت قصير جدا".
وأكد
أنه "رغم أن إجراءات الجبهة الداخلية أكثر تحصينا مما كان عليه الحال في حرب
لبنان الثانية 2006، لكنه مع ذلك ليس مثاليا أو نموذجيا كما نسعى لذلك، ما زالت
هناك فجوات بحاجة إلى جسرها".