هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي خبير في الشؤون العربية، إن "مرور أربعين عاما على اتفاق كامب ديفيد للسلام بين إسرائيل ومصر مناسبة ملائمة لإجراء كشف حساب للجانبين، وللإجابة عن سؤال (كيف نجحنا ولماذا فشلنا؟) لأن مرور العقود الأربعة لم تبق من الاتفاق شيئا سوى حلف عسكري يرتقي يوما بعد يوم".
وأضاف جاكي خوجي في مقاله بصحيفة معاريف ترجمته "عربي21" أن "أحدنا لا يتخيل في يوم من الأيام كيف يمكن لأي من الدولتين مصر وإسرائيل ألا تحتاجا لهذا الحلف العسكري؟ لأنه لم يظن إسرائيلي واحد عام 1977 أن نفقد حليفا إقليميا كبيرا مثل إيران بسبب نشوب ثورة الخميني، ثم نحصل على مصر برئاسة السادات".
وأوضح أنه "كما كانت إيران آنذاك جنة الإسرائيليين، حيث خطوط طيران مباشرة، وسفارة إسرائيلية في طهران، وتعاون كامل في مجالات السياحة والبنى التحتية والزراعة والأمن، فإن مصر آنذاك كانت الأكثر قسوة علينا من بين أعدائنا، حيث لم تجف بعد دماء قتلى حرب أكتوبر 1973، من ظن آنذاك أن تنقلب الصورة لينشأ اتفاق سلام بين القاهرة وتل أبيب، ويصمد كل هذه السنين".
وأشار خوجي، محرر الشؤون العربية في الإذاعة العسكرية الإسرائيلية، إلى أن "هذه المناسبة شكلت فرصة ثمينة لجميع مراكز الدراسات والأبحاث الإسرائيلية لإحياء هذه الذكرى، ومعرفة جميع جوانبها، من حيث النجاحات والإخفاقات، بمشاركة باحثين وسفراء وصحفيين يقدمون إفاداتهم حول هذا الاتفاق، كما وصل ضيوف مصريون ليسوا رسميين، بل وصلوا بصفة شخصية".
وأضاف أن "اللافت أن الساحة المصرية لم تشهد مثل هذه الفعاليات لإحياء ذكرى اتفاق كامب ديفيد، ولم تعرف القاهرة سوى احتفال متواضع للسفارة الأمريكية لهذه المناسبة، وهكذا يتضح لنا اليوم أن إسرائيل بالنسبة لمصر هي الضفدع الذي يتحتم عليها تجرعه مرة في الشهر، فهي ليست شقيقة ولا صديقة، بل في أحسن الأحوال شريكة تجارية".
اقرأ أيضا : اعتراف إسرائيلي خطير عن الانقلاب على مرسي.. تفاصيل
وشرح قائلا إن "المواطن المصري الذي يريد زيارة إسرائيل يتوجب عليه الحصول على تصريح أمني خاص من السلطات المصرية، وبالعادة يتم رفض طلبه، حتى إن أي شخصية مصرية تريد الوصول لإسرائيل كسياسي يريد إجراء مقابلة صحفية، أو طالب يستكمل دراساته العليا، أو مدرب كرة يريد التعرف على عالم الرياضة الإسرائيلية".
وأوضح أن "هؤلاء تصلهم مكالمات هاتفية يصعب رفضها، وهي من جهات الأمن المصرية التي تطلب منهم إلغاء الزيارة لإسرائيل، وفي حال وافقوا له على الزيارة يخضع بعد العودة لمصر لجولات تحقيق مكثفة".
وأكد أنه "بعد أربعين عاما يبدو أن مصر لا تسمح لإسرائيل بأن يكون لها موطئ قدم في العالم العربي من خلال التطبيع، لأنها ترى أنها البوابة الأساسية لهذا الاختراق الإسرائيلي للمنطقة، ولذلك فقد أغلقته منذ 40 عاما، وتمثل ذلك بمقاطعة ثقافية فنية اجتماعية سياسية أكاديمية".
وزعم قائلا إن "النتيجة أن المصريين خسروا من عدم تطبيع علاقاتهم مع إسرائيل، فلم يحصلوا على عشرات الآلاف من تصاريح العمل داخل إسرائيل، وعدم التعاون التكنولوجي، ولم تحضر الاستثمارات الإسرائيلية في الصناعات المصرية، أو إفساح المجال للمصريين للصلاة في الحرم القدسي".
وأشار إلى أن ذلك يحصل "رغم أن الدبلوماسيين الإسرائيليين يبلغوننا أن التواصل مع مصر حاليا وصل ذروته بصورة غير مسبوقة، لكن هذا وهم، صحيح أن الجنرالات من كلا الجيشين والأجهزة الأمنية في الجانبين يلتقيان بصورة دورية، كما أن علاقات عبد الفتاح السيسي وبنيامين نتنياهو لم تشهد تطورا وتحسنا عن ذي قبل".
وختم بالقول إنه "في الاهتزازات المصرية في السنوات الأخيرة، كانت إسرائيل الجارة الوحيدة التي قاتلت مع مصر كتفا بكتف، واليوم يتمثل المشهد الأكثر وضوحا في اتفاق السلام المصريالإسرائيلي في المجال الأمني، فالمصريون يعطون الإسرائيليين معلومات، وهم يحصلون على معلومات بالمقابل".