هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أجبر نظام الانقلاب العسكري في مصر آلاف المصريين على التواجد أمام مراكز الاقتراع في اليوم الأول للاستفتاء على التعديلات الدستورية المثيرة للجدل.
وفتحت لجان الاستفتاء أبوابها السبت، ولمدة 3 أيام للتصويت على التعديلات التي يحق التصويت عليها لـ 61 مليونا و344 ألفا و503 ناخبين، بنحو 10 آلاف و878 مركزا انتخابا، و13 ألفا و919 لجنة انتخابية، بإشراف 15 ألفا و324 قاضيا يعاونهم حوالي 120 ألف موظف.
"رشاوى انتخابية"
وقالت ناخبات لـ"عربي21"، إن عضوا بحزب "مستقبل وطن"، بمدينة بدر شرق القاهرة، والتي جمعت منهن صور بطاقات الرقم القومي ومن عدد كبير من الموظفات الحكوميات وربات البيوت، قبل أسابيع مع وعد بمكافأة مالية؛ شددت عليهم بالنزول في اليوم الأول.
وأضافوا أنها هددتهم بأنه من لم تشارك باليوم الأول فلن تأخذ "بون" مكافأتها، وأكدت عليهن أنهن عقب التصويت مباشرة يذهبن لمقر أحد مكاتب العقارات والسمسرة ليحصلن على 150 جنيها من صاحب المكتب عضو حزب "مستقبل وطن".
وأكدت ربة منزل أنها بالفعل قامت بالتصويت وذهبت لمكتب السمسار لتجد مئات من السيدات يتعاركن على أسبقية الحصول على تلك الأموال، وبعد مشادات بين النساء قام أحدهم بتوزيع مبلغ 100 جنيه فقط بعد أن تأكد من وجود الحبر الفسفوري بإصبعها.
وكشفت إحدى السيدات أن عضو حزب "مستقبل وطن" المقرب من جهات سيادية أكدت لها أن هناك سباقا بين مقار الحزب بكل أنحاء البلاد على حشد العدد الأكبر من الناخبين وخاصة باليوم الأول.
"الحشد عنوة"
وفي نفس السياق، أكد صاحب محل تجاري بمدينة الخصوص المنطقة الشعبية بمحافظة القليوبية، أنه بعد ظهر السبت قام ضابط من قسم شرطة الخصوص ومعه قوة من الأمناء والعساكر بجمع المواطنين عنوة من الشارع ومن المحال التجارية والمقاهي، وأمروهم بغلقها والتوجه لمقر الاستفتاء.
صاحب المحل الذي رفض ذكر اسمه أكد لـ"عربي21"، أنه أثناء سيرهم أمام قوة الشرطة متوجهين نحو لجنة التصويت رفض أحد المواطنين تنفيذ أمر الضابط، وقال له: "مش فاضي"، فما كان من الضابط إلا أن عنفه بشدة وبصوت عال وهدده أمام الجميع وأخذ بطاقة الرقم القومي منه، وقاله له: تعالى إلى القسم كي تستردها.
"حضور بالمدن وغياب بالريف"
وبدا واضحا الحضور أمام لجان الانتخابات من النساء والرجال بالمناطق الشعبية بالقاهرة وسط غياب ملفت للانتباه للناخبين بالقرى.
وأكدت ناخبة من منطقة الساحل بالقاهرة لـ"عربي21"، أن من يقومون بالتصوير حرصوا على إظهار طول الصفوف وعدد الناخبين بها، في الوقت الذي لا تتحرك فيه الصفوف حيث يتوقف إدخال الناخبين للجان حتى ينتهي التصوير.
وقال شاهد عيان بأحد قرى الشرقية، إنه نظرا لضعف الإقبال، قام أنصار النظام وأعضاء حزب "مستقبل وطن" بتأجير سيارات تجوب الشوارع وتذهب للعزب والكفور المجاورة لنقل النساء للجنتي الانتخابات الفرعية بالقرية.
وأضاف لـ"عربي21"، أنه لم يتم الاكتفاء بذلك بل طافت سيارة تابعة لجهاز الخدمة الوطنية تحمل لحوما أرجاء القرية، وتم النداء على الأهالي عبر مكبرات الصوت بالمساجد لإعلامهم بقدوم سيارة اللحوم وأنها بأسعار مخفضة.
وفي مفارقة غريبة شهدت بعض اللجان بمنطقة فيصل بالجيزة، حضور طواقم طبية لحملة "100 مليون صحة" لتحليل فيروس سي وحث الناخبين على الاطمئنان على صحتهم خلال الإدلاء بأصواتهم على التعديلات الدستورية، حسب مواقع مصرية.
"حضر الرقص.. وغاب عن الشاشة"
ورغم ظهور مشاهد الرقص عبر مواقع التواصل الاجتماعي أمام اللجان والتي تنتقدها المعارضة؛ إلا أن فضائيات النظام الحكومية والخاصة تجاهلتها تماما.
لكن المثير أيضا هو رقص الرجال من كبار السن والشباب أمام اللجان.
"منتقبات النور"
كما حرص حزب النور على الحضور بالصورة، وظهرت المنتقبات بالزي الأسود حاملات لافتات الحزب المؤيدة للتعديلات، وكذلك أعضاء الحزب الملتحين بشكل بارز أمام الكاميرات.
وكان لافتا ظهور بعض المعممين من خريجي الأزهر الشريف والدعاة والخطباء بوزارة الأوقاف أمام اللجان، حيث حرص التليفزيون المصري على إظهارهم بشكل خاص.
"إقحام الأطفال"
وأظهر مقطع فيديو لتصويت وزيرة التعاون الدولي سحر نصر، بالاستفتاء على التعديلات برفقة حفيدتها، وحرصت الوزيرة على طبع الحبر بعد تصويتها على إصبع الصغيرة وتصويرها.
"المسنون وذوو الاحتياجات"
وحرص الإعلام على نقل مشاهد المسنين والعجائز أمام اللجان، كما عرض مشهد لقاض يخرج من لجنته الانتخابية من أجل تصويت سيدة عجوز.
ونقل مقطع لشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة بمنطقة شبرا بالقاهرة وهو يحبو على يديه ليدخل لجنته الانتخابية للتصويت، فيما اعتبرها معارضون مفتعلة لأن الشاب ظهر على جهاز المشي الخاص به داخل اللجنة ثم تمت إعادة تصويره وهو يحبو للدخول للجنة ثم الخروج منها وقيام فرد شرطة بمساعدته لركوب دراجته.
كما حرص بعض الفنانين على الظهور للكاميرات أثناء التصويت مثل الفنانة لبلبة، ونبيلة عبيد، وروجينا، والمخرجة ساندرا نشأت، والمعني محمد ثروت، وحكيم.
وانتقد بعض الناخبين ظهور حالة من البذخ أمام اللجان ووضع سرادقات وفراشة أمام اللجان تتكلف آلاف الجنيهات.
"السيسي.. والطيب.. وابنة بركات"
وكان لافتا أيضا تصويت قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، بمدرسة بمصر الجديدة أطلق عليها اسم أحد ضباط الشرطة، وبلجنة تترؤستها القاضية مروة هشام بركات ابنة النائب العام السابق، وإدلاء شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب، بصوته بنفس المدرسة.
"أقل من واحد بالمئة"
وحول مؤشرات التصويت، قال الباحث بدراسات الإعلام والرأي العام مصطفى خضري: "ما معنى وجود خمسين ناخبا أمام كل مقر انتخابي؟"، موضحا أن "عدد المراكز الانتخابية يبلغ 10878 مقرا انتخابيا، وعدد الناخبين المقيدين بالجداول الانتخابية 61 مليونا و344 ألفا و503 ناخبين، ومتوسط عدد الناخبين بكل مقر انتخابي 5640 ناخبا".
وأكد أن "وجود صف مكون من خمسين ناخبا أمام كل مقر انتخابي يحقق حجم ناخبين قدره 50×10878= 543900 ناخب وهو ما يقل عن واحد بالمئة من حجم المقيدين بالجداول الانتخابية".