علقت صحيفة "الغارديان" في افتتاحيتها على انتخاب رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو لفترة خامسة، قائلة إنه دليل على مضي إسرائيل في الطريق الخطأ.
وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "
عربي21"، إن "انتصار نتنياهو مدهش في ضوء الاتهامات الموجهة إليه بالفساد وعدد كبير من الأعداء، فرغم إشارة الاستطلاعات الأولية إلى أن غالبية الناخبين الإسرائيليين يريدون التخلص منه، إلا أن (الملك بيبي) احتفظ بعرشه، ومع أن منافسه الرئيسي بيني
غانتس حصل على عدد متقارب من المقاعد في الكنيست، إلا أنه اعترف بالهزيمة، وبأن رئيس الوزراء الحالي في موقع أفضل منه لتشكيل ائتلاف حكومي".
وترى الصحيفة أن "نتائج
الانتخابات الإسرائيلية تؤكد ما نعرفه، أولا، أن نتنياهو رجل يملك قدرات سياسية غير عادية، وهو ما كان واضحا في تعهده بضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، ففي المرة الأخيرة التي خاف فيها من خسارة الانتخابات، فإنه حذر الإسرائيليين من العرب الذين تدفقوا إلى صناديق الاقتراع بأعداد كبيرة".
وتشير الافتتاحية إلى أن "حزب الليكود قام في هذه المرة بوضع كاميرات في مراكز الاقتراع العربية؛ بسبب مخاوفه من (التزوير الانتخابي)، وهو ما يشير إلى محاولة لقمع التصويت، ومنع العرب من الذهاب إلى مراكز الانتخاب، وبدا واضحا قدرته على عقد تحالفات مع حلفاء بغيضين، ولو احتفظ بها فلأن نتنياهو مستعد لتبني العنصرية والسياسيين اليمينيين".
وتلفت الصحيفة إلى أن "الأمر الثاني هو أن الانتخابات تؤكد أن إدارة
ترامب مستعدة لتقديم دعم غير مطلق وبحماس لليمين الإسرائيلي، فبعد أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وأنهى الدعم الأمريكي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، وبتوقيت جيد في أثناء الانتخابات اعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة في عام 1967".
وتنوه الافتتاحية إلى أن "الأمر الثالث، هو تقدم إسرائيل المستمر باتجاه اليمين، فقد قام نتنياهو، الذي تبني الخطاب الشعبوي، بزرع الانقسام لا رأبه، لكنه ليس الرجل الوحيد الذي يقف وراء هذا التحول، ففي كانون الأول/ ديسمبر قالت نسبة 73% من الإسرائيليين إنهم يريدون حكومة يمين- وسط".
وتفيد الصحيفة بأن "قائد الجيش السابق بيني غان، الذي لا يشبه نتنياهو، خاض السباق الانتخابي على أنه الرجل الذي لا يختلف عنه عندما يتعلق الأمر بالأمن، وكشفت الانتخابات الأخيرة عن حالة اليسار، الذي بدا مهمشا، بل فوضويا، ولم يحصل إلا على ستة مقاعد من 120 مقعدا في الكنيست".
وتقول الافتتاحية إن "السؤال هو عن السرعة التي سيتحرك فيها نتنياهو، وهناك من يرى أن فترته الخامسة ستشهد تقويضا لمؤسسات الدولة والمجتمع المدني، ويتوقع الكثيرون صفقة (حصانة مقابل الضم)، تحميه من المحاكمة وهو في مركز رئيس الوزراء، وقد يقتصر وعده على تطبيق القانون الإسرائيلي على الكتل الاستيطانية غير الشرعية في محاولة لترضية اليمين".
وتبين الصحيفة أن "نتنياهو يشعر أن لا شيء يقف أمامه لعمل ما يريد، فعندما سئل وزير الخارجية مايك بومبيو عما ستفعله الولايات المتحدة لو تحرك نتنياهو لضم المستوطنات فإنه رفض الإجابة، وأعلن ترامب من خلال تغريدة أن فوز نتنياهو يعني (فرصة جيدة) للسلام".
وتختم "الغارديان" افتتاحيتها بالقول إنه "رغم أنه لا أحد يعرف خطة ترامب ومحتوياتها، فإن المؤكد أنها ستجلب معاناة جديدة للفلسطينيين، والضرر الذي سيقوم به نتنياهو في ولايته الخامسة سيظهر لاحقا، لكن الطريق الذي يسير فيه معروف".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)