هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت، تقديرا استراتيجيا حول مستقبل مسيرات العودة في قطاع غزة، والتي انطلقت قبل عام.
وقد طرح التقدير في مقدمته تساؤلا جوهريا وهو، هل ترقى مسيرات العودة إلى مستوى أن تشكّل تحوّلا استراتيجياً في مسار المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، أم أنها مجرد متغيّر نضالي وسياسي عابر؟ وهذا التقدير هو محاولة لتقييم الدور الذي لعبته مسيرات العودة بعد مرور عام على انطلاقتها في مشروع المقاومة والتحرير الفلسطيني.
ووفق خلاصة التقدير الاستراتيجي الذي أرسلها المركز لـ"عربي21"، أكد بأنه على الرغم من إمكانية أن الإجابات على السؤال قد تتباين، إلا أنه من المؤكد أن المسيرات مثّلت تطوّراً نوعياً، ومحطة فارقة في الصراع مع الاحتلال الصهيوني، وكان لها تداعياتها وانعكاساتها المهمة فلسطينيا وإسرائيليا وإقليميا ودوليا.
وقد حاول التقدير، الذي يتزامن صدوره مع إحياء يوم الأرض والذكرى السنوية الأولى لانطلاق مسيرات العودة الكبرى، تقييم مدى نجاح المسيرات في تحقيق أهدافها، وقراءة السيناريوهات المتوقعة لمسارها المستقبلي.
اقرأ أيضا: هكذا قرأ الإسرائيليون الذكرى السنوية الأولى لمسيرات العودة
وبدأ التقدير الاستراتيجي بقراءة انطلاقة مسيرات العودة التي أتت متزامنة مع متغيّرات مهمة محليا وإقليميا ودوليا، والتي شكلت مبررات ودوافع لانطلاقتها وديمومتها وتصاعدها.
ومن أبرز تلك المعطيات:
- تزايد حدّة الحصار المفروض على قطاع غزة، وتفاقم انعكاساته الإنسانية والمعيشية، وتشديد السلطة الفلسطينية إجراءاتها العقابية بحق القطاع.
- مواصلة إدارة ترمب جهودها لتمرير مشروع "صفقة القرن" وفرضها على الشعب الفلسطيني.
- إصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، على قرار الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لـ "إسرائيل"، ومضي الإدارة الأمريكية قدما في تنفيذ قرار نقل سفارتها إليها، وبالتزامن مع ذلك السعي لشطب حق العودة عبر وقف الإسهام في تمويل وكالة الأونروا والضغط على دول أخرى لاتخاذ ذات الموقف.
- تصاعد خطير في مسار الاختراق والتطبيع الإسرائيلي مع العديد من الدول العربية.
- تزامنت مسيرات العودة مع الذكرى 42 ليوم الأرض، ومع مرور 70 عاما على نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948.
أهداف مسيرات العودة
أما بالنسبة للأهداف، فقد أشار التقدير إلى أن مسيرات العودة بدأت كفكرة شبابية نضالية سلمية، بهدف تحقيق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى الأرض المحتلة سنة 1948.
كما ذكر بأن الأهداف تركزت في محاولة للضغط على الطرف الإسرائيلي، وعلى البيئة الدولية للتأكيد على التمسك بحق العودة، ولكسر لحصار وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة العربية والإسلامية.
كما هدفت هذه المسيرات حسب التقدير إلى مواجهة "صفقة القرن" واستحقاقاتها.
النتائج والتأثيرات
وقد حاول التقدير قراءة نتائج وتأثيرات مسيرات العودة، على المستويات الفلسطينية والإسرائيلية والإقليمية والدولية.
وبحسب التقدير، أسهمت فلسطينيا في تخفيف حدة الحصار عن قطاع غزة، وعززت مكانة المقاومة، أما إسرائيلياً فقد كشفت مسيرات العودة هشاشة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وأحرجت المسيرات موقف سلطات الاحتلال دولياً.
اقرأ أيضا: بعد عام على مسيرات العودة بغزة.. ماذا حقق الفلسطينيون؟
ومن ناحية إقليمية ودولية، فقد أحرجت مسيرات العودة الدول العربية التي تورطت بالتطبيع مع الاحتلال، ونجحت في تحقيق تعاطف وتفاعل دولي متزايد مع نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال.
معوقات وتحديات
وبالرغم مما حققته مسيرات العودة إلا أن التقدير الصادر عن مركز الزيتونة، يشير إلى مجموعة من المعوقات والتحديات التي واجهت هذه المسيرات مثال: قوة الاستهداف العنيف من قوات الاحتلال لمسيرات العودة، واستمرار الانقسام الداخلي الفلسطيني.
وكذلك، انحياز إدارة ترمب الصارخ لصالح الاحتلال الإسرائيلي، وضعف مستوى التفاعل والإسناد العربي الشعبي لمسيرات العودة، وضعف الموقف الرسمي العربي، والانقسامات العربية.
السيناريوهات المستقبلية
وعلى صعيد السيناريوهات المستقبلية فقد وقف التقدير على أربعة سيناريوهات وهي:
- استمرار الوتيرة الحالية للمسيرات مع تذبذب محدود صعوداً وهبوطاً.
- تصاعد المسيرات والمواجهة مع الاحتلال بصورة قوية.
- تراجع المسيرات وتوقفها دون تحقيق إنجازات مهمة فلسطينياً.
- نجاح الجهود المصرية في التوصل إلى اتفاق تهدئة طويل الأمد، ينهي الحصار المفروض على قطاع غزة.
وقد استفاض هذا التقدير في شرح ومناقشة ووصف هذه السيناريوهات وشروط تحققها، كما استعرض النتائج المتوقعة من كل سيناريو ليخلص في النهاية إلى ترجيح السيناريو الأول الذي يتوقع استمرار الوتيرة الحالية. وقد اختتم تقدير مركز الزيتونة بتقديم مجموعة من التوصيات التي قد تسهم في ترشيد صناعة القرار الوطني الفلسطيني.