نشر موقع "ميدل إيست مونيتور/ ميمو" تقريرا للصحافية يوفين برادلي، تقول فيه إن نائبة بريطانية من أصل
فلسطيني تخطط لوضع موضوع الدولة الفلسطينية والاعتراف بها أمام البرلمان البريطاني.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن النائبة
ليلى موران تخطط للتقدم بالمشروع يوم الجمعة، لافتا إلى أنها وصفت هذا المشروع بأنه أهم تشريع "شخصي وعاطفي" تتقدم به للنقاش؛ ليدفع الحكومة البريطانية للاعتراف بشكل رسمي بدولة فلسطين.
وتلفت برادلي إلى أن ليلى موران ترشحت عن الحزب الليبرالي الديمقراطي في المنطقة الانتخابية التي ظلت قاعدة لحزب المحافظين، وهي أوكسفورد ويست وأبنغدون، حيث حصلت على غالبية بعشرة آلاف صوت عام 2017، مشيرة إلى أن فوزها أرسل موجات من الصدمة داخل حزب المحافظين.
اقرأ أيضا: ليلى موران.. أول نائب بريطاني من أصل فلسطيني
ويقول الموقع إنها ستقوم بإرسال الموجات ذاتها من خلال المشروع الخاص بها بصفتها عضوا في البرلمان، وهو دفع الدولة البريطانية للاعتراف بفلسطين.
وينوه التقرير إلى أن موران كتبت مقالا نشر في المجلة الداخلية الخاصة في حزب المحافظين "ذا هاوس"، قالت فيه: "قبل أشهر، وفي أعقاب النكبة، كانت الصور المرعبة للقتلى والجرحى من الأطفال والنساء الفلسطينيين في كل مكان، ولم يكن العنف ضدهم مبررا أو مقبولا، وقد تحطم قلبي على فلسطين والفلسطينيين، ولدي عائلة هناك، وهذا جزء من هويتي".
وتورد الكاتبة نقلا عن موران، قولها إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب "التحريضي" بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، هو ما أضاف لمشاعر الظلم الحادة، وأضافت: "كان قراره وخطابه محفزا على العنف، وأظهر عدم احترامه للعملية السلمية وحل الدولتين وفلسطين".
ويفيد الموقع بأن موران، المرشحة بقوة لتولي قيادة حزب الليبراليين الديمقراطيين، أوضحت أن "بالمشاهدة من مكاني الثابت في مقعدي الأخضر، أشعر أنني مسؤولة لعمل ما أستطيعه، والمساعدة في إعادة الأمل للفلسطينيين، وأنا أسير في قاعات المكان الذي طبق قرار بلفور، وطوال السنوات شعرت أن
بريطانيا عليها واجب بناء على ذلك القرار، وأمامنا مسؤولية تاريخية للحديث بأن السلام لن يتحقق دون حل الدولتين، وطالما لم تكن هاتان الدولتان متساويتين فمن غير المعقول وضع المسؤولية على أكتافهم فقط".
وينقل التقرير عن موران، قولها إن "قرار ترامب نقل السفارة كان إشارة أخرى تذكرنا باللامساواة بين
إسرائيل وفلسطين.. وهو تذكير أيضا أن على بريطانيا استخدام صوتها في مجلس الأمن الدولي والمنابر الأخرى كلها للمساهمة في استئناف مفاوضات السلام القائمة على حل الدولتين والقدس كونها عاصمة مشتركة، وليست أمامنا مسؤولية فقط عن دورنا في وعد بلفور، لكن لتصحيح الأمور".
وتذكر برادلي أن موران انتقدت في المقال العملية السلمية التي قالت إنها "غير موجودة"، واتهمت المجتمع الدولي بالجهل إن لم يفهموا أن العملية السلمية أصبحت الآن "مغالطة"، واعتبرت أن المتطرفين على الجانبين يقوم بتعويق الأجندة للسلام، وانتقدت حركة حماس، التي قالت إن وجودها "يعرقل الحوار بشكل كبير"، لافتة إلى أن موران انتقدت في تشرين الثاني/ نوفمبر إدارة ترامب؛ لوقف المساعدات عن الأونروا، التي توفر التعليم والمساعدات لملايين اللاجئين الفلسطينيين.
ويشير الموقع إلى أنه مع محاولة أمريكا فرض "صفقة القرن" على الفلسطينيين، فإن موران دعت بريطانيا لاستخدام صوتها "لتعيد مظهر الأمل للفلسطينيين، ويمكننا إعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات، ويمكننا إعادة التوازن، لكننا نستطيع عمل هذا في حال اعترفنا بدولة فلسطين، فالقول إننا ندعم حل الدولتين دون الاعتراف بواحدة منهما سيكون نفاقا مثيرا للضحك، إن لم يكن هداما".
ويلفت التقرير إلى أن دولة فلسطين حصلت على وضع مراقب في عام 2012، واعترفت بها حتى الآن 137 دولة من بين 193 دولة من الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتورد الكاتبة نقلا عن موران، قولها إن الموافقة على مشروع القرار سيعبد الطريق أمام اعتراف متأخر بدولة فلسطين، وأضافت: "أنا فلسطينية.. هناك دولة فلسطين، وحان الوقت لتعترف بها الحكومة البريطانية".
وبحسب الموقع، فإن والدة موران رندا هي فلسطينية مسيحية من القدس، ولدى النائبة عائلة في مدينة رام الله في الضفة الغربية، وعمل والدها البريطاني دبلوماسيا أخذ العائلة حول العالم، مشيرا إلى أنها تتحدث أربع لغات بالإضافة للإنجليزية، وهي الفرنسية والعربية والإسبانية واليونانية.
ويختم "ميدل إيست مونيتور/ ميمو" تقريره بالإشارة إلى أن جدها واصف جوهرية كان كاتبا، وترك مذكرات عن فلسطين في العهدين العثماني والبريطاني، قبل أن يغادر فلسطين بعد إعلان إنشاء إسرائيل عام 1948.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)