هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بالتزامن مع احتفال العالم بيوم المرأة، يعاني قطاع كبير من النساء في مصر من انتهاكات حقوقية وإنسانية واجتماعية، واقتصادية، وخاصة المعتقلات منهن، وذوي المعتقلين في سجون السلطات المصرية منذ انقلاب تموز/ يوليو 2013.
كان آخر هؤلاء المعتقلات، عائشة الشاطر، وهدى عبد المنعم ( الستينية)، وسحر حتحوت، وراوية الشافعي، وعلياء إسماعيل، وإيمان القاضي، وإيمان مدبولي، وغيرهن وحرمانهن من أبسط حقوقهن.
وقبل أيام، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو مؤثر لأبناء عائشة خيرت الشاطر، التي تم اعتقالها وعدد من الحقوقيين، على رأسهم الحقوقية هدى عبد المنعم، و4 آخرين مطلع شهر شباط/ فبراير الماضي.
ونشرت "هدى خالد" ابنة المعتقلة الحقوقية الستينية، هدى عبدالمنعم، رسالة على وسيلة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تشكو فيها من حرمانها وإخوتها من لقاء والدتهم، منذ نحو شهرين، مؤكدة أنهم لا يعلمون شيء عنها، مطالبة بالسماح بزيارتها.
وفي منتصف شباط/ فبراير الماضي، حثت منظمة العفو الدولية، السلطات المصرية على رفع القيود القاسية والعقابية عن الزيارات العائلية للسجناء في أكبر سجنين بالقاهرة والإسكندرية.
وأكدت منظمة العفو الدولية، أن هذه القيود، على زيارة المعتقلين والمعتقلات، تنتهك القانون المصري والدولي، وتضر بالأوضاع النفسية والبدنية للمحتجزين وأقاربهم.
اقرأ أيضا: بيوم المرأة.. إحصاء جديد عن المعتقلات في مصر (إنفوغراف)
أعداد المعتقلات
ولا توجد إحصاءات رسمية بشأن عدد المعتقلات أو المختفيات أو اللائي تعرضن للسجن أو العنف أو الاغتصاب والتحرش، في ظل القبضة الأمنية الشديدة.
إلا أن آخر إحصائية بالأسماء، نقلتها الناشطة الحقوقية والسياسية، سوسن غريب عن الناشطة الحقوقية أسماء شكر، المعنية بملف المعتقلات في حركة "نساء ضد الانقلاب"، بلغ عدد المعتقلات نحو 84 إمرأة حتى الآن، بعضهم يقضي أحكاما بالمؤبد والمشدد.
وكشفت الحركة في وقت سابق، عن تعرض عدد كبير من النساء إلى أبشع الانتهاكات؛ المتمثلة في الضرب والسحل والسجن لمجرد تعبيرهن على آرائهن، إضافة إلى قتل العشرات من المصريات خلال مظاهرات سلمية وتعرضت أخريات للاختفاء القسري.
رسالة للمرأة
وفي هذا الصدد، كشفت الحقوقية والناشطة السياسية، سوسن غريب، التي تقيم في الولايات المتحدة، بعيدا عن بطش نظام السيسي، وتواجه مخاطر جمة حال عودتها لمصر، أن "عدد من أصدقائها، ورفقاء دربها في ثورة 25 يناير معتقلون الآن، وتعاني زوجاتهم وأمهاتهم وأخواتهم من حرمانهم من كل الحقوق".
ووجهت عبر "عربي21": رسالة "حب وتقدير للمرأة المصرية المعتقلة في سجون العسكر بمناسبة يوم المرأة"، مشيرة إلى وجود "أكثر من 70 سيده معتقلة، يمارس ضدهن كل أنواع التنكيل والقمع والتعذيب في السجون المصريه لمجرد إبداء الرأي".
اقرأ أيضا: في يوم المرأة.. مظاهرة بتركيا تضامنا مع سجينات سوريا
أكثرهن ظلما
وعلقت الدكتورة هند، شقيقة الشاب أبي بكر السيد عبدالمجيد، أحد الشباب التسعة، الذين نفذت فيهم السلطات المصرية حكم الإعدام، شباط/ فبراير الماضي، بالقول إن "للأسف المرأة العربية عموما والمصرية خصوصا تم حصرها في زاوية من الاهمال المتعمد وإيذائها بكل أنواع الظلم المعاصر".
وأضافت لـ"عربي21": "أن المرأة المناهضة للانقلاب نالت كل أنواع الإيذاء والقسوة؛ فهي أم الشهيد، وأم المعتقل، وأم المطارد الهائم، أو المغترب الذي لفظه وطنه بقسوة غير معهودة، أو المختفي قسريا الذي لايُعلم أحي هو أو ميت وهي زوجة هؤلاء جميعا وأختهم فضلا عن أن تكون هي نفسها الشهيدة والمعتقلة والمختفية قسريا والمغتربة وذلك أشد وأنكى".
وأشادت بصمود هذا النوع من النساء، قائلة: "لكن في ظل ذلك البطش والجبروت تدهشنا المرأة المصرية دائما بصمودها وإصرارها على مقاومة هذا النظام العسكري الديكتاتوري وهي تلقى كل أنواع الإهانة ومحاولتهم لإذلالها أمام السجون المصرية أثناء زيارة الإبن أو الزوج أو الاخ أو كلهم في آن واحد".
اقرأ أيضا: في يومهن العالمي.. نساء الجزائر يخرجن رفضا للعهدة الخامسة
حقبة سوداء
وانتقدت مسؤولة الملف المصري في منظمة "هيومن رايتس مونيتور"، سلمى أشرف، المطلعة على ملف المعتقلين والمعتقلات وذويهم في مصر أوضاع المرأة المصرية "الحرة والمعتقلة في عهد قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، على جميع الأصعدة، وبالأرقام، والبراهين".
وقالت لـ"عربي21": أن "المرأة المصرية في هذه الحقبة الزمنية مظلومة جدا، وعليها أعباء كثيرة ومتاعب وأحزان جمة، فالدولة والمجتمع يمارسون الضغوط عليها دون تقدير؛ وهذه الفئة ثمثل نصف قوة المعارضة الموجودة في السجون".
وتابعت: "لذلك يسعى النظام للضغط عليها بإرهاقها ماديا ومعنويا ومن خلال مطاردتها ومراقبتها وتخويفها وتعريضها للسجن والاختفاء"، مشيرة إلى أن "هذه الفئة من النساء المصريات تحملن ضغوطا كثيرة لأكثر من خمس أعوام ولازالت تناضل مع أجل حياة كريمة لها ولأسرتها".
حالة غير مسبوقة
وقالت الصحفية، شيماء سليمان، المقيمة في تركيا، ولا تستطيع العودة إلى مصر في ظل النظام الحالي: "تعيش المرأة المصرية حالة من القمع غير المسبوق؛ فقد ارتفعت نسبة اعتقالات النساء في مصر لتسجل 84 حالة ، ولم يكتف نظام عبدالفتاح السيسي بقمع المرأة.. بل طاردها في كل مكان تتواجد فيه.. فقام باعتقالها وإخفائها قسريًا لمدد تجاوزت الأعوام..!".
ورأت أن الكارثة والطامة الكبرى "هو وضع بعض النساء في زنازين انفرادية، والعمل على إهمال حالتهن الصحية، فضلا عن منع الزيارات الأسرية عنها، وهو ما يتعارض كلية مع قوانين ومواثيق حقوق الإنسان العالمية".
وأعربت عن أسفها بالقول: "للأسف في وقت سابق، كانت المرأة المصرية خط أحمر لا يمكن المساس به، والآن في عهد الانقلاب صارت المرأة إما معتقلة أو مطاردة خشية الاعتقال، وإما مكبلة اليدين أواللسان حتى لا تعرض نفسها لخطر الاعتقال .