هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "سفابودنايا براسا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن إعلان رئيس أركان القوات الجوية الأمريكية، ديفيد غولدفين، عن السبل التي من شأنها أن تمكن الولايات المتحدة من اختراق ثغرات دفاع العدو الروسي والصيني.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن ديفيد غولدفين أكد أن خطة الولايات المتحدة تعتمد على ضرورة جعل أعداء الولايات المتحدة (الصين وروسيا) مضطرين لحل العديد من المشاكل المعقدة في وقت واحد، والتعامل مع اتجاهات مختلفة؛ ما سيُشتت تركيزهم ويسهّل تنفيذ الخطة الأمريكية بشأن غزو الصين وروسيا.
وأكدت الصحيفة أن الخطة الأمريكية لغزو العدو تشمل الاختراق السري لأراضي العدو برا وبحرا وجوا، مما يضعه في موقف صعب. وتجدر الإشارة إلى أن ميزانية تنفيذ هذا المخطط قد تصل إلى 135 مليار دولار. ولكن الجنرال الأمريكي لا ينوي مهاجمة العدو في الجبهة من خلال مواجهة عسكرية مباشرة، وإنما إرسال مجموعات تخريبية سريّة تستغل ثغرات دفاع العدو لتنفذ مهمتها.
وأضافت الصحيفة أنه في روسيا من الممكن أن يتنكر جنود الولايات المتحدة تحت صفة عاملين مقيمين أو غيرها، لكن قد يكون من الصعب القيام بذلك في الصين. ويمتلك رئيس هيئة الأركان الأمريكية مفهوما جديدا وخاصا حول التغلغل في الأراضي الروسية والصينية. وعموما، يحتاج الجيش الأمريكي لتنفيذ هذه العمليات تحت تمويل خاص، فعلى الرغم من أن الميزانية العسكرية الأمريكية هي الأكبر في العالم، إلا أنها لا تكفي لضمان وجود عسكري أمريكي في جميع أنحاء العالم.
وأفادت الصحيفة بأن الجيش الأمريكي يعاني نقصا حادا في الموارد البشرية، حيث بلغ عدد الجنود أدنى مستوى له منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ويصف الخبراء أن هذه المشكلة الخطيرة تتطلب حلا فوريا لتتمكن الولايات المتحدة من مواجهة التهديدات الخمسة الرئيسية: الصين، وروسيا، وإيران، وكوريا الشمالية والإرهاب.
اقرأ أيضا: بومبيو يستمر بجولة أوروبية للحد من تنامي نفوذ روسيا والصين
وأشارت الصحيفة إلى أن عدد المقاتلين الاستراتيجيين انخفض في السنوات الأخيرة بنسبة 21 بالمئة. ومنذ فترة طويلة، توقفت العديد من الطائرات عن العمل.
وحذرت وزيرة القوات الجوية الأمريكية السابقة ديبورا لي جيمس، في تصريح لها في المجلس الأعلى للقوات المسلحة، من الفجوة التكنولوجية العسكرية لدى الولايات المتحدة الأمريكية. كما تواجه القوات الجوية الأمريكية مشاكل عديدة، إذ أن نصف الطائرات الأمريكية فقط جاهزة للمشاركة في معارك خطيرة.
وأوردت الصحيفة أن الحل الأنسب بالنسبة للجيش الأمريكي هو تطوير تقنيات الاختفاء. وحسب الخبير العسكري فلاديسلاف شوريجين، فإنه "إذا نظرنا إلى عدد الطائرات المقاتلة والطائرات بعيدة المدى فإننا بالتأكيد سنخسر أمام الأمريكيين. علاوة على ذلك، تستثمر الولايات المتحدة الكثير من الأموال لتحسين تقنيات التخفي، في حين تواصل روسيا الاستثمار في تكنولوجيا الدفاع الجوي. وفي حال حدوث هجوم جوي على روسيا، سيُواجه المهاجم نظاما معقدا سيحضر عليه الوصول للهدف".
وأشارت الصحيفة إلى أن الدفاع الجوي الروسي قادر على تغطية كامل الأراضي الروسية بما في ذلك المناطق الروسية المجاورة للقطب الشمالي. وعادة ما تكون الفجوات على الحدود، إلا أن أنظمة الدفاع الجوي قادرة على اكتشاف حركات الطائرات الأجنبية أو غيرها من الحركات الأخرى التي تخترق الفضاء الجوي الروسي.
وفي العام الماضي، أجريت مناورات فوستوك-2018 في البر والبحر والجو. وأثناء تنفيذ هذه التمارين، قامت روسيا بمهام محاكاة على مركبات فضائية جوية ضخمة. وشاركت في هذه المناورات مجموعة من أنظمة إس-300 وإس-400، بالإضافة إلى أنظمة صواريخ "بوك" ونظام الدفاع الجوي أرض-جو قصير ومتوسط المدى "بانتسير إس1". كما يتضمن الدفاع الجوي الروسي الحديث معدات مصممة لتحمل الطائرات القتالية على ارتفاعات مختلفة، وطائرات دون طيار، وقذائف انسيابية وباليستية.
وأشارت الصحيفة إلى أن جهة الشرق الأقصى الروسي تحمي الحدود الصينية من أي هجمات محتملة وليس فقط روسيا. وبناء على ذلك، سيتعين على الولايات المتحدة التفكير في كل الاحتمالات عند شن هجوم عسكري جوي من هذه الجهة. إلى جانب ذلك، أن التفوق الأمريكي في استخدام الطائرات وعددها قد لا يؤتي أكله بالنظر إلى المساحة الشاسعة للأراضي الروسية. وقد تعتبر وعود الجنرال الأمريكي غولدفين المتعلقة بغزو روسيا والصين مجرد شأن داخلي للولايات المتحدة.
اقرأ أيضا: "الموندو": روسيا والصين يتحالفان لمواجهة دونالد ترامب