هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدث رئيس النظام السوري بشار الأسد، الاثنين، عن مجمل الأوضاع في سوريا، وخوض الدولة أربعة حروب، فيما لم يتطرق في كلمته أمام رؤساء المجالس المحلية إلى إعلان الرئيس الأمريكي طرد تنظيم الدولة من سوريا بالكامل.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن، الاثنين، في تغريدة على "تويتر" تحقيق "الانتصار" على تنظيم الدولة في سوريا بالكامل، مؤكدا قرار السابق بسحب قوات بلاده من الأراضي السورية.
وقال الأسد، بحسب وكالة "سانا" الرسمية إن " إجراء انتخابات المجالس المحلية بموعدها يثبت فشل رهان الأعداء على تحويل الدولة السورية إلى دولة فاشلة غير قادرة على القيام بمهامها".
وأضاف: "بعد تحسن الوضع الميداني نحن أمام فرصة لنقلة نوعية في عمل الإدارة المحلية ستنعكس على جميع مناحي الحياة"، لافتا إلى أن "الوحدات المحلية أصبحت الآن أكثر قدرة على تأدية مهامها دون الاعتماد على السلطة المركزية".
وأشار الأسد إلى أن "إطلاق المشاريع التنموية بشكل محلي سيتكامل مع المشاريع الإستراتيجية للدولة وهذا بحد ذاته استثمار للموارد المالية والبشرية".
وهاجم رئيس النظام السوري "سياسة بعض الدول" تجاه سوريا والتي اعتمدت على "دعم الإرهاب" وتسويق محاولة تطبيق اللامركزية الشاملة لإضعاف سلطة الدولة، وأن مخطط التقسيم ليس جديدا ولا يتوقف عند حدود الدولة السورية بل يشمل الحمد لةمنطقة ككل.
وأردف: "مع كل شبر يتحرر هناك عميل وخائن يتذمر لأن رعاتهم خذلوهم، وأن البعض رهن نفسه للبيع وتم شراؤه ورغم كل ذلك لم يحقق المهام التي طلبها منه داعموه".
وزاد الأسد قائلا: إن "مخطط الهيمنة على العالم الذي تقوده أمريكا لم يتغير، وحقيقة مقاومة شعبنا ازدادت رسوخا، مشيرا إلى أن "الوطن ليس سلعة وهو مقدس وله مالكون حقيقيون وليس لصوصا".
وهاجم رئيس النظام، المعارضة السورية بالقول: "بعد كل تلك السنوات لم يتعلم العملاء أن لا شيء يعطي الإنسان قيمته إلا انتماؤه الحقيقي، وأن السبيل الوحيد للتراجع عن الضلال هو الانضمام إلى المصالحات وتسليم السلاح للدولة".
وأضاف: "بفضل قواتنا المسلحة ودعم القوات الرديفة والحلفاء والأصدقاء والأشقاء تمكنا من دحر الإرهاب، وأنه لم تكن ممكنة حماية الوطن لولا الإرادة الشعبية الواحدة عبر مختلف أطياف وشرائح المجتمع السوري".
عودة النازحين
وبخصوص ملف النازحين، قال الأسد إن "الدولة السورية تعمل على إعادة كل نازح ومهجر ترك منزله بفعل الإرهاب لأن هذه العودة هي السبيل الوحيد لإنهاء معاناتهم"، لافتا إلى أن "الدول المعنية بملف اللاجئين هي التي تعرقل عودتهم، والدعامة الأساسية للمخطط المرسوم لسورية هي موضوع اللاجئين الذي بدأ بالتحضير له قبل بداية الأزمة".
واتهم الأسد مسؤولي دول "داعمة للإرهاب" (لم يسمها) باستغلال موضوع اللاجئين كمصدر للفساد، وأن عودة المهجرين ستحرم هؤلاء من الفائدة السياسية والمادية، مشيرا إلى أن "ملف اللاجئين في الخارج محاولة من الدول الداعمة للإرهاب لإدانة الدولة السورية".
وزاد: "لن نسمح لرعاة الإرهاب بتحويل اللاجئين السوريين إلى ورقة سياسية لتحقيق مصالحهم، وندعو كل من غادر الوطن بفعل الإرهاب للعودة إليه للمساهمة في عملية إعادة الإعمار فالوطن لكل أبنائه"، لافتا إلى أن "وعينا الوطني أفشل المخطط المسموم لأعدائنا الذي لم ينته بعد، والبعض منا ما زال يقع في أفخاخ التقسيم التي ينصبها لنا أعداؤنا".
وواصل الأسد حديثه قائلا: "النقد حالة ضرورية عندما يكون هناك تقصير ويجب أن يكون موضوعيا، والحوار يجب أن يكون مثمرا ويستند إلى حقائق وليس إلى انفعالات، والحوار المبني على الحقائق يميز بين صاحب المشكلة الحقيقية وبين الانتهازي".
وتابع: "وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل ما في تردي الأوضاع في البلاد، وهي مجرد أدوات، وعلينا ألا نعتقد أن الحرب انتهت. ونقول هذا الكلام للمواطن والمسؤول".
أربعة حروب
وتطرق الأسد إلى أن نظامه يواجه أربعة حروب بالقول: "أمامنا أربعة حروب، الحرب الأولى عسكرية، والثانية حرب الحصار والثالثة حرب الإنترنت، والرابعة حرب الفاسدين وما حصل مؤخرا من تقصير بموضوع مادة الغاز هو عدم شفافية المؤسسات المعنية مع المواطنين".
وأضاف أن "الوضع الحالي يتطلب الحذر الشديد نتيجة فشل الأعداء عبر دعم الإرهاب وعبر عملائهم لأنهم سيسعون إلى خلق الفوضى من داخل المجتمع السوري".
وواصل قائلا: "التحدي الأساسي هو تأمين المواد الأساسية للمواطن الذي تواجهه صعوبات يفرضها الحصار، ومعركة الحصار هي معركة قائمة بحد ذاتها وهي معركة كر وفر تشبه المعارك العسكرية، وأن صاحب المعاناة يحتاج إلى معالجة مشكلاته لا إلى سماع خطابات بلاغية".
وتحدث الأسد عن وجود فساد في نظامه بالقول إنه "مهما امتلكنا من الأمانة والنزاهة والقوانين الجيدة لا يمكن إدارتها مركزيا وهنا دور الإدارة المحلية، مضيفا: "لدينا قوانين ولكننا نفتقد المعايير والآليات، وأن وجدت كانت ضعيفة وغير سليمة ودون المعايير لن نتمكن من حل أي مشكلة لذا علينا أن نكون عمليين في حواراتنا".
وبين أن "المعاناة هي المبرر للبحث عن الحقوق لكن ليست المبرر لظلم الحقيقة، فالحقيقة تقول إن هناك حربا وإرهابا وحصارا. والحقيقة تقول إن هناك قلة أخلاق وأنانية وفسادا. وجزء من هذه الحقائق خارج إرادتنا جزئيا وليس كليا".
مستقبل سوريا
وعلى صعيد مستقبل سوريا ودستورها، قال الأسد إن "مستقبل سورية يقرره حصرا السوريون، وأن سيادة الدول شيء مقدس وإذا انتهكت عبر العدوان والإرهاب فهذا لا يعني التنازل عن جوهرها وهو القرار الوطني المستقل".
وأضاف: "الدستور غير خاضع للمساومة، ولن نسمح للدول المعادية أن تحقق عبر عملائها الذين يحملون الجنسية السورية أيا من أهدافها، لافتا إلى أن "الدول المعادية ما زالت مصرة على عدوانها وعرقلة أي عملية خاصة إذا كانت جدية مثل سوتشي وأستانا، لكن الأمم المتحدة دورها مرحب به إذا كان مستندا إلى ميثاقها".
ورفض الأسد الحوار مع أي طرف "عميل"، بالقول: "لا حوار بين طرف وطني وآخر عميل.. من حمى الوطن هو صمود الشعب واحتضانه للجيش العربي السوري، ولن يعوض عن خساراتنا وأحزاننا إلا انتصارات وتضحيات الجيش السوري في الميدان".
ووجه حديثه للقوات الكردية: "نقول للمجموعات العميلة للأمريكي. الأمريكي لن يحميكم وستكونون أداة بيده للمقايضة. لن يدافع عنكم سوى الجيش العربي السوري"، مشيرا إلى أن "المتآمرين على سورية فشلوا باعتمادهم على الإرهابيين والعملاء في العملية السياسية فانتقلوا إلى المرحلة الثالثة وهي تفعيل العميل التركي في المناطق الشمالية".
وأوضح الأسد أنه "انطلاقا من مبدأ العدالة لا يمكن المساواة بين من حمل السلاح دفاعا عن الوطن وبين من تهرب من أداء واجبه تجاه وطنه"، مضيفا أنه "لا بد من كسب ثقة المواطن وتكوين القناعة لديه بفعالية المجالس المحلية".
واختتم حديثه قائلا: "نحمل كلنا مسؤولية والتزاما وطنيا بالوقوف إلى جانب ذوي الشهداء والجرحى.. والتعافي الكبير والاستقرار لن يكون إلا بالقضاء على آخر إرهابي، مؤكدا أن أي شبر من سورية سيحرر وأي متدخل ومحتل هو عدو".