هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعا مؤتمر دولي عقد بنيويورك، إلى مقاطعة ميانمار؛ بسبب عمليات "التطهير العرقي" التي ارتكبها الجيش والمليشيات الطائفية البوذية هناك بحق أقلية الروهينغيا المسلمة.
المؤتمر الذي انطلق الجمعة، واختتم أعماله الأحد، حمل اسم "الحماية والمسؤولية في بورما (ميانمار)"، ونظمه تحالف الروهينغيا الحر (منظمة مدنية)، في كلية بارنارد التابعة لجامعة كولومبيا بنيويورك.
وشارك في المؤتمر علماء وناشطون ومسؤولون بالأمم المتحدة لتسليط الضوء على محنة أقلية الروهينغيا، ولدعوة العالم للضغط على ميانمار لوقف هجماتها ضدهم.
كما سلط المشاركون في المؤتمر الضوء على الإبادة الجماعية والعنف والاضطهاد الذي يُمارس بحق مسلمي الروهينغيا، خاصة في إقليم أراكان (راخين) غربي ميانمار.
وانتقدوا ردود الفعل الدولية المتراخية تجاه الأزمة في البلد الآسيوي، وقالوا إنه رغم أن الإبادة الجماعية التي تعرض لها الروهينغيا كانت "فاضحة"، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي تدابير لمنعها.
كما حذر المشاركون في المؤتمر من وقوع عمليات إبادة جماعية أخرى ضد الروهينغيا، في ظل فشل المجتمع الدولي في الرد على العنف الذي تمارسه ميانمار.
اقرأ أيضا: منظمة والخارجية الأمريكية: إبادة جماعية ارتكبت بحق الروهينغيا
وخلال المؤتمر، قالت ناشطات إن الجيش الميانماري استخدم الاغتصاب كسلاح ضد نساء أراكان المسلمات، اللواتي جرى حرق أطفالهن أمام أعينهن.
كما تم التطرق أيضا إلى تعرض أقليات أخرى غير مسلمي أراكان إلى أعمال عنف على يد الجيش الميانماري، خاصة في ولايات كارين، وكاشين، وشان.
ودعا الحاضرون في المؤتمر المجتمع الدولي والشركات إلى مقاطعة الحكومة الميانمارية واتخاذ عمل جماعي ضدها.
وفي حديث للأناضول، كشف عظيم إبراهيم، أستاذ الأبحاث في معهد الدراسات الاستراتيجية بالكلية الحربية للجيش الأمريكي، وكبير الباحثين في مركز السياسة العالمية بواشنطن، الأسباب التي دفعته إلى تأليف كتابه "الروهينغيا: داخل الإبادة الجماعية المخفية في ميانمار".
وقال إبراهيم إنه بدأ البحث عن مسلمي أراكان، ووجد أنه ليس هناك كتب عنهم، ما دفعه لتأليف كتابه عام 2016.
وأضاف أن الجميع يعلم أن ما يجري في ميانمار هو "إبادة جماعية بطيئة" مستمرة منذ عقود.
ورأى أن "السلطات الميانمارية تعتقد أنها تستطيع التخلص من الروهينغيا مرة واحدة وإلى الأبد".
وقال إبراهيم، إن السبب وراء عدم وجود "شهية" لدى المجتمع الدولي للتحرك، هو أنهم لم يروا ثروة في ميانمار تغريهم بالتدخل فعليا.
وتابع: "لم يكن هناك حافز لدى المجتمع الدولي أو القوى العظمى للتدخل في هذا الوضع. الروهينغيا ليسوا مهمين بالنسبة لهم. إنهم ليسوا مهمين بالنسبة للأمم المتحدة أو الولايات المتحدة أو حتى العالم الإسلامي".
ومنذ ب/أغسطس 2017، أسفرت جرائم تستهدف الروهينغيا المسلمين في أراكان، من قبل جيش ميانمار ومليشيات بوذية متطرفة، عن مقتل آلاف منهم، حسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلا عن لجوء قرابة مليون إلى الجارة بنغلاديش، وفق الأمم المتحدة.
وتعدّ حكومة ميانمار الروهينغيا "مهاجرين غير نظاميين" من بنغلاديش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة "الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم".