هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد الدكتور أحمد جقل، عضو المكتب السياسي في "تيار الغد" السوري، الذي يرأسه رئيس الائتلاف السوري السابق أحمد الجربا، أن محادثات تشكيل المنطقة الآمنة على الحدود السورية التركية شرقي نهر الفرات وصلت إلى مراحل متقدمة.
ولكنه لفت إلى وجود بعض التفاصيل التي قالت إنها "في طريقها للتبلور بين تركيا والولايات المتحدة".
وفي حديث خاص لـ"عربي21" وصف جقل، فرص الوصول إلى اتفاق بشأن هوية القوات التي ستنتشر في هذه المنطقة بـ"الكبيرة"، نافيا في الوقت ذاته ما تحدثت به وسائل إعلام عن إعلان للاتفاق.
وأضاف أنه "بعد إعلان ترامب الانسحاب من سوريا، بالاتفاق مع تركيا، بدأ الحديث عن تأسيس منطقة آمنة بعمق 32 كيلومترا داخل الأراضي السورية، الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، ولتحقيق ذلك قررت تركيا العمل مع العشائر العربية ومن بينها "قوات النخبة" التابعة لـ"تيار الغد"، و"بيشمركة سوريا" المقربة من رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، لتشكيل قوة محلية للانتشار في هذه المناطق التي ستنسحب منها وحدات الحماية".
وكان مفاجئا قوله إن "تركيا تدعم هذه الخطة".
اقرأ أيضا: مصدر لـ"عربي21":مقترح لنشر قوات "تيار الغد" على حدود تركيا
وفي ما يبدو إشارة لاعتراض من روسيا على الخطة، قال جقل: "هناك بعض الفاعلين الدوليين، ولا بد من البحث معهم التفاصيل كافة".
وفي هذا السياق، أكد عضو المكتب السياسي لـ"تيار الغد" قيام الجربا بعرض الخطة على المسؤولين الروس قبل يومين، خلال الزيارة التي قام بها الجربا إلى موسكو، بهدف خلق حالة من الاستقرار في المنطقة، والتعامل مع القوى الفاعلة بشكل متوازن.
وعن الردود الروسية، بيّن جقل أنه جرى عرض وجهة نظر "تيار الغد" للحل في منطقة شرق الفرات، والطرف الروسي يبحث هذه الخطة مع الشريك التركي، وهناك محاولة لخلق توازن بين الدول الإقليمية والدول الكبرى.
الحل لن يكون على مقاس الجميع
وقال: "الأمر معقد للغاية، وهناك اتفاق على الخطوط العريضة،غير أن لدى الروس وجهة نظر مخالفة تركز على تسليم المناطق للنظام، وهناك إصرار من الوحدات على البقاء في المنطقة، والولايات المتحدة تحاول حماية الشركاء، بالتالي، فإن الحل لن يكون مرضيا لكل الأطراف، ومن الواضح أن روسيا تبحث في صيغة ترضي النظام السوري".
من جانب آخر، أوضح جقل أن الاتفاق التركي- الأمريكي هو الأساس لهذه المنطقة، مؤكدا أن تركيا تريد حماية حدودها من خطر التهديدات الأمنية، وإبعاد حزب العمال الكردستاني عن حدودها إلى العمق السوري بمسافة لا تقل عن 32 كيلومترا.
اقرأ أيضا: هل سيكتب لـ"خطة الجربا" شرق الفرات النجاح.. ما موقف تركيا؟
وحول مصير المناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة "قسد" وغير المشمولة باتفاق المنطقة الآمنة، رد جقل بالقول "هذا شأن آخر، تتدخل فيه روسيا وأمريكا وإيران والنظام السوري، والوضع في تلك المناطق يختلف في عن المناطق المشمولة باتفاق المنطقة الآمنة، وديناميكيات الحل هناك مختلفة ".
وقال إن "التجاذبات السياسية بين هذه الدول تهم التيار في إطار الحفاظ على وحدة الأراضي السورية".
وتفضي خطة الجربا بتشكيل قوة عسكرية تقودها "قوات النخبة" التابعة له، بالتشارك مع قوات "بيشمركة سوريا" التي تتكون من مقاتلين أكراد سوريين مدعومين من قبل رئاسة إقليم كردستان العراق، لنشرها في المناطق المحاذية للحدود السورية- التركية في نطاق عمق يُتفق عليه ضمن إطار تفاهمات المنطقة الآمنة أو العازلة، وذلك بعد انسحاب وحدات الحماية الكردية من هذه المناطق باتجاه العمق السوري
وتراعي الخطة ديموغرافيا المنطقة، حيث تشير الخطة إلى نشر القوات العربية في المناطق ذات الغالبية العربية، وقوات كردية (بيشمركة) في المناطق ذات الغالبية الكردية، وذلك منعا لإثارة النعرات القومية.