هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للكاتبة جينا ماغريغر، تحت عنوان "على خلاف ترامب لا يوجد لدى مديري الشركات التنفيذيين وقت طويل (للوقت التنفيذي)".
وتقول ماغريغر في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، إنه عندما نشر موقع "إكسيوس" أجندة الرئيس دونالد ترامب لثلاثة أشهر، وأظهرت أن الرئيس يقضي نسبة 60% من وقته في "الأمور التنفيذية" اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بالتعليقات.
وتشير الكاتبة إلى أن مخرج الأفلام جاد أبتاو كتب معلقا بتغريدة، قائلا: "أتساءل كم ساعة قضاها وهو يضيع وقته"، في إشارة إلى اهتمام الرئيس بالموضوعات التي يحبها، مثل متابعة التلفزيون، فيما كتب روبرت ريخ من جامعة كاليفورنيا- بيركلي، ووزير العمل في إدارة بيل كلينتون، قائلا: "أعتقد أنه يعد نفسه مجازا".
وتعلق ماغريغر قائلة: "بدا من الواضح أن الوقت غير المبرمج مهم للقادة التنفيذيين، كما يقول خبراء الإدارة؛ لأنه يسمح لهم بالتفاعلات الفورية والوقت للتفكير والتعامل مع القضايا الداخلية، إلا أن قيمة الوقت ذلك تعود لعاملين: كيف يستخدم القادة الوقت، وماذا ينجزون من أعمال".
وتلفت الكاتبة إلى أن دراسة أعدها كل من بروفيسور الأعمال في جامعة هارفارد مايكل بورتر وعميد الكلية نيتن نوهيرا، درسا فيها كيف يقضي 27 مديرا تنفيذيا أوقاتهم وعلى مدى 3 أشهر، ودرسا فيها 24 ساعة وسبعة أيام في الأسبوع حول طريقة عمل المديرين، ووجدا أن كل مدير تنفيذي لديه ساعات عمل يومية في المعدل 9.7 ساعات، ويعملون بنسبة 80% من أوقات العطل الأسبوعية، و70% في أثناء عطلاتهم السنوية.
وتفيد ماغريغر بأن الباحثين وجدا أن نسبة 25% من وقت العمل للمديرين التنفيذيين، بالمعدل ليست معدة مسبقا، وتسمح لهم بالتفاعل الفوري، مشيرة إلى أن وقت عمل ترامب هو في الوقت الحالي عند 60% من الأجندة، ويبدو أنه ضعف الوقت.
وتذكر الكاتبة أن نوهيرا وبورتر كتبا مقالا في عام 2018، يقولان فيه: "عندما يتدخل المديرون وكيف يعملون يتم تحديد ما تم عمله، ويشير إلى أولويات الآخرين، ويؤثر بالضرورة على شرعيتهم.. إن برنامج المدير التنفيذي (وبالضرورة أي أجندة للزعيم) هو تعبير عن الكيفية التي يقود فيها الزعيم، ويرسل رسائل قوية لبقية العاملين في المنظمة".
وتنوه ماغريغر إلى أن أستاذة الأعمال في جامعة هارفارد سادون رافائيلكيف قامت بدراسة كيف يقضي المديرون وقتهم، وهي مع مجموعة وراء دراسة مسحية حول استخدام المديرين التنفيذيين الوقت، وضمت الدراسة 1100 مدير تنفيذي لشركات في ست دول، وقالت سادون إن الوقت غير المبرمج من الصعب تحديده.
وتذكر الصحيفة أن دراستها وجدت أن 85% من وقت المديرين التنفيذيين يقضونه وهم يعملون مع الآخرين، و15% يعملون بأنفسهم، وتقول: "الانطباع الدائم الذي أشكله من حديثي معهم أنهم يبحثون دائما عن وقت.. حصولهم على خمس ساعات في اليوم للعمل بمفردهم هو نوع من المكافأة".
وتفيد الكاتبة بأن تقرير "إكسيوس" يشير إلى أن "الوقت التنفيذي" يقضى لإخفاء لقاءات يمكن أن يسرب الحديث عنها، وربما شملت على محادثات مع رؤساء الدول ممن ليسوا على أجندة الرئيس، وحتى لو قضى الرئيس بعض أو معظم وقته التنفيذي مع الآخرين في لقاءات أو على الهاتف ترى سادون أنها تندهش بالفرق بين إدارة أمر مثل الحكومة، و"ما أعتقد أنه صحيح، وما يبدو أن البيانات تشير إليه هو أنك لو عملت في منظمة صغيرة، أو عندما تعمل في مناخ ليس معقدا فلربما نجح لسياق غير مبرمج وغير رسمي.. تستطيع التجول والمراقبة، لكن عندما تكبر المنظمة وتصبح أكثر تعقيدا فإن من الصعب" عمل هذا، بالإضافة إلى أن عمل ترامب مدير شركة تملكها العائلة أدى دورا.
وتنقل الصحيفة عن سادون، قولها: "تظهر البيانات أن الشركات التي يديرها مديرون من العائلة لديهم الوقت للتمتع بوقت غير مبرمج.. أتساءل لو كان هذه هي الحال، حيث يكون لديك مدير يتبنى الأسلوب الذي تعود عليه قبل البيت الأبيض ذاته، فإن المشكلة هي أنه يجب المواءمة بين أسلوب العمل وطبيعة احتياجات المنظمة".
وتقول ماغريغر: "نظرا لعدم معرفة الوقت الذي يقضيه ترامب في الأمور التنفيذية، فإن بعضه ربما استنفد في لقاءات ليست جزءا من الأجندة الرسمية، ولهذا يصعب الحصول على المقارنة".
وتشير الكاتبة إلى أن دراسة نوهيرا وبورتر وجدت أن معدل اللقاءات التي يعقدها المدير التنفيذي في الأسبوع هي بمعدل 37 لقاء، ويقضون 72% من وقتهم في اللقاءات، لكن تقرير "إكسيوس" أظهر أن اللقاءات العامة لترامب بمعدل 77 ساعة على مدى 3 أشهر، أو 15% من وقته.
وتلفت ماغريغر إلى أن سكرتيرة الرئيس سارة ساندرز ردت على تقرير "إكسيوس"، قائلة إن الرئيس لديه أسلوب يختلف عن أسلافه، والنتائج تتحدث عن نفسها، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي يقضي وقته بالمعدل في اللقاءات والمكالمات فإن هناك وقتا يسمح له بتوفير مناخ خلاق.
وتورد الصحيفة نقلا عن مديرة عمليات البيت الأبيض مادلين ويسترهوت، قولها في تغريدة، إن ما تم تسريبه لا يعكس الوقت الذي يقضيه في مئات المكالمات واللقاءات، مؤكدة أن ترامب يخصص وقتا يسمح له بقضاء وقت ليبدو أصليا ودون أن يظل في اللقاءات.
وقال الباحثان: "في لقاءاتنا شعر المديرون التنفيذيون الذين اكتشفوا أنهم بحاجة إلى وقت إضافي بالدهشة، وأن هناك حاجة للتغيير، وما يهم ليس فقط عدم وجود وقت غير مبرمج، لكن أيضا النتيجة وكيف يمكن للقادة استخدامه لو كانت وظيفتهم معقدة".
وتختم الكاتبة مقالها بالإشارة إلى قول آدم غرانت من جامعة بنسلفانيا: "هذا يعتمد على دور الزعيم والوقت المخصص للرئيس التنفيذي".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)