نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا لجين كيربي عن علاقة وجبة
الفطور بتخفيف الوزن.
وقالت في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21" إن فكرة أن الفطور هو أهم وجبة في اليوم، وخاصة بالنسبة لمن يحاولون تخفيف الوزن، قد لا تكون صحيحة، بحسب أبحاث علمية حديثة.
وقالت إن مراجعة لعدة دراسات اكتشفت بأن أول وجبة في اليوم لا تساعد الناس على خسارة الوزن، ويجب ألا توصف بالضرورة كاستراتيجية لتخفيف للوزن.
وكانت أبحاث سابقة قد استنتجت أن تناول طعام الإفطار يساعد على تنشيط عملية الأيض وقد يساعد متبعي الحمية على التوقف عن الأكل الزائد بقية اليوم.
ويقول اتحاد الحميات البريطاني إنه ظهر أن "الأشخاص الذين يتناولون طعام الإفطار تكون حميتهم أكثر اتزانا ممن يتخطوه، وهم اقل احتمالا لأن يعانوا من زيادة الوزن، ويمكنهم التخفيف من وزنهم بنجاح أكبر إن كانوا يعانون من وزن زائد".
ولكن مراجعة جديدة تشكك في تلك الفكرة. كما أنها تتحدى الدراسات التي ترى أن تخطي الإفطار قد يتسبب بخلل للساعة الداخلية ويقود إلى كسب وزن إضافي.
وقام خبراء من جامعة موناش في ميلبورن، بأستراليا بمراجعة 13 دراسة متعلقة بالفطور والوزن في البلدان ذات الدخل العالي بما فيها المملكة المتحدة.
وتبين من النتائج المتجمعة بأن هناك فرقا ضئيلا في وزن الذين يتناولون الفطور والذين لا يتناولونه، حيث كان وزن الفئة الثانية أخف بمعدل 0.44 كغم.
كما استنتجت المراجعة بأن من يتناولون طعام الإفطار يتناولون بمعدل 260 من السعرات الحرارية أكثر ممن لا يتناولونه. وهذا يعني أن الأشخاص الذين لم يتناولوا طعام الإفطار لم يعوّضوا عن ذلك بأكل المزيد بقية اليوم.
واكتشف الباحثون أيضا أنه لا يوجد فرق مهم في معدلات الأيض بين من يتناولون الافطار ومن لا يتناولونه، ما يعني أن تناول الإفطار قد لا يساعد على خسارة الوزن بسبب حرق "السعرات الحرارية" بشكل "فعال" في بداية اليوم.
وقال الباحثون إن مستوى الدراسات بشكل عام كان متدنيا، وهناك حاجة للمزيد من البحث في الموضوع.
وقام الباحثون بنشر نتائج مراجعتهم في المجلة الطبية البريطانية حيث قالوا: "هذه الدراسة ترى أن إضافة الفطور قد لا تكون استراتيجية جيدة للتخفيف من الوزن، بغض النظر عن عادة الشخص بخصوص الفطور. ويجب الحذر عند التوصية بتناول الفطور كوسيلة لتخفيف الوزن في الكبار، لأنه قد ينتج عن ذلك أثر عكسي".
وأضافوا: "هناك حاجة للمزيد من التجارب ذات النوعية العالية المضبوطة على عينات عشوائية لإثبات ما إذا كان على الأشخاص الساعين لتخفيف وزنهم أن يتناولوا وجبة الافطار أم لا، ودور الوجبة في طريقة إدارة الوزن".
وقالت الدراسة أيضا: "رغم أن وجبة الافطار اعتبرت منذ عام 1917 أنها أهم وجبة غذائية في اليوم. إلا أن هناك ندرة في الأدلة لدعم تناول الإفطار كاستراتيجية لتحقيق تخفيف الوزن، بما في ذلك لدى البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة المفرطة".
كما ذكر البحث أن تناول وجبة الفطور بانتظام قد يكون له آثار مهمة مثل تحسين مستويات التركيز والانتباه لدى الأطفال.
وقال الدكتور فرانكي فيليبس، خبير التغذية مع اتحاد الحميات البريطاني: "بينما تظهر بعض الدراسات بأن الأشخاص الذين يتناولون وجبة الإفطار يميلون لأن يكون وزنهم صحيا أكثر، إلا أنه لا يوجد فائدة واضحة لبدء تناول الإفطار كأداة لتخفيف الوزن. وتُظهر الدراسة ببساطة أن تناول وجبة الإفطار ليست وصفة سحرية للتخفيف من الوزن لكل الأشخاص".
وأضاف: "إن كنت تستمتع بتناول الافطار، فلا تتوقف عنه، ولكن انظر ماذا تتناول. فبإمكان وجبة الفطور أن تكون أسهل الأوقات في اليوم لتناول وجبة متوازنة وتحقيق عدد من الأهداف الغذائية. ولذلك فإن فطورا بسيطا مؤلفا من الحبوب الكاملة والحليب وكوب عصير فواكه غير محلى وكأس شاي يوفر للجسم بروتينا وأليافا ومجموعة فيتامينات ومعادن ومواد كيميائية نباتية".
أما بالنسبة لمن لا يستطيعون تناول الإفطار الساعة السابعة صباحا فيُنصحوا بأخذ فطورهم معهم ليتناولوه في العمل. "ولكن خطط لما ستتناوله لأن من الأفضل بكثير بأن تأخذ الفطور معك على أن تشتري كعكة شوكولاته مع كأس قهوة من أقرب مقهى عندما تحس بالجوع لاحقا".