نشرت مجلة "بوليتكو" تقريرا، تتساءل فيه عن الطريقة التي ساعد فيها الاتحاد الأوروبي دولة
قطر على تجاوز
الحصار الذي فرضته
السعودية والبحرين والإمارات ومصر، منذ 19 شهرا عليها.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن قطر ستكون المستفيدة من الحصار الذي كان من المفترض أن يؤدي إلى تركيعها، فأدت الضغوط التي مورست على البلد الصغير إلى إظهار مرونة في المفاوضات الجارية مع الاتحاد الأوروبي في صفقة تتعلق بالملاحة الجوية.
وتذكر المجلة أن مسؤولا في الملاحة الجوية لديه معرفة باتفاقيات الأجواء المفتوحة، قدر التقدم باتجاه توقيع الصفقة بنسبة 80%، فيما تقول المفوضية الأوروبية إنها راغبة في إنهاء المفاوضات قبل نهاية صلاحيتها للتفاوض مع قطر في حزيران/ يونيو، مشيرة إلى أنه في حال تم التوصل لاتفاق فإن قطر ستحصل على ممر غير محدود لأي مكان في الاتحاد الأوروبي.
ويلفت التقرير إلى أن الخطوط الجوية القطرية تعمل بناء على سلسلة من الاتفاقيات الثنائية مع دول بعينها، يتم فيها تحديد الرحلات الجوية، والأماكن التي يسمح فيها للطيران القطري بالتوقف، وهي الشروط ذاتها التي تطبق على شركتين منافستين لها، وهي طيران
الإمارات والاتحاد.
وتفيد المجلة بأنه في الوقت الذي تتقدم فيه المفاوضات مع قطر، فإنه تم تأجيل المفاوضات مع دولة الإمارات، التي كانت ستبدأ الأسبوع الماضي، حيث أكدت الإمارات أنها تفضل التوصل إلى اتفاقيات ثنائية مع الدول بدلا من التفاوض مع الاتحاد الأوروبي.
ويجد التقرير أن اتفاقا قد يمنح الخطوط الجوية القطرية الفرصة لتكون منافسة لغيرها من الخطوط الجوية الخليجية، التي بنت نموذجا تجاريا لنقل الركاب بين آسيا وأوروبا، عبر مراكز في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن شركة الخطوط الجوية القطرية تعاني من آثار الحصار الذي فرضته دول الجوار، التي لم تلغ الرحلات بينها وبين قطر فقط، بل إنها منعت
الطيران القطري من التحليق في أجوائها أيضا.
وتبين المجلة أن هذا الأمر أجبر الخطوط القطرية للبحث عن خطوط بديلة زادت من ساعات الرحلات، مثل الخرطوم، التي تضاعفت من 3 إلى 6 ساعات، وأضر ذلك بأسعار التذاكر وسعر الوقود، وأعطى عمان وإيران فرصة لزيادة سعر استخدام أجوائهما.
وينوه التقرير إلى أن قطر اضطرت للبحث عن حلفاء جدد، خاصة أن الولايات المتحدة بزعامة دونالد ترامب وقفت مع السعودية، ولهذا وجدت قطر في أوروبا حليفا لها، وقال رئيس الخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر في زيارة إلى بروكسل في تشرين الثاني/ نوفمبر: "نثمن ونقدر الدعم الذي مده صناع القرار في أوروبا لبلدنا وللخطوط الجوية".
وبحسب المجلة، فإن قطر وافقت على توقيع اتفاق نقل مع الاتحاد الأوروبي، وعبرت عن استعدادها للقبول ببند قوي تنافسي للأسعار، يمنع الخطوط القطرية من الحصول على دعم من الدولة، مشيرة إلى أن هناك ضغوطا إضافية على قطر لتوقيع العقد، لاستضافتها الألعاب الكروية في عام 2022، حيث تستقبل مباريات كأس العالم، وهي بحاجة لأن تكون على تواصل مع العالم، وقال مسؤول أوروبي: "كانوا متعاونين منذ البداية".
ويفيد التقرير بأن قطر تقوم بالتعاون مع المجتمع الملاحي الدولي ومنظمة الملاحة الدولية التابعة للأمم المتحدة في مونتريال، حيث قالت إن الحصار الجوي الذي تقوده السعودية غير قانوني، وهو موقف تدعمه بروكسل، لافتا إلى أنه بالإضافة إلى الدفعة الدبلوماسية، فإن قطر عززت علاقاتها الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي، حيث توظف الخطوط القطرية 1100 شخص من دول الاتحاد الأوروبي.
وتشير المجلة إلى أن صناعة إيرباص منحت تجارة بقيمة ملياري يورو، وحتى دون اتفاق الأجواء المفتوحة تنقل الخطوط القطرية 90 ألف مسافر على متن 617 رحلة إلى أوروبا أسبوعيا، لافتا إلى أن الحكومة القطرية تدعم عقودا مربحة مع النوادي الرياضية، مثل برشلونة، وتملك نادي باريس سان جرمان الفرنسي، وتدعم نادي بايرن الالماني.
وبحسب التقرير، فإن قطر تملك 21% من المجموعة الدولية للطيران، وهي مجموعة تملك الخطوط الجوية البريطانية وأيببريا، وكذلك 49% من الخطوط الإيطالية، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي اشتكى فيه المسؤولون الأمريكيون من أن رحلات الطيران الإيطالي خرقت وعد الطيران القطري بألا تسير رحلات إضافية تربط الرحلات إلى أوروبا، إلا أن المفوضية الأوروبية لم تشتك بعد من حصة قطر في طيران إيطاليا.
وتلفت المجلة إلى أنه في الوقت الذي زاد فيه التعاون الأوروبي القطري، فإن العلاقات الأوروبية السعودية تأثرت بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي، منوهة إلى أن الصفقة قد تم التوصل إليها إلا أنها لم تنته بعد، فإن هناك قضايا عالقة مثل سياسة العمالة المتعلقة بالخطوط، و"لو تم توقيعها فإنه يجب على المفاوضين شكر دول الحصار".
وتختم "بوليتكو" تقريرها بالإشارة إلى قول المسؤول الملاحي: "آمل أن تهزم سياسة الحصار بشكل كامل".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)