هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
هاجم كاتب أمريكي في مقال له على وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، وزير خارجية بلاده مايك بومبيو، واصفا إياه بأنه "كاذب ومليء بالتناقضات".
وأضاف بوبي غوش الكاتب في الشؤون الخارجية، والعضو في هيئة تحرير بلومبيرغ، أن خطاب بومبيو، في القاهرة، الجمعة الماضي، "مليء بالتناقضات" وفيه ثناء على "طغاة المنطقة".
وقال إن "بومبيو تجاهل في خطابه تطلعات المواطنين العاديين، فيما أغدق الثناء على طغاة المنطقة".
ويأتي مقال غوش تعليقا على الجولة التي يقوم بها بومبيو في الشرق الأوسط التي بدأها الثلاثاء الماضي، لمدة أسبوع، استهلها بالأردن، واختتمها اليوم، في سلطنة عمان، لبحث مواضيع عدة، أبرزها الحشد الإقليمي ضد إيران.
وشملت الجولة أيضا دول العراق ومصر والبحرين والإمارات وقطر، والسعودية.
اقرأ أيضا: هذه أهم وأبرز نقاط وتصريحات "بومبيو" خلال جولته العربية
وتعليقا على خطابه الذي ألقاه بومبيو، ضمن جولته، قال غوش إن خطاب بومبيو اتسم بـ "الكذب والتفاهة والتهكمية الشديدة، وكان مليئًا بالتناقضات"، معتبرا أنه ربما كان "أصدق تعبير" يصدر من مسؤول أمريكي رفيع عن سياسة الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط.
وبحسب غوش، فإن خطاب بومبيو في القاهرة لم يستحوذ على القلوب، ولن يغير العقول بين جمهوره الذي كان يصغي إليه في العالم العربي.
وأضاف: "معظم العرب لن يلقوا بالا لخطابه على الإطلاق، لأنه نطاق واسع، لا يملك أي علاقة أو تأثير على سياسة إدارة ترامب الخاصة بالشرق الأوسط".
وقال: "لو أن الخطاب كان صدر من الشخص المتنفذ، جاريد كوشنر، لكان لقي اهتمامًا أكبر".
وأضاف: "غير أن من أصغوا إلى بومبيو خلصوا إلى أن خطابه يعكس بصورة أكثر دقة نظرة الإدارة الأمريكية إلى منطقتهم أكثر من أي كلام سمعوه من قبل".
وتابع: "كانت هناك، حتى لا ننسى، فكرة أن الولايات المتحدة هي "قوة خير" في المنطقة، لكن بومبيو وفّر على جمهوره عناء الاستماع إلى ابتهالاته للقيم الأمريكية التي بات معظم العرب يراها رياءً ونفاقًا".
ورأى أن الوزير تجاهل في خطابه تطلعات المواطنين العرب، وقال إن "بومبيو لم يبد أي اهتمام بأكبر مخاوف الشعوب العربية ممثلة في ندرة الفرص الاقتصادية، أو الحكم الرشيد، أوالعدالة الاجتماعية، أو في الفساد المستشري و القمع".
وقال إن خطاب بومبيو لم يكن سوى مناشدة "خالية من أي معنى" للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لـ "إطلاق العنان لطاقة الشعب المصري الإبداعية، وتحرير الاقتصاد من القيود، وتشجيع تبادل حر ومنفتح للأفكار".
وأشار الكاتب الأمريكي إلى أن خطاب بومبيو كاد يخلو من الحديث عن الديمقراطية في الشرق الأوسط.
واعتبر أن من "اللافت أن كلمة الديمقراطية أفلتت مرة واحدة من شفاه بومبيو عندما أشار عرضًا إلى العراق"، مضيفا أن "تونس، الديمقراطية العربية الحقيقية الوحيدة لم تظهر على الإطلاق" في خطابه.
اقرأ أيضا: بروفيسور بهارفارد لـCNN: هذه رسائل جولة بومبيو الثلاث للعرب
وبحسب غوش، فإن بومبيو احتفظ بانتقاداته الحادة للنظام الإيراني و"طموحاته القاتلة"، وأعلن أن الولايات المتحدة "ستستخدم الدبلوماسية وتعمل مع شركائنا لطرد آخر جندي إيراني" من سوريا. كما تعهد بأن إدارة ترامب ستواصل الحرب ضد داعش، مشيرًا إلى أن ذلك سيحصل على الأغلب من الجو.
وقال غوش إن تصريحات بومبيو تلك "ربما أربكت جمهور المستمعين: فبخلاف قاداتهم، معظم العرب يعتبرون إيران تمثل تهديدًا بعيدًا جدًا. وبعد النظر إلى فشل التحالف الذي تقوده السعودية لهزيمة مسلحي الحوثي في اليمن عبر حملة عسكرية اعتمدت كثيرا على القوة الجوية، فإنهم (العرب) سيشككون في قدرة الولايات المتحدة على القضاء على تنظيم داعش بالطريقة تلك".
وختم بالقول: "ومع ذلك، فإن هناك فضيلة في معرفة الرؤية العالمية لإدارة ترامب، وبومبيو أظهر تلك الرؤية في خطابه.. وأي عربي استمع إلى خطاب بومبيو حتى النهاية سيكون قد توصل إلى قناعة بأن الخطاب كان أكثر حول ما تعارضه الإدارة الأمريكية من ما تدافع عنه؛ حيث كان عن إيران، وسياسات أوباما، والإرهاب".