هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت صحف أمريكية، عما أسمته "عرّاب" العلاقات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأمراء الخليج، الذين انتابهم القلق في بداية فوز ترامب برئاسة البيت الأبيض، في ظل تعهده أمام أنصاره بمنع المسلمين من دخول أمريكا.
ولفتت إلى أن "عراب" العلاقات هو رجل
الأعمال الأمريكي والملياردير توماس "توم" باراك، الذي يعد صديقا مقربا وحليفا لترامب، ويمثله في قطاعات الأخبار التلفزيونية، وشغل منصب رئيس لجنة تنصيب
ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.
ووفق صحيفة "نيويورك تايمز" فإن سفير دولة
الإمارات العربية لدى واشنطن يوسف العتيبة، كتب إلى صديقه توم باراك قائلا:
"هناك غموض شديد يحيط بصديقك دونالد ترامب"، مضيفا أنه "يثير قلقا
عميقا لدى كثيرين".
وذكرت الصحيفة أن توم باراك أجابه قائلا:
"ترامب يتفهم موقف الدول الخليجية، وله استثمارات مشتركة في دولة الإمارات
العربية"، مضيفا أن "صهر ترامب، جاريد كوشنر، ستحبه وهو يوافق على
أجندتنا".
وبحسب تقرير نقلته CNN، فإن الدور الذي يلعبه توم براك أكبر من ذلك بكثير بسبب خبرته
الطويلة التي تمتد على مدى عدة عقود من العمل في الشرق الأوسط وفي الولايات
المتحدة وفي أكثر من دور ومجال، وآخرها الإشراف على حفل تنصيب الرئيس ترامب أوائل
عام 2017.
وأفاد التقرير بأنه استطاع أن يجمع أكثر من مئة
مليون دولار، على شكل تبرعات لهذا الغرض بجهد شخصي منه.
اقرأ أيضا: النص الكامل لتحقيق نيويورك تايمز عن علاقة كوشنر بابن سلمان
وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن توماس
باراك هو رجل أعمال أمريكي من أصول لبنانية، ويعرف اختصارا "توم" باراك،
وعمل لأسابيع لتمهيد السبيل أمام لقاء ترامب بالقادة الخليجيين في الرياض في أيار/
مايو 2017.
وكان المحقق الخاص، روبرت مولر، الذي يحقق في الدور
الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قد التقى بتوم باراك في هذا الإطار قبل
فترة، لسؤاله عن علاقات مدير حملة ترامب الانتخابية السابق بول مانافورت والجوانب
المالية لحملة ترامب الانتخابية ولعملية انتقال السلطة من الرئيس السابق إلى ترامب
ولحفلة التنصيب.
ولعب توم باراك دورا كبيرا في حملة ترامب الانتخابية
بسبب العلاقة القديمة التي تربطهما، فقد كان المسؤول عن جمع التبرعات للحملة
والمسؤول عن اتصالات ترامب، وهو الذي ربط بين آل سعود وحكام الإمارات من جهة
وترامب من جهة أخرى.
كما أنه أوصى ترامب بتعيين مانافورت لقيادة حملته الانتخابية
وحاول أن يجمع بين ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ومانافورت الذي قد يصدر حكم
بسجنه لفترة طويلة بعد إدانته بالاحتيال والتهرب الضريبي والكذب على المحققين.
سافر توم إلى السعودية عام 1972 ضمن وفد لشركة أمريكية، لإبرام عقد لإقامة مصنع لإنتاج الغاز السائل مع الحكومة السعودية، وأثناء وجوده في
السعودية سأله أحد مدراء شركة أرامكو إن كان يعرف أحدا في الوفد الأمريكي يمارس
رياضة الاسكواش، لأن سعوديا يريد شريكا له في هذه اللعبة.
بدأ توم يلعب الاسكواش مع السعودي "دون أن يخطر
بباله أن يسأله عن اسمه، وسأله إن كان بمقدوره اللعب معه لمدة ساعتين في اليوم التالي،
وتبين لاحقا أن هذا الشخص هو أحد أبناء الملك"، حسبما نقلت عنه نيويورك تايمز،
وكانت تلك بداية العلاقة الوطيدة التي تربط توم بالأسرة الحاكمة في السعودية.
اقرأ أيضا: WP: هكذا اكتسب اللوبي السعودي التأثير في واشنطن
كما تعرف خلال وجوده في السعودية على رجل بدوي تبين
فيما بعد أنه أحد مدراء شركة أرامكو وقد دعاه توم إلى قضاء فترة نقاهته في مزرعته
في كاليفورنيا، فكلفه المسؤول في أرامكو بالتوسط في شراء 375 حافلة مدرسية لصالح
أرامكو.
وفي عام 1974 توسط توم في اتفاق بين أميرين سعوديين
ورجل أعمال أمريكي اشترى قطعة أرض في هاييتي، بهدف إقامة مصفاة لتكرير النفط
وحاكمها حينئذ شوفالييه حول بيع النفط في هاييتي بسعر مخفض، وفي عام 1976 دشّن توم
أول مشروع عقاري كبير له بمساحة إجمالية تجاوزت 7 ملايين قدم مربع من شقق ومكاتب
ومناطق صناعية.
واستطاع توم أن يشتري مزرعة في ولاية كاليفورنيا عام
1979 بالقرب من مزرعة الرئيس الأمريكي السابق، رونالد ريغان، وكان الخيّالة من
حماية الرئيس يتجولون في مزرعته، ومن حين إلى آخر كان يرافق ريغان في رحلات ركوب
الخيل ويجلسان سوية حول النار في الهواء الطلق.
كما اشترى توم باراك بالاشتراك مع الصندوق القطري
السيادي شركة ميراماكس للإنتاج السينمائي من والت ديزني بملبغ 660 مليون دولار، وهو
شريك الأمير الوليد بن طلال في ملكية شركة فيرمونت اند رافل التي تمتلك فنادق في
مكة ودبي والقاهرة، كما يمتلك حصة كبيرة في سلسلة متاجر كارفور حول العالم
بالاشتراك مع رجل الأعمال الفرنسي برنارد أرنو، صاحب ماركة لويس فوتون.
وكانت أسوأ السنوات بالنسبة لتوم باراك هما عاما 2007
و2008 حين اشترى كازينو القمار "ستيشن" في مدينة لاس فيغاس بمبلغ 8.8
مليارات دولار عام 2007 وفي عام 2009 أشهر الكازينو إفلاسه.
وتعود علاقة توم بترامب إلى ثمانينيات القرن الماضي،
إذ التقيا لأول مرة عام 1987 عندما اشترى ترامب نسبة 20 بالمئة من أسهم شركة تمتلك
سلسلة متاجر أمريكية ولعب توم دور الوسيط في الصفقة، وبعدها بعام اتصل به ترامب
وقال له: "أنت صاحب فندق بلازا الذي أشاهده من مكتبي، أريد هذا الفندق"
فرد عليه توم بأنه ليس صاحب الفندق لكن يمكنه امتلاك الفندق إذا دفع 410 ملايين
دولار، فوافق ترامب على ذلك دون تردد وسط ذهول توم، لكن ترامب اشترط أن يكون الدفع
نقدا.
وتحدث توم عن تلك الفترة قائلا: "نشأت علاقة
صداقة بيننا منذ ذلك الوقت وتشابهت حياتنا الخاصة، فكل منا كان قد طلق زوجته وكانت
أعمار أبنائنا متقاربة وتزوجنا مرة ثانية وأبرمنا صفقات تجارية عديدة".
وقال ويليام روجرز، شريك توم، إن بمقدور الأخير أن
يقول لترامب إنك على خطأ وهو أمر لا يجرؤ عليه سوى القلائل، وأضاف: "يمكن لتوم
أن يقول لترامب ما لا يرضى أن يسمعه من الآخرين ويرد ترامب على توم بقوله: شكرا أنت صديقي ويمكنك أن تقول ذلك لي وليس في ذلك إساءة لي"، حسبما أوردته صحيفة
نيويورك تايمز.
وفي عام 1994 كان ترامب يمر بأزمة مالية خانقة، فاتصل
به أحد الموظفين في بنك تشيز مانهاتن وقال له: "مشاريع ترامب العقارية تواجه
أزمة مالية كبيرة ومن بينها مشروع عقاري في مانهاتن مدين لمصرفنا بمبلغ 100 مليون
دولار، وأنت الوحيد الذي تعرف كيف تتعامل مع ترامب، مئة في المئة، فهل يمكنك أن
تساعدنا في حل هذه الأزمة؟".
قام توم بجولة في الشرق الأوسط وحصل على تعهدات
مالية للاستثمار في المشاريع المتعثرة لترامب، ومن بينها تعهدات من أصدقائه
القدامى في الأسرة الحاكمة في السعودية، لكن ترامب توصل في النهاية إلى اتفاق مع
مستثمرين من هونغ كونغ لإنقاذ مشاريعه العقارية.
وتوسط توم لدى البنك لتمديد المهلة الممنوحة لترامب
لترتيب أوضاعه المالية، كما استثمر توم باراك في بعض المشاريع العقارية المتعثرة
لصهر ترامب جاريد كوشنير.