هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "سفابودنايا براسا" الروسية، تقريرا تحدثت فيه عن هزيمة تنظيم الدولة التي كانت من أهم القضايا الأساسية التي تشغل العالم بأسره، وليس فقط بالنسبة للأطراف المتدخلة في الصراع السوري، وفق قولها.
وأفادت أنه في الوقت الراهن، من الواضح أن مسألة إدلب باتت من القضايا الأساسية التي تهدد عمليات السلام كذلك في المنطقة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي نشرته "عربي21"، إن روسيا والولايات المتحدة أدركتا خطورة هذا التنظيم في الوقت المناسب، ما دفعهما إلى إرسال قواتهما العسكرية إلى سوريا، للتصدي لهذا الخطر.
وأكدت الصحيفة أن هذه الدول تمكنت من تدمير التنظيم في غضون سنة ونصف، على الأقل على المستوى الجغرافي، حيث تقلصت مناطق نفوذه. ولكن، بعد القضاء على تنظيم الدولة، أصبح من الواضح أن المشكلة الرئيسة في سوريا في المستقبل القريب ستتمثّل في المواجهة بين الأطراف المتدخلة في الصراع من أجل تقسيم مناطق النفوذ.
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا والولايات المتحدة لم تُخفيا طُموحاتهما، وتورَطتا في حرب بالوكالة لم يكن مخططا لها منذ البداية.
وعلى الرغم من التصريحات العدائية أحيانا بين الروس والأمريكيين، إلا أنهم تجنبوا الصراع في مناسبات عديدة. لكن، مع مرور الوقت، ظهرت أطراف أخرى في الصراع، لعل أهمها الأتراك. وبينما كانت روسيا والولايات المتحدة تتنافسان على تحرير المزيد من الأراضي من براثن تنظيم الدولة، تمكنت تركيا في السيطرة على الأراضي الشمالية الغربية في سوريا.
وأضافت الصحيفة أن الأتراك اتبعوا خطوات صائبة ومدروسة، إذ استولوا على الجزء الشمالي ثم الشمال الغربي من محافظة حلب. وفي وقت لاحق، اتجهوا نحو إدلب، بعد أن أصبح التخلص من تنظيم الدولة وشيكا، علما وأنه يوجد في هذه المحافظة العديد من الموالين لأردوغان.
وتجدر الإشارة إلى أن دمشق أرادت شن عملية عسكرية ضد المسلحين المتواجدين في محافظة إدلب، إلا أن حليفتها موسكو فضلت التفاوض مع أنقرة. ومن الواضح أنه لن تكون هناك حرب واسعة النطاق، إلا أن المسألة لا تزال معقدة.
اقرأ أيضا: مقتل عدد من المدنيين بقصف روسي غربي حلب
وأفادت الصحيفة بأن أنقرة تعهدت بالتفاوض مع جميع المسلحين المتشددين الذين لا يستجيبون للهدنة.
وخلال الساعات الأولى من الهدنة، أعلن المسلحون في إدلب عن عدم استعدادهم للمصالحة مع روسيا والأسد. وفي وقت لاحق، بدأ مقاتلو هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) في القتال ضد الجميع داخل المحافظة.
وفي البداية، على الرغم من أن الصدامات لم تكن شديدة، إلا أن أمل الأتراك في التفاوض معهم لم يكن كبيرا. وعلى إثر الصدامات والنوايا الواضحة للمسلحين في إدلب، بات من الواضح أن الأتراك لم يتوصلوا إلى اتفاق معهم؛ مما يعني أن إدلب ستشتعل من جديد.
ونقلت الصحيفة عن الخبير التركي إيندر إينريك أنه "عندما رفضت الجماعات المسلحة الشروط التي عُرضت عليها من قبل تركيا، مُنحوا بعض الوقت للتفكير. ولكن، مرت عدة أشهر واستمرت الاشتباكات على حدود إدلب. وفي حقيقة الأمر، يعرض هذا الأمر الاتفاق بين أنقرة وموسكو إلى الخطر ويمس أيضا من سمعة أردوغان".
اقرأ أيضا: هكذا أحرجت روسيا الأسد بشأن الوجود العسكري التركي بإدلب
ونوهت الصحيفة إلى أن أردوغان طلب من موسكو إقناع دمشق بعدم الدخول إلى إدلب، مقابل تكفله بمسألة التعامل مع المشاكل الداخلية في المحافظة. لكن، إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإنه سيكون لدى النظام السوري المزيد من الدوافع لإرسال جنوده إلى إدلب.
وختمت الصحيفة بالقول إن المشكلة تتمثل في أن المعارك الحالية تحدث قريبا جدا من المناطق التي يتواجد فيها جيش النظام السوري. وقد يؤدي ذلك إلى عواقب غير مرغوب فيها، خاصة وأن الوضع يهدد العلاقات بين تركيا وروسيا اللذين يسعيان إلى المحافظة على السلام.
اقرأ أيضا: تركيا تهدد الأسد "بقلب الدنيا على رأسه".. لهذا السبب