هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت مصادر محلية في الشمال السوري، أن وحدات الحماية الكردية بدأت مؤخرا بتوسيع حملات التجنيد الإجباري في الرقة وريفها أو ما يسمى بـ"إقليم الفرات"، وذلك مع تصاعد التهديدات التركية باجتياح المنطقة.
وفي التفاصيل، تداول نشطاء على مواقع التواصل
الاجتماعي صورا لبلاغ صادر عن "الإدارة العامة لواجب الدفاع الذاتي"،
يقضي بإجبار الشباب المقيمين في مناطق ريف الرقة الشمالي (عين عيسى) وريف حلب
الشرقي (عين العرب)، على الالتحاق بالتجنيد الإجباري.
وأوضحت اللجنة، أن على الشباب من مواليد 1986-2001
مراجعة مراكز التجنيد، لغاية العاشر من الشهر الجاري، مهددة بفرض غرامة مالية
وتمديد فترة الخدمة (سنة واحدة) شهرا إضافيا لمن لا يلتحق بالخدمة طوعا.
وفي السياق ذاته، أصدرت الوحدات الكردية تعميما يقضي
بتمديد فترة الخدمة شهرا إضافيا للمجندين الذين أنهوا الخدمة في محافظة الحسكة.
وجاء في نص التعميم الذي اطلعت عليه
"عربي21"، "استجابة لضرورة المرحلة التي نمر فيها، تم الاحتفاظ
بدورة "31" لمدة شهر إضافي".
اقرأ أيضا: مخاوف من تسليم الوحدات الكردية معتقليها لنظام الأسد
وفي هذا الإطار، قال الناشط الإعلامي صهيب اليعربي،
إن الوحدات الكردية أعلنت "النفير العام" منذ ما يقارب الشهر، وهي تقوم
بموجب هذا الإعلان بتوسيع حملات التجنيد الإجباري، حتى شملت عددا من الموظفين
المدنيين من معلمين وغيرهم.
وأكد في تصريح لـ"عربي21"، أن ما يزيد عن
400 معلم من العاملين في مدارس الحسكة ومدينة الشدادي تم سوقهم إلى التجنيد
الإجباري، بالتزامن مع الاحتفاظ بالمجندين قسرا، ورفض تسريحهم بسبب الخوف من
الهجوم التركي.
وأوضح اليعربي أن "الوحدات تركز حاليا في حملات
التجنيد على مناطق الرقة وريف حلب الشرقي، وذلك لأن هذه المناطق مرشحة أكثر من
غيرها لتكون نقطة البداية للعملية العسكرية التركية، التي ستستهدف المليشيات
الإرهابية الكردية".
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي فواز المفلح، أن ذلك
يدلل على التخبط الواضح والقلق الذي تعيشه المليشيات الكردية جراء التحركات
التركية العسكرية التي تُسجل على المناطق الحدودية من الجانب التركي.
اقرأ أيضا: هولاند يشيد بـ"الوحدات الكردية" ويحذر من عملية شرق الفرات
وقال في حديثه لـ"عربي21" إن
"الوحدات تنهج نهج نظام الأسد، حيث تقوم بتجنيد الشباب إجباريا وترفض تسريحهم
لزجهم بالمعارك المرتقبة"، متهما الوحدات باستهداف الشباب العرب تحديدا، حيث
تخطط لجعل الشبان العرب كدروع حماية للعناصر الكردية.
وسبق وأن كشفت مصادر عسكرية تابعة للمعارضة، خاصة
بـ"عربي21"، عن قرب انطلاق العملية العسكرية التركية بمشاركة فصائل
الجيش السوري الحر، ضد وحدات الحماية الكردية في مدينة منبج بريف حلب الشرقي.
يأتي ذلك، في حين تزداد المؤشرات تباعا على قرب
انطلاق العملية العسكرية، وآخرها زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، وقيادة
الجيش التركي، لقيادة القوات الخاصة المشتركة على الحدود السورية، في الساعات
الأخيرة من عام 2018.