هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استمر النقاش الإسرائيلي حول تبعات القصف الأخير لأهداف إيرانية داخل سوريا، وتبعاته المتوقعة على العلاقة مع روسيا، في ظل استمرار التوتر القائم بينها.
الجنرال عاموس يادلين، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، قال إن "الإحباط الروسي من إسرائيل قد يذهب باتجاه اتخاذ خطوات قاسية ضدها، في ظل وجود حالة من الغضب في أوساط الجنرالات الروس، لأن المنظومات الدفاعية التي زودوها للسوريين لم تنجح بإصابة الطائرات الإسرائيلية".
وأضاف في حوار مع صحيفة معاريف، ترجمته "عربي21"، أن "العام 2018 الذي يغادرنا بعد قليل سجلت فيه إسرائيل انتصارا في معركتها على إيران داخل سوريا، لكننا أمام معركة مستمرة ومتواصلة سترافقنا أيضا في 2019، من خلال الاستمرار في استهداف أي تواجد عسكري إيراني في سوريا، يشمل إقامة قواعد عسكرية، وإرسال شحنات أسلحة لحزب الله".
وأكد يادلين، الرئيس الحالي لمعهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، أنه "بعد إسقاط الطائرة الروسية في سبتمبر في الأجواء السورية، يواصل الروس الحديث معنا، وكذلك الطلب من الإيرانيين التوقف عن إرسالهم لتلك الأسلحة عبر الأراضي السورية، هناك اتفاق بين موسكو وتل أبيب على إبعاد أي تواجد إيراني بما لا يقل عن ثمانين كيلومترا من هضبة الجولان، ولكن يبدو أن الروس لم يوفوا بعهدهم هذا، بدليل أن القصف الإسرائيلي كان بحدود هذه المسافة".
وأشار إلى أن "القصف الإسرائيلي لسوريا حمل رسائل موجهة للقوتين العظميين الولايات المتحدة وروسيا عقب حالة الفوضى التي أعقبت إعلان واشنطن سحب قواتها من سوريا، والظهور كما لو أن إسرائيل تركت وحدها، مع العلم أن الأمريكيين حين كانوا في سوريا لم يمنعوا الإيرانيين من مواصلة مشروعهم هناك، هم ركزوا أعمالهم فقط ضد تنظيم الدولة الإسلامية وليس ضد الإيرانيين".
وختم بالقول إن "إسرائيل بقصفها الأخير كأنها أبلغت هاتين القوتين أنها ستواصل عملها في سوريا كالمعتاد، ورغم أننا أمام سياسة إسرائيلية صحيحة، لكنها تحمل مخاطر جمة".
الجنرال يوسي كوبرفاسر، الرئيس السابق لشعبة الأبحاث بجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، قال إن "إسرائيل ستواصل الهجوم بسوريا متى لزم الأمر، رغم أنها غير راضية أبدا عن الخطوة الأمريكية بالانسحاب من هناك، لأن ذلك يرسل رسائل خاطئة للنظام الإيراني، ويمنحه شعورا بتحقيق الانتصار، رغم إنجازات الجيش الإسرائيلي والموساد، أهمها الحصول على الأرشيف النووي الإيراني وإحباط أنفاق حزب الله بجنوب لبنان".
وأضاف في مقابلة مع المعهد الأورشليمي للشؤون العامة والدولة، ترجمتها "عربي21"، أن "فتح المجال البري بين طهران وبيروت مرورا بدمشق بعد الانسحاب الأمريكي يعتبر مشكلة جدية لإسرائيل، لكنها قد تضطر لمهاجمة أي قوافل أسلحة برية، دون تردد، رغم أنه يمثل تحديا جديدا لسلاح الجو الإسرائيلي".
وختم كوبرفاسر، المدير العام السابق لوزارة الشؤون الإستراتيجية، بالقول إنه "طالما أن هناك اتفاقا روسيا إسرائيليا بعدم تعريض القوات الروسية لأي خطر، فبإمكان إسرائيل مواصلة هجماتها دون إزعاج، مع العلم أن معركة إسرائيل الحقيقية ضد إيران ليست في سوريا، وإنما في طهران ذاتها، ونحن نرى تعاظم الضغط عليها من خلال العقوبات الأمريكية".