هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تعرضت القوات التابعة للواء الليبي، خليفة حفتر إلى هجوم مفاجئ من عناصر تشادية في الجنوب أسفر عن مقتل وإصابة عدد من جنوده، وسط تساؤلات عن دلالة هذا الهجوم وتداعياته كونه جاء بعد تأكيدات عدة من قبل الجنرال الليبي بأنه يسيطر على أغلب الجنوب.
وهاجمت قوات تتبع المعارضة التشادية مقر اللواء العاشر التابع للقيادة العامة (قوات حفتر)، صباح الخميس واختطفت مجموعة من جنوده وقتلت ضابطا وجرحت 12 عسكريا، واستولت على بعض الآليات العسكرية، ثم انسحبت إلى عمق الصحراء.
"هجوم مجهول"
وكشف مصدر من الجنوب الليبي وقريب من الأحداث، لـ"عربي21" أن "من قاموا بالهجوم عناصر مجهولة حتى هذه اللحظة، وأن شهود عيان ذكروا له أن قوات اللواء العاشر لم تقاوم القوة المهاجمة".
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه لحساسية تواجده هناك، أن "قوات المعارضة التشادية ليست لديها أهداف واضحة داخل ليبيا بقدر ما تريد المال والسلاح وفقط، وربما تكون هذه المعارضة أدوات لجهة ما"، حسب معلوماته.
هدوء نسبي
وأكد مدير مكتب الإعلام في اللواء العاشر، خالد الشيطاوي أن "قوات المعارضة التشادية استولت على 22 آلية مسلحة، وأن قوات "الجيش" تلاحق هذه العناصر بعد فرارها، مشيرا إلى أن المنطقة تشهد الآن هدوءا نسبيا"، وفق تصريحات تلفزيونية.
اقرأ أيضا: عصابة تشادية توقع قتلى وجرحى في قوات حفتر بليبيا (شاهد)
وليست هذه هي الحادثة الأولى من قبل عنصار تشادية، ففي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، خطف مسلحون تشاديون، ستة مواطنين من منطقة الفقهاء جنوب ليبيا، ولم يعرف مصيرهم حتى الآن.
والسؤال: ماذا وراء هذا الهجوم من قبل المعارضة ضد قوات "حفتر"؟ وما رسائله؟
"ردة فعل"
من جهته، أكد وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي أن "هذه العناصر متواجدة في الجنوب باسم المعارضة التشادية ويدعمها ماديا وعسكريا مناوئون لحكم الرئيس التشادي الحالي، إدريس ديبي، وقد تم الاستعانة بهذه القوات من قبل في أحداث الهلال النفطي".
وكشف في تصريحات لـ"عربي21" أن "المعارضة التشادية في الجنوب منقسمة إلى مجموعتين: الأولى وتعدادها يفوق الـ 3 آلاف وتتمركز في منطقة الجفرة وهم يعملون لصالح القيادة العامة، والثانية: هي المجموعة التي هاجمت اللواء العاشر وهم قطاع طرق يطاردون قوات المعارضة الحقيقيين والذين يدعمون الجيش في المنطقة الوسطى ضد تحركات سرايا الدفاع وجماعة الجضران"، حسب معلوماته.
وتابع: "هجوم هذه العناصر على معسكر تابع للقيادة العامة قد يكون "ردة فعل" وانتقام كونها لم تحصل على ما وعدت به، والهجوم كان بهدف الاستيلاء على أسلحة وآليات، وبحسب أخبار وصلتني فإن طائرات تابعة للقيادة استهدفت مقر تجمعهم وتطاردهم بعد الفرار"، كما صرح.
حرب استنزاف
ورأى الكاتب والمحلل السياسي السوداني، عباس صالح أن "الهجوم على مقر اللواء العاشر بتراغن، هو أمر كان متوقعا نظرا لتعقيدات الأوضاع في الجنوب الليبي وكذلك تعقيدات العملية العسكرية التي أعلن عنها "خليفة حفتر" في تشرين الأول/أكتوبر الماضي".
اقرأ أيضا: ما سر التنافس بين حفتر وحكومة الوفاق على الجنوب الليبي؟
وأضاف لـ"عربي21": "وبغض النظر عن الجهات التي قامت بالهجوم من الفاعلين في الجنوب الليبي، سواء كتائب ليبية محلية أو مجموعات أجنبية تشادية، فإن قوات "حفتر" ستواجه حرب استنزاف طويلة في المنطقة أطول عملياتها العسكرية "الكرامة" في مدينة بنغازي، وما هجوم "تراغن" إلا بداية لذلك"، وفق تقديره.
"مافيا" تهريب وابتزاز
وقال الناشط الحقوقي الليبي، أحمد حسن التواتي إنه "إذا ثبت أن من قام بالهجوم فعلا ينتمون للمعارضة التشادية، فأعتقد أن هذه ستكون محاولة منهم لمنع تكوين أي قوة من شأنها أن تعيق قوافل التهريب التي يقومون بها".
وتابع: "التهريب وعمليات الخطف التي تمارسها هذه العناصر تدر عليهم أموال ضخمة جدا، لذا فأي قوة تتمركز هناك ستكون عائقا بالنسبة لهم وسيستهدفونها"، حسب تصريحه لـ"عربي21".
"الجيش والسياسة"
لكن الناشطة الليبية، هدى الكوافي أشارت إلى أن "هجوم الجنوب الآن يؤكد غياب دور "الجيش" الذي من مهامه حماية حدود ليبيا وحماية المواطن، لكن تدخل "الجيش" (قوات حفتر) في السياسة هو ما أضعف دوره وساعد المعارضة التشادية على الجرأة والتوغل في الجنوب، رغم ما يشاع عن السيطرة على الوضع هناك".
اقرأ أيضا: هل أبرم "حفتر" صفقة مع "تشاد" لتمكينه من الجنوب الليبي؟
وحول تمويل هذه العناصر ودعمها، قالت لـ"عربي21": "بالرجوع لمن استخدم هذه المعارضة التشادية ومن دفع لها يمكننا معرفة من يمولها ويدعمها ويستغلها أيضا، لذا علينا أن نركز على أن يبتعد الجيش عن السياسة ويخرج من المدن التي تم تحريرها من "الإرهاب" والتركيز على دوره في حماية الحدود"، كما قالت.