النجيفي يروي لـ"عربي21" تفاصيل خطة إسقاط الموصل (شاهد)

كشف محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي، في حديث خاص لـ"عربي21" عن "خطة" أعدت مسبقا لدخول تنظيم الدولة إلى الموصل، والتي أدت إلى اجتياح ثلث مساحة العراق عام 2014.

وقال النجيفي إن "خطة منظمة أعدت مسبقا لاستدراج تنظيم الدولة إلى الساحل الأيمن من الموصل المأهول بالسكان حيث يضم نحو 800 ألف نسمة، بينما كانت القوات العراقيالَعراقية قد نصبت المدفعية الثقيلة في الجانب الأيسر لقصفهم مع الأهالي".

وأضاف أن "القوات الأمنية جهزت أيضا الطائرات بالبراميل المتفجرة لإسقاطها على المدينة القديمة (الساحل الأيمن) ولكن عندما دخلت داعش إلى الساحل الأيمن لم يكونوا قد حسبوا حساب المدينة الكبيرة التي حين تسقط تتغير المعادلة".

وأشار النجيفي إلى أنهم "كانوا يريدون أن يفتحوا المجال لداعش لكي تسيطر على الساحل الأيمن ثم يطوقون الساحل الأيمن وقصف المدينة كاملة بالمدنيين الذين فيها وكانوا يهيئون أنفسهم لذلك".

اقرأ أيضا: النجيفي لـ"عربي21": لهذا تمنع وزارة الدفاع عن أي سُني قوي

وعن أسباب رفضه قصف الساحل الأيمن عند دخول تنظيم الدولة، قال النجيفي: "رفضت طلب قائد القوات البرية السابق علي غيدان بقصف المدينة المأهولة بالسكان".

وتابع: "لا يجوز أن نقتل المئات من أجل داعش. نعم تحدث أخطاء في الحرب وأقبله بنسبة 10 في المئة ولكن خطأ بنسبة 500 في المئة ليس خطا".

ولفت النجيفي إلى أن "ما فات القوات الأمنية، هو عند دخول داعش لمدينة تعداد سكانها كبير، انهارت معنويات الجنود في الساحل الأيسر وعندما خرج الضباط من أجل تنفيذ الخطة وجدوا أن الفرق العسكرية قد هربت بالكامل ولهذا سقطت الموصل".

وأردف: "لذلك أصبحوا لا يستطيعون أن يتحدثوا عن خطتهم الكارثية ولم يستطيعوا تلافي الأمر"، مشيرا إلى أن "هناك وحدات كاملة بقيت بعدتها في الجانب الأيمن ولم تنهار، وانسحب في يوم 10 حزيران/ يونيو 2014 إلى بغداد بكامل قوته، وفوج كامل انسحب كذلك ولم يشارك في المعركة وكانوا قد تم تجهيزهم لحصار المدينة". 

وأكد محافظ نينوى السابق إن "إسقاط الموصل كانت عملية منظمة، لذلك لم استغرب من طريقة التعامل مع الساحل الأيمن أثناء عملية التحرير، حيث حصلت نفس الخطة التي كانوا يريدون أن يطبقونها وهو السحق الكامل للمدينة".

"مستقبل الموصل"

وعن مستقبل الموصل بعد استعادتها من تنظيم الدولة، قال النجيفي، إن مدينة الموصل قبل اجتياح تنظيم الدولة في عام 2014، ليست كما هي عليه الآن، لافتا في الوقت ذاته إلى عدم وجود جدية في إعادة إعمار المدينة.

وأضاف: "كان هناك الواقع العراقي غير فقد كان يحسب حساب النجف الموصل و أربيل عند اتخاذ القرار السياسي في بغداد، لكن الموصل اليوم أصبحت خارج هذه المعادلة بالتالي لا تملك قرارا سياسيا مؤثرا لا داخلها ولا خارجها والقرار يأتي من خارجها".

وأكد أن "الموصل أصبحت بالجهة التائهة التي لم تستقر بعد الحرب، ولم تأخذ طريقها السياسي الواضح"، مشيرا إلى أنها "ستأخذ فترة ومستقبلها السياسي يعتمد على الوضع العراقي، فلن يكون هناك في الموصل جهد مستقل عما يحصل في كامل العراق".

وحذر النجيفي من أن "ترك مدينة الموصل هشة من الجانب الأمني، سيعرض البلد مجددا لأزمات، فسوريا الأوضاع فيها تؤثر على العراق ولازالت هناك معارك في الجانب السوري عند الفرات".

أعداد الضحايا والنازحين

وبخصوص أعداد الضحايا نتيجة الحرب ضد تنظيم الدولة، قال النجيفي: "تقدر أعداد القتلى بنحو 40 ألف الكثير منهم تم انتشال جثثهم، وبقت أعداد منهم تحت الأنقاض حتى الآن".

وبين النجيفي أن "الحرب خلفت أكثر من 500 ألف نازح، لأن داخل الموصل حاليا مليون ونصف المليون، من أصل مليوني مواطن يسكن المدينة، حيث لم تهيأ الظروف لعودتهم".

حول كلفة إعادة إعمار المدينة، قال النجيفي: "بحسب تقديراتي فإن إعادة إعمار المدينة لما كانت عليه في عام 2014 قبل دخول تنظيم الدولة، تصل إلى نحو 4 مليار دولار"، مؤكدا أن "الحكومة والمنظمات الدولية ليست جادة في إعادة الإعمار".

وتابع: "ما يجري من عمليات إعمار حاليا هي مجرد شكليات وتمشية أمور الحياة في المدينة، ولم تشهد إعمارا حقيقيا، وكذلك الأهالي يقومون ببعض عمليات الإعمار البسيطة".

وأرجع النجيفي الأسباب إلى أن "إضعاف الموصل هو أحد وسائل إدامة الفوضى، وابقاء منطقة ضعيفة هشة بالإمكان وإعادة الفضوى فيها متى أرادوا هذا شيء مطلوب"، لافتا إلى أن "القصة ليست طائفية بحتة وإنما هو إرداة عدم إنشاء دولة عراقية، وقد لايدرك الكثير من الساسة بالبلد هذا البعد، لكنهم ينفذونه".

وأعلنت رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي، استعادة مدينة الموصل بالكامل من سيطرة تنظيم الدولة في 10 تموز/ يوليو 2017.

اقرأ أيضا: النجيفي لـ"عربي21": هذا ما خسره العراق بعد إقصاء السنة