موقع أمريكي: الرياض تمول الحزب الجمهوري ونواب يهود بالكونغرس

كشف موقع "لوب لوج" الأمريكي، عن سبب دفاع أعضاء بالكونغرس الأمريكي تابعين للحزب الجمهوري (الحاكم )، عن آل سعود، وتدخلهم لتعطيل تشريع لإنهاء الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن.

وقال الموقع في تقرير نشره للصحفي والمحلل الأمريكى "إلي كليفتون"، وترجمته "عربي21"، إن أحد أعضاء جماعات الضغط التي تعمل لمصلحة السعودية القدامى، وعضو مجلس الشيوخ السابق عن ولاية مينيسوتا، والرئيس الوطني للائتلاف اليهودي، نورم كولمان، يحتل منصبا داخل الحزب الجمهوري يسمح له بالتحكم في جزء كبير من الإنفاق المتعلق بحملات وتوجهات الحزب.

ويعمل كولمان، مستشارا بارزا، في شركة القانون والضغط "هوغان لوفيلز"، براتب شهري قيمته 125 ألف دولار، كما يعمل رئيسا فخريا لشركة "كونغرشنال ليدرشيب فند" بحسب "لوب لوج".

وتوظف السعودية، ثماني شركات أمريكية، تقوم بالضغط وتقديم الاستشارات والعلاقات العامة والخدمات القانونية، خمس شركات منها تعمل لحساب السفارة السعودية بواشنطن، وشركتان تعملان مع مركز الدراسات والشؤون الإعلامية التابع للديوان الملكي، وشركة تعمل مع سلطة الاستثمارات السعودية لتشجيع الاستثمارات، وفقا لصحيفة "ذي هيل" الأمريكية، التي تهتم بشؤون الكونغرس.

اقرأ أيضا: WP: شركة لوبي ممولة سعوديا دفعت 270 ألف $ لفندق ترامب

وأجرى كولمان، مقابلة تليفزيونية، في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني، مع محطة WCCO، التابعة لشبكة كولومبيا للبث CBS في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا الأمريكية، تحدث فيها عن طبيعه عمله لصالح السعودية.

ووجه مراسل محطة WCCO فرانك فاسكيلارو، سؤال لكولمان قال فيه: "هل يتعلق دورك أكثر بتقديم المشورة للعائلة المالكة، أم بالحفاظ على العلاقة السعودية-الأميركية؟"، فأجابه الأخير قائلا: "أعمل لمصلحة الكونغرس، والولايات المتحدة، ولا أعمل مستشارا للعائلة المالكة ولكنني أعمل مع أعضاء الكونغرس للحرص على خضوع إيران للمساءلة، وضمان عدم قدرتها على فعل الأشياء التي تفعلها في المنطقة".

وأضاف: " لدى السعوديين مصلحة كبيرة في ذلك. ولديَّ مصلحة في ذلك أيضاً. ومصلحتي، بالمناسبة، مستقلةٌ عمَّا أفعله مع السعوديين. فأنا الرئيس الوطني للائتلاف اليهودي الجمهوري، وأعتقد أنَّ سلامة وأمن الولايات المتحدة وإسرائيل مرتبطان ببعضهما".

وتابع: "إذا سألت رئيس الوزراء الإسرائيلي عن أكبر ثلاث مشكلات تهدد الوجود الإسرائيلي، فسيجيبك: المشكلة الأولى هي إيران، والمشكلة الثانية هي إيران، والمشكلة الثالثة هي إيران.. وإذا سألت الملك السعودي عن أكبر تهديد لاستقرارهم والاستقرار في المنطقة، فسيجيبك: التهديد الأول هو إيران، والتهديد الثاني هو إيران، والتهديد الثالث هو إيران".

وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير نشرته، أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وترجمته "عربي21" عن دور اللوبي السعودي في شراء التأثير وإصلاح الصورة، والملايين التي أنفقتها على شركات العلاقات العامة واللوبي ومراكز البحث والتواصل مع النواب في الكونغرس.

وقالت الصحيفة نقلا عن كولمان، الذي يعد عميد جماعات اللوبي السعودية في واشنطن، والشخصية المؤثرة في الحزب الجمهوري، قوله إن المصالح القومية على المحك لو لم تستمر الشراكة الأمريكية السعودية، وأضاف: "العلاقة مع السعودية مهمة جدا، وشراكتها في مواجهة التهديد الإيراني حيوية للأمن الأمريكي وأمن  المنطقة، بما في ذلك أمن إسرائيل".

كما نقلت الصحيفة عن السيناتور الديمقراطي عن ولاية كونيكتيكت كريس ميرفي، قوله: "واحدة من البديهيات التي تم ترويجها في واشنطن هي أن الولايات المتحدة والسعودية لديهما علاقة خاصة غير قابلة للكسر"، وأضاف السيناتور الناقد للحرب في اليمن:"كل شخص ذكي يعرف السياسة الخارجية يأتي لمكتبك ويخبرك بهذا، وظهر أن كثيرا منهم يحصلون على المال الخليجي".

اقرأ أيضا: واشنطن بوست: إسرائيل تلقي طوق النجاة لقتلة خاشقجي

وبحسب الصحيفة، فإن شركات اللوبي زادت عملها بعد نكسة قانون جاستا، الذي سمح لعائلات ضحايا 11/ 9 بتقديم الحكومة السعودية أو أي من مسؤوليها للمحاكم بتهمة دعم الإرهاب، واستخدم الرئيس باراك أوباما الفيتو، ومع ذلك مرر القانون بغالبية رغم تحذير الإدارة من تعرض المصالح والجنود الأمريكيين للخطر، فيما واصلت السعودية جهودها ضد القانون، حيث حاولت تعديله، وأحضرت المحاربين القدماء إلى واشنطن للقول إن القانون سيعرضهم لقضايا قانونية مماثلة.

وكشفت الصحيفة عن أن من بين الجماعات التي حصلت على الأموال السعودية، أهم شركات العلاقات العامة، مثل "ماكيون غروب"، التي يديرها الرئيس السابق للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب هوارد ماكيون، و"بي جي آر" التي أنشأها الجمهوري البارز إد روجرز وهيلي بربور، بالإضافة إلى "غلوفر بارك غروب"، التي أنشأها المخطط الاستراتيجي جوي لوك هارت، و"كارتر إيسكو" التي كانت تعرف بمجموعة بوديستا.

 وأكدت الصحيفة أن السعودية تنفق بشكل واسع على شركات اللوبي وتقوية العلاقة مع أمريكا، لافتة إلى تراجع الإنفاق من 14.3 مليون دولار في عام 2015 إلى 7.7 ملايين دولار عام 2016، ليزيد مرة أخرى إلى 27.3 مليون دولار العام الماضي.

وأشارت إلى أنه منذ عام 2016 سجل أكثر من 200 شخص أنفسهم بصفتهم عملاء نيابة عن المصالح السعودية، وذلك بحسب أوراق اللوبي في "سنتر فور رسيبونسف بوليسيز".