هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رأى مستشرق وخبير إسرائيلي بارز، أن طريقة تعامل الحكومة الإسرائيلية مع أنفاق حزب الله، تسببت في "خدمته"، وتعظيم صورته، مؤكدا أن حسم المعركة والجولة مع المنظمة يحتاج لرأي عام إسرائيلي "متحفز ويقظ".
وفي مقال له اليوم، نشر بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أكد أستاذ الدراسات الشرقية في جامعة تل أبيب، الخبير إيال زيسر، أن حملة "درع الشمال" التي يخوضها الجيش الإسرائيلي، من أجل "تصفية أنفاق حزب الله، هي دليل على التفوق التكنولوجي والاستخباري للجيش، الذي لا يغيب عن ناظريه أي شيء في لبنان"، وفق قوله.
ونوه إلى أن "الحديث يدور عن ضربة لحزب الله، ليس فقط لأنه فوجئ وأحرج، بل لأن هذه الأنفاق كان يفترض بها أن تكون "سلاح يوم الدين"، الذي أمل من خلاله أن يحقق حسما في المعركة".
واعتبر زيسر، أن "الانتصار في جولة المواجهة التالية سيكون أولا وقبل كل شيء في الوعي"، مضيفا: "من ينجح في عرض صورة النصر ويحطم معنويات الطرف المقابل، سيتوج كمنتصر وسينجح في فرض وقف النار بشروط مريحة له".
وتابع: "المواجهة هي في قسمها الأكبر على الوعي، ومؤسف أن نكشف أنه في هذه الساحة، بخلاف تام مع ساحة التكنولوجيا والاستخبارات، لم تحسن إسرائيل اللعب".
ونوه إلى أنه "بدلا من بث القوة والتصميم وفرض الرعب على حزب الله الذي خرق بقدم فظة سيادتها، اختارت اسرائيل تعظيم صورته المهددة والرادعة في نظر الجمهور الاسرائيلي، وهكذا خدمته؛ يا خسارة".
وذكر أن "الحملة الهندسية للجيش تمت كلها في إسرائيل؛ وهنا لا حاجة للمرء أن يكون خبيرا كي يقدر بأنه في هذه الظروف سيمتنع حزب الله عن كل رد، وسيحرص على ألا يجتاز خط الحدود، كما حرص على عمل ذلك منذ حرب لبنان الثانية".
ورغم ذلك، "التقارير في وسائل الإعلام بثت خوفا ورعبا من رد محتمل لحزب الله، وغرست في الجمهور الإسرائيلي إحساسا بان الحرب على الأبواب؛ وهكذا، بدلا من أن تشعر المنظمة بأنها مهددة، أصبحت إسرائيل هي التي في موقف الدفاع".
اقرأ أيضا: مراقبون: لا حرب قادمة ضد لبنان لهذه الأسباب
وفي الوقت الذي "أثبت الجيش قدراته، وظهر حزب الله كمنظمة مكشوفة ومردوعة، وبدلا من أن تلعق المنظمة جراحها، منحوها نقاط تفوق في الصراع على الصورة".
وأوضح أن الحديث يدور "في الحقيقة عن عدو ضربته لإسرائيل مؤلمة، ولا ينبغي الاستخفاف به، ولكن ليس صدفة أن حزب الله المردوع من إسرائيل، زعيمه حسن نصرالله لا يتجرأ على أن يظهر علنا منذ أكثر من عقد".
ولفت إلى أن "حزب الله كفيل بأن يحاول أن يخترق بضع عشرات من رجالها إسرائيل، ويسيطر بإحكام على عدد من المنازل؛ كما يمكنه أن يمطر إسرائيل بالصواريخ، ولكن إسرائيل، إن أرادت أن تكون مصممة بما يكفي، فيمكنها أن تحتل لبنان كله وألا تترك فيه حجرا على حجر".
ورأى زيسر، أن "الخوف في لبنان، بما في ذلك في داخل حزب الله، هي حرب أخرى"، مؤكدا أن "التحدي مع حزب الله لا يزال أمامنا".
وتابع: "منذ وقت غير بعيد كشف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو النقاب، أن حزب الله يسعى لإقامة مصانع لتحسين دقة الصواريخ في بيروت، وأوضح أن إسرائيل تعتبر بداية العمل في هذه المصانع هي خط أحمر لا يجب اجتيازه"، معتبرا أنه "في هذه الحالة لا تكفي أعمال الحفر والتنقيب في الجانب الإسرائيلي".
ورجح الخبير، أن "تكون هناك حاجة لخطوة عسكرية من شأنها أن تؤدي بالمنطقة إلى جولة عنف لم يشهد لها مثيل منذ صيف 2006"، مضيفا: "نحو جولة مواجهة كهذه، مطلوب حصانة جماهيرية وبالأساس رأي عام متحفز ويقظ، ولكن ليس رأي عام يعيش في فزع دائم".
اقرأ أيضا: تقدير إسرائيلي: بزيادة الاحتكاك مع حزب الله.. ماذا سيحدث؟
ونبه أن ما سبق، هو "السر الذي سيؤدي إلى الحسم وتقصير المواجهة التالية، وفي اللحظة التي يتضح لحزب الله بأن مساعيه لإخافة الرأي العام الإسرائيلي من أجل الضغط على الحكومة بأن تتنازل، لم تنجح، سيتحقق الحسم".