هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لا يبدو أن رسالة العاهل السعودي، الملك سلمان
بن عبد العزيز، إلى أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، لحضور القمة الخليجية الـ39 في
المملكة العربية السعودية، تبشر بالكثير على صعيد الأزمة الخليجية، بحسب ما قال
مراقبون.
وتنعقد أعمال القمة الـ39 في مدينة الدمام
السعودية، وهي الثانية منذ بدء الأزمة الخليجية، والحصار على قطر، بدعوى دعمها
الإرهاب وعلاقاتها مع إيران، التي تعتبرها السعودية العدو الأول لدول الخليج.
قالت وكالة الأنباء القطرية، إن أمير قطر، تميم
بن حمد آل ثاني، تلقى دعوة من العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، لحضور
أعمال القمة الخليجية الـ39، والتي تستضيفها المملكة في 9 كانون الأول/ ديسمبر
الجاري.
الكاتب والمحلل السياسي القطري علي الهيل قال
إن الدعوة السعودية تأتي في إطار بروتوكول القمم الخليجية بإرسال الدعوات للدول
الأعضاء.
وأشار في حديثه لـ"عربي21" إلى أن الذي سلم الدعوة لقطر هو الأمين
العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، الذي أشار إلى أنه كان منحازا
إلى السعودية، التي تحتكر الأمانة العامة، منذ بداية الأزمة الخليجية والحصار على
قطر.
ولفت إلى أن قطر لم تحدد بعد مستوى التمثيل في
القمة، مرجحا أن يحضر عن الجانب القطري، وزير الدولة للشؤون الخارجية، سلطان
المريخي.
وتابع الهيل بأنه كيف لدولة تحت حصار
جيرانها، أن يذهب أميرها إلى دولة مشتركة في الحصار.
وأكد أنه كان يجب أن يسبق الدعوة رفع للحصار،
وعودة للسفراء.
اقرأ أيضا: السيسي وابن سلمان متمسكان بشروط "المصالحة مع قطر"
وتوقع الهيل أن تقدم قطر على الانسحاب من مجلس
التعاون الخليجي، كما انسحبت من منظمة أوبك للدول المنتجة للنفط.
وبينما ترأس أمير دولة قطر تميم بن حمد آل
ثاني، وفد بلاده في القمة الخليجية الـ38 في الكويت، غاب عنها العاهل السعودي
سلمان بن عبد العزيز، ورئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وحضر
وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، ووزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية،
أنور قرقاش.
وتلعب الكويت منذ بدء الأزمة دور الوسيط.
الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، عايد المناع،
أشار إلى أن الدعوة السعودية لقطر، دعوة بروتوكولية، لكونها عضو في مجلس التعاون
الخليجي، والقمة دورية، والعاهل السعودي، الملك سلمان، سلك الطريق الصحيح بدعوة
أمير قطر للحضور.
ولفت في حديث لـ"عربي21" إلى أن
الدعوة بحد ذاتها لا تشير إلى إمكانية التصالح قريبا، أو انفراج الأزمة، لكنه قال
إنه إذا حضر أمير قطر القمة، فربما يكون هنالك دور للوسيط الكويتي في تليين
الأمور.
وتابع بأن التقاليد الخليجية، بأن يقوم الأصغر
سنا بالتودد لمن هو أكبر منه سنا، في إشارة إلى أمير قطر والعاهل السعودي، فإن
الأمور ستذهب نحو تخفيف الأزمة، لكن ليس إنهائها.
وأشار إلى أن الكويت ما تزال تبذل جهودا في
إطار الوساطة، إلا أنه لم يبد تفاؤلا كبيرا، بسبب الهجمات الإعلامية الشرسة
المتبادلة.
وإبان القمة الخليجية الأخيرة في الكويت، والتي علق عليها كثيرون آملا في طي الخلاف الخليجي، اعتبر سفير الكويت لدى مملكة البحرين الشيخ
عزام الصباح أن "القمة الخليجية السابقة الـ 38 في الكويت ستفتح صفحة مضيئة
في مسيرة التعاون الخليجي، وأنها ستشهد نهاية مفرحة للاختلافات الخليجية"، إلا أن الخلافات بقيت على حالها.
وأكد الشيخ عزام وقتها أن "حكمة قادة مجلس
التعاون وحرصهم على تعزيز اللحمة الخليجية لمواجهة التحديات الاستراتيجية
المتصاعدة في المنطقة ستعزز اجواء التفاؤل، وأن الأيام المقبلة ستشهد تحركات
ديبلوماسية في هذا الإطار".
في وقت سابق، قالت قناة "العربية" السعودية، إن
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي جددا تمسكهما
بما سمته "شروط المصالحة مع قطر من دون أي تنازل".
ونقلت القناة عن مراسلتها قولها إن السيسي وابن
السلمان اللذين التقيا في لقاء مغلق بالقاهرة، من ضمن جولة ابن سلمان لعدة دول
عربية، "أكدا أيضا على مواجهة التدخلات الإيرانية"، وهو ما لم تشر له
التصريحات الرسمية الصادرة عن الرئاسة المصرية.