هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "أ بي
ثي" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن إلغاء ترامب لقاءاته بكل من الرئيس
الروسي، فلاديمير بوتين، وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان. في الأثناء، سيركّز
ترامب كل جهوده على التفاوض مع شي جين بينغ، من أجل مناقشة كيفية إنهاء الحرب
التجارية مع الصين.
وقالت الصحيفة في في
تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس الأمريكي وصل إلى الأرجنتين
للمشاركة في قمة العشرين، بعد أن أعد جدول أعمال طموح، ومحمّلا برهانات عالية لعقد
اجتماعه مع الرئيس الصيني. في نفس الوقت، تحاصر ترامب العديد من المسائل الحساسة
خلال هذا الاجتماع، على رأسها التحقيق بشأن التدخل الروسي، ودفاعه عن ولي العهد
السعودي على الرغم من تورطه في قضية خاشقجي.
وأضافت الصحيفة أن هذه
المسائل المثيرة للجدل أجبرت الرئيس الأمريكي على إلغاء لقاءاته المقرر عقدها مع
باقي الأطراف المرتبطة سواء بالتدخل الروسي أو مقتل خاشقجي. وغيّر ترامب اتجاه
بوصلة اهتماماته نحو الصين للحد من سيل الخسائر التي خلفتها الحرب التجارية بين
اثنين من أكبر اقتصادات العالم. وخلال هذا اللقاء من المقرر مناقشة الشروط التي
ستنهي هذه الحرب التجارية.
وذكرت الصحيفة أنه قبل
مغادرته من واشنطن، صعقت ترامب تسريبات أخرى حول الفضيحة الروسية؛ تتعلق أساسا
بصفقة الاستثمار العقاري لترامب في موسكو التي حافظ عليها حتى بعد إعلان ترشيحه
لرئاسة الولايات المتحدة في انتخابات 2016.
وذكرت الصحيفة أنه قبل
ركوبه الطائرة في طريقه إلى الأرجنتين، أكد ترامب أن الاجتماع مع الرئيس الروسي
أمر مؤكد. لكن، بمجرد تسريب هذه الأخبار التي لا تروق للرئيس الأمريكي، قرر ترامب
إلغاء هذا الاجتماع في ظل تزايد الجدل حوله. في الأثناء، علل ترامب إلغاءه
للاجتماع مع نظيره الروسي بعدوان روسيا على أوكرانيا، ونشر مثل عادته تغريدة عبّر
فيها عن موقفه؛ والتي جاء فيها أنه "نظرا لأن السفن والبحارة لم يعودوا إلى
أوكرانيا من روسيا، من الأفضل لجميع الأطراف إلغاء الاجتماع المقرر سلفا".
اقرأ أيضا: هؤلاء القادة يلتقون ابن سلمان في قمة العشرين
وأشارت الصحيفة إلى
أنه إلى غاية اللحظة لم يدن ترامب أو البيت الأبيض العدوان الروسي على أوكرانيا
بشكل مباشر؛ الأمر الذي أثار قلق حزبه الذي دعم جميع العقوبات ضد روسيا بسبب
اعتدائها المستمر على أوكرانيا، بما في ذلك ضم شبه جزيرة القرم. وحتى الآن، طالب
فقط السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، بوقف هذه الأعمال العدائية.
وأفادت الصحيفة بأن
ترامب وصل إلى بيونس آيريس مكبلا بقضية أخرى وضغوطات حزبه في هذا الصدد؛ والتي
تتعلق بالأساس بفرض عقوبات محتملة على المملكة العربية السعودية بسبب مقتل الصحفي والكاتب السعودي، جمال خاشقجي، الذي عاش في واشنطن.
وبالإضافة إلى هذه المسألة الحاسمة في العلاقات السعودية
الأمريكية، بدأ مجلس الشيوخ، الثلاثاء الماضي، في اتخاذ إجراءات تعليق المساعدات
العسكرية التي يقدمها البنتاغون للرياض في الحرب الأهلية التي تشن في اليمن.
وأوردت الصحيفة أن
حوالي 14 جمهوريا انضم إلى قائمة الديمقراطيين، من بينهم عناصر مقربة من ترامب؛
الذين يدينون جميعا موقف الرئيس الأمريكي السلبي الذي يرفض إدانة ابن سلمان.
ويستميت ترامب في الدفاع عن حليفه ابن سلمان على الرغم من تأكيد وكالة المخابرات
المركزية أن ولي العهد متورط في مقتل الصحفي السعودي المعارض.
وفي الختام، بينت
الصحيفة أن ترامب يواجه معارضة العديد من التكتلات، من الجهاز التنفيذي إلى الجهاز
التشريعي ووصولا إلى أعضاء حزبه. كما تربطه بأجهزة الاستخبارات خلافات بسبب علاقته
بالمملكة العربية السعودية وروسيا. وفي ظل هذه الظروف، اختار ترامب حلّ بعض
المشاكل في الأرجنتين عوض تعميق البعض الآخر. تبعا لذلك، سيحاول ترامب معالجة
الحرب التجارية بينه وبين الصين.