هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في تقريرها الأسبوعي، أكدت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني، أن آثار السياسات النقدية المتشددة في الولايات المتحدة وقوة الدولار ومخاطر التجارة العالمية والنمو، ستستمر في الانعكاس على أداء الاقتصادات الناشئة في 2019.
وتظهر آثار تذبذبات الأسواق الناشئة على رؤية فيتش
وتصنيفاتها الأخيرة، فمن بين 15 تصنيفا سياديا للوكالة تحظى برؤية سلبية، هناك فقط
ثلاثة تصنيفات تخص أسواق الدول المتقدمة.
والجدير بالذكر أن من بين تصنيفات الوكالة في 2018
كان هناك مراجعة لتصنيف الأرجنتين المُصنفة عند درجة "بي" برؤية
مستقبلية "سلبية"، وتخفيض في تصنيف تركيا إلى "بي بي" برؤية
مستقبلية "سلبية".
وتشير الوكالة إلى عوامل إيجابية ساندت اقتصادات
الأسواق الناشئة الفترة الماضية مثل ارتفاع أسعار السلع الأولية الذي أسهم في
زيادة صادرات هذه البلدان.
لكن بسبب ظروف خاصة ببعض الأسواق الناشئة وتطورات
أوسع نطاقا تشمل الفائدة الأمريكية والحمائية التجارية، خفضت فيتش من توقعاتها
للنمو في الكثير من الأسواق الناشئة خلال 2018.
اقرأ أيضا: منظمة دولية: الأزمات تعصف بمعدلات النمو العالمي حتى 2020
وقالت فيتش إن المزيد من ارتفاع قيمة الدولار
والتشدد في الأوضاع المالية العالمية من المرجح أن يثبط رؤوس الأموال عن التدفق
إلى الأسواق الناشئة.
وأشارت إلى أن ارتفاع معدلات اقتراض الأسواق الناشئة
بالعملات الأجنبية خلال السنوات الأخيرة أسهم في زيادة تأثيرات ارتفاع قيمة
الدولار على إمكانية وتكلفة إقراض هذه الأسواق. وتنوه فيتش إلى أن اتجاه الدولار
أمر مهم للأسواق الناشئة ويرتبط بالتصنيف السيادي للأسواق الناشئة.
وفي الوقت الذي قد يسهم فيه رفع أسعار الفائدة في
احتواء الضغوط القائمة على عملات الأسواق الناشئة، تحذر "فيتش" من أن
التشدد النقدي قد يكون عبئا على النمو الاقتصادي.
ولفتت إلى أنه في الوقت الذي تقول فيه الكثير من
البنوك المركزية في الأسواق الناشئة إنها تتدخل بشكل محدود في أسواق العملات للحد
من التذبذبات القوية، فإن البيانات ترجح أنها قد تنفق احتياطياتها من النقد
الأجنبي لمنع المزيد من التعويم للعملات، وهذه الاحتياطيات يعتمد عليها في الحد من
تأثير الصدمات الخارجية.
واعتبرت الوكالة أن الضغوط على الموازين المالية
والخارجية تظهر بشكل واضح في بلدان أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وأفريقيا.
في الوقت نفسه، توقع بنك "غولدمان ساكس"،
في تقرير "رؤية 2019" أن تشهد أسهم الأسواق الناشئة وعملاتها وسنداتها
ارتفاعا معتدلا خلال العام المقبل.
وتوقع أن تحظى أسهم الأسواق الناشئة بأكبر ارتفاع
بين الأدوات المالية السابقة في 2019. وبنحو 12 في المئة، بينما ستزيد قيمة عملات
هذه الأسواق بنحو 2 في المئة في المتوسط بسبب التحسن الاقتصادي والضعف المحدود
المرجح في قيمة الدولار العام المقبل.